فيما تتهيأ الأوساط السياسية والنيابية لاستحقاق انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه، نفى رئيس المجلس الحالي نبيه برّي ما تردّد عن عزمه العزوف عن الترشح لرئاسة المجلس، وردّ على سؤال "النهار" بقوله: "دا بُعدهم"، واضعاً ذلك في اطار التمنيات لدى المعترضين على التجديد له.

أمّا عمّا تردَّد عن مقايضة بين حركة "أمل" و"التيار الوطني الحر" تقضي بانتخاب نواب "التيّار" لبرّي مقابل تصويت نواب "أمل" للنائب ​الياس بو صعب​، فأجاب أنّ "لا تسويات في هذا الشأن، ولم يتم التفاهم على شيء حتى الآن"، مذكّراً بوجود مرشحين الى جانب بو صعب هما النائبان غسان حاصباني وملحم خلف.

كما جدّد برّي، عبر "النهار"، التحذير من أنّ "البلاد أمام خيارَين، إمّا الارتقاء عن الانقسام ما بين أكثريات واقليات والتوافق على إعطاء الأولوية لمواجهة الاستحقاقات الكبرى الداهمة ولا سيما في الشأن الاقتصادي والاجتماعي، وإمّا الاستعداد لمستقبل مشؤوم".

بري يضمن رئاسة المجلس

وفي السياق، اشار مصدر سياسي لـ"الشرق الأوسط" الى ان معركة إعادة انتظام المؤسسات الدستورية تبدأ بانتخاب رئيس جديد للبرلمان، مع توقع التجديد لرئيس المجلس ​نبيه بري​ على خلفية أن انتخابه يؤشر، كما يقول المصدر نفسه، إلى إعادة خلط الأوراق، لأن الانقسام حول التجديد له لن يكون بين أكثرية نيابية وأقلية استناداً إلى ما أفرزته نتائج الانتخابات النيابية التي حملت إلى البرلمان تلوينة سياسية تمثّلت بالمقاعد التي حصدتها القوى التغييرية ومعها عدد من النواب المستقلين وبينهم من يدور في فلك الحريرية السياسية.

فالرئيس بري عائد إلى رئاسة البرلمان بعدد أقل من أصوات النواب بخلاف انتخابه في الدورات السابقة التي سجّلت أرقاماً قياسية، ويمكن أن يصل عددهم إلى عتبة 70 نائباً، في حال قرر النواب الأعضاء في "التيار الوطني الحر" تأييده إلى جانب تأييده من "اللقاء النيابي الديمقراطي" الذي لم يتردّد في حسم خياراته لمصلحة حليفه بري من خارج الاصطفاف السياسي الذي أفرزته الانتخابات النيابية.

وفي هذا السياق، يقول مصدر نيابي لـ"الشرق الأوسط"، إنه لا بديل عن انتخاب بري لرئاسة البرلمان لأن الثنائي الشيعي يُجمع على ترشيحه وإن ما يُشاع عن إمكانية ترشيح سواه من النواب الشيعة يأتي في سياق الحرتقات السياسية ولن تكون لها مفاعيل في جلسة الانتخاب التي يعود لرئيس السن، أي بري، تحديد موعدها.

معركة نائب رئيس المجلس

وجرى العرف أن يكون موقع نائب رئيس المجلس من نصيب نائب ينتمي إلى طائفة الروم الأرثوذوكس. وفيما قالت مصادر قريبة من "حركة أمل" إن هناك موقفاً سيصدر اليوم (السبت)، عن "كتلة التنمية والتحرير" التي يرأسها بري في أول اجتماع للكتلة يُعقد اليوم، قالت مصادر نيابية مواكبة للحراك القائم إن هناك اتصالات بين القوى السياسية للتوافق على نائب للرئيس، في وقت تبدو الاتصالات متعثرة بين بري و"القوات". وأشارت إلى أن الأوفر حظاً هو النائب إلياس بوصعب.

وأوضحت المصادر أن بوصعب تربطه علاقة طيبة مع بري، ما ينعكس انسجاماً في العمل التشريعي في حال انتُخب لهذا الموقع (نائب الرئيس)، لافتةً إلى أن بوصعب "لم تنقطع علاقته ببري في عز التأزم بين حركة أمل والتيار الوطني الحر"، وأنه "كان يلعب دوراً في تقريب وجهات النظر بين الطرفين حين كان هناك تأزم"، لافتة إلى أن تلك المواصفات "قد تكون أرضية لتأسيس توافق بين التيار وأمل في الاستحقاق النيابي الأول".

وانتشرت أخبار حول زيارة قام بها أحد أبرز ممثلي المجتمع المدني النائب المنتخب ملحم خلف (أرثوذكسي) إلى عين التينة ولقائه مع بري، لكنّ مصادر قريبة من بري نفت نفياً قاطعاً تلك المعلومات، مشددةً في الوقت نفسه على أن خطوط بري مفتوحة مع الجميع، ولا يفرض حظراً على التواصل مع أحد، مؤكدة أنه داعٍ دائم للحوار والتواصل مع الجميع.

وقالت المصادر إنه "لاقى ممثلي الحراك المدني في منتصف الطريق"، مذكّرةً بأنه أول من دعا إلى تمثيلهم في حكومة الرئيس حسان دياب في عام 2019. وأكدت أن "دعوة بري مفتوحة للحوار، ويكرر تأكيده رفض العقلية الإقصائية"، وهو ما أكده في تصريحه يوم الثلاثاء الماضي الذي شدد فيه على أنه لا أحد يلغي أحداً.

غسان حاصباني

وذكرت مصادر كتلة القوات لـ "اللواء" ان الأغلب ان يكون مرشح الكتلة لمنصب نائب الرئيس هو النائب غسان حاصباني لكن الامر بحاجة لتوافقات مسبقة بين نواب المجموعات المستقلة والسيادية، وهناك اتصالات مع كل هذه المجموعات بهدف الاتفاق معها على كل الامور والخطوات الاساسية ومنها اولا تشكيل كتلة سيادية في المجلس- ولا نسميها معارضة لأننا اصبحنا الاكثرية- ونحن لا نريد ان ندخل في تنافس بيننا بل نسعى للتفاهم مع هؤلاء على منصب نائب الرئيس وابلغناهم ان لدينا من نرشحه وما يهمنا ليس طرح مرشح بل التفاهم بيننا كقوى سيادية.