لفت البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، خلال افتتاح أعمال سينودس الأساقفة البطريركي، إلى "أنّنا نعود إلى تدارس المواضيع المدرَجة على جدول أعمال السينودس المقدّس، الّذي نعقده في جوّ سينودسيّ عام في الكنيسة الكاثوليكيّة، يقتضي منّا أن نسير معًا نحو توطيد روابط الشّركة فيما بيننا، ونعيش المشاركة في بناء كنيستنا المارونيّة، ونلتزم معًا برسالتنا ​المسيح​يّة والكنسيّة في شرقنا الذي ننتمي إليه، وعوالم الانتشار حيث تتواجد رسالاتنا وأبرشيّاتنا ورعايانا".

وأكّد "أنّنا ينبغي أن نكون أوّلًا رجال صلاة نعيشها في الأسرار والأعمال اللّيتورجيّة، وبخاصّة في القدّاس اليوميّ وصلاة السّاعات. فالصّلاة تملأنا فضيلةً ومحبّةً وتواضعًا وصبرًا واحتمالًا وغفرانًا. من هذا المنطلق نتدارس الشّؤون الليتورجيّة، لا كحرف بل كروح".

وأوضح البطريرك الرّاعي "أنّنا عندما نكون رجال صلاة حقًّا، نعتني بتنشئة إكليريكيّينا وكهنتنا على الصّلاة، وبجعلها أولويّة في حياتهم اليوميّة. الصّلاة هي نبع الفضائل الكهنوتيّة والصّفات الإنسانيّة والقيم الأخلاقيّة"، متسائلًا: "كيف نستطيع نحن كرعاة، وكهنتنا معاونونا، أن نتصرّف مع شعبنا من دون فضيلة؟ إنّ شعبنا ينتقدنا من هذا القبيل، ويفقد احترامه لنا، ويبتعد عن الكنيسة بسببنا. ينبغي التّركيز على هذا الموضوع عندما ندرس مسألة التّنشئة الإكليريكيّة والكهنوتيّة".

وشدّد على أنّ "كهنوتنا يفترض أنّنا رجال محبّة، على مثال المسيح الّذي أحبّ البشر، كلّ البشر، حتّى قبل الآلام والموت، فداءً عن خطايانا وخطايا البشريّة جمعاء. كهنوتنا مدرستنا فيه نتعلّم من المسيح الربّ فرح التّضحية والبذل والعطاء"، مبيّنًا أنّ "أبرشيّاتنا بحاجة إلى بذلنا وسخائنا في العطاء، حتّى على حساب الوقت الخاص والرّاحة والمشاريع الّترفيهيّة الشخصيّة".

وسأل الرّاعي: "هل نتعب مثل شعبنا؟ هل نسخى مثلهم من ذات يدنا وبكلّ قلبنا؟ ما معنى أبوّتنا إذا لم يكن في قلوبنا محبّة لكهنتنا ولشعبنا؟ هنا مكمن المشاكل في أبرشيّاتنا. عندما سندرس هذا الموضوع يجب ألّا نلقي المسؤوليّة على كهنتنا وشعبنا، بل على ذواتنا. هؤلاء لا يرفضون أبوّتنا مجّانًا. الأبوّة لا تلغي السّلطة بل تُأنسنها، وتبقى هذه سلطةً تحسم".

كما رأى أنّه "إذا سادت المحبّة في قلوبنا كأساقفة، مارسناها أفعال رحمة تجاه إخوتنا وأخواتنا في حاجاتهم الماديّة والروحيّة والمعنويّة. الرّحمة هي المحبّة الاجتماعيّة المنظّمة في أبرشيّاتنا، أوّلًا من خلال هيكليّاتها الرعائيّة، ومكوّناتها البشريّة، ثمّ بالتّعاون مع المنظّمات الاجتماعيّة الخيريّة ولا سيما مع "كاريتاس- ​لبنان​".

وأشار إلى "أنّنا لا ننسى أنّ "​الفقر​اء هم كنز الكنيسة"، وعليها أن تحميهم من سلب اليأس والقنوط والفقر المدقع. من واجبنا استنباط الطّرق لتأمين مساعدتهم الدّائمة لا الموسميّة. كلّ أبرشيّة قادرة على إحصاء فقرائها وتنظيم خدمة المحبّة لهم، إذا جعلنا ذلك همّنا".