أشارت وكالة الصحافة الفرنسية، في تصرير لها، الى أن قطع ​موسكو​ امدادات ​الغاز​ الطبيعي عن فرنسا، التي باتت أحدث دولة أوروبية تحرم من هذا المورد بالإضافة الى خفض هذه الامدادات بشكل حاد عن ايطاليا و​المانيا​، أدى الى احداث اضطراب في خطط تخزين الغاز الأوروبية تحضيرا للشتاء المقبل.

ولفتت الوكالة الى أن موسكو تضغط في المكان الأكثر ايلاما بالنسبة الى اوروبا التي تحصل على نحو 40 بالمئة من احتياجاتها من الغاز من روسيا، وذلك بهدف زعزعة اقتصادات دولها، حيث تعتمد دول أوروبية عدة بما فيها ايطاليا والمانيا بشكل كبير على ​الغاز الروسي​، وقد اتهم رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي شركة ​غازبروم​ العملاقة للطاقة بالكذب بشأن أسباب تقليص امداداتها.

وتريد دول الاتحاد الأوروبي تعبئة خزاناتها بما لا يقل عن 80 بالمئة من طاقتها بحلول تشرين الأول.

وسيكون خفض إمدادات الغاز مكلفا أيضا للدول المصنعة مثل المانيا، حيث تحتاج الصناعات الكيميائية والفولاذ والأسمنت والأسمدة إلى كميات هائلة من الغاز.

ونقلت الوكالة الفرنسية عن تييري بروس، الاستاذ في جامعة "ساينس بو" في باريس لوكالة فرانس برس ان "الروس يستخدمون الغاز كسلاح منذ فترة طويلة، ويستخدم الكرملين مبدأ عدم اليقين، يقوم بشيء ما يوما وفي اليوم التالي شيء آخر، لرفع الأسعار".

وأوقفت بولندا وبلغاريا وفنلندا وهولندا شحنات الغاز الروسي بسبب رفضها تسديد الثمن بالروبل لروسيا.

وطالت الضربات الأخيرة فرنسا بعدما أعلنت شركة "جي آر تي" أنها لم تتلق أي غاز روسي عبر خط الأنابيب منذ 15 حزيران، و​إيطاليا​ التي واجهت خفضا في الإمدادات لليوم الثالث.

والجمعة وصل السعر المرجعي الاوروبي للغاز الطبيعي الهولندي "تي تي إف" إلى 130 يورو (137 دولارا) لكل ميغاواط/ساعة مقارنة ب100 يورو الأربعاء و30 يورو قبل عام.

وتعتمد فرنسا على روسيا بنحو 17 بالمئة من حاجتها الى الغاز الذي يصل معظمه عبر خط أنابيب فيما يتم نقل الباقي بشكل مسال عبر السفن.

ولم يتم ايضاح سبب الخفض لكنه يلي خفض عمليات التسليم بنسبة 60 بالمئة إلى المانيا عبر خط "نورد ستريم 1".

وأفادت شركة "إيني" الإيطالية، بحسب الوكالة، أنها ستتلقى 50 بالمئة فقط من الغاز الروسي المطلوب.

ورفض دراغي أعذار شركة "غازبروم" عن الأسباب التي "قيل لنا إنها فنية"، مضيفا "نحن والمانيا وآخرون نعتقد أن هذه أكاذيب"، وشدد على أن الشركة الروسية تستخدم الغاز لأغراض "سياسية".

ووصف وزير الاقتصاد والمناخ الالماني روبرت هابيك خفض امدادات الغاز بأنها "مواجهة مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين"، مضيفا "هذا قرار يتخذه بشكل تعسفي هكذا يتصرف الطغاة والاستبداديون".

ومع ذلك تقول "غازبروم" إن موسكو لها كل الحق في التصرف وفق قواعدها الخاصة بشأن خفض امدادات الغاز، وأشار بروس الى أن شركة غازبروم "لا تحتاج إلى أي مبرر"، مضيفا "أنه خفض بطريقة متباينة لتحطيم الوحدة الأوروبية".

وتسعى دول الاتحاد الأوروبي للتخلي بنفسها عن موارد الطاقة الروسية، لكنها لا تزال منقسمة بشأن فرض حظر على الغاز الروسي لأن العديد من الدول الأعضاء تعتمد بشكل كبير على إمدادات موسكو، وتفكر بعض الدول بتركيب محطات تغويز جديدة لتعزيز قدراتها في مجال الغاز الطبيعي المسال.

وقامت فرنسا بالفعل بزيادة مشترياتها من الغاز المسال بشكل كبير منذ الغزو في شباط، واقتربت محطاتها من الحد الأقصى وفقا ل "جي آر تي غاز".

وأصبحت فرنسا أكبر مشتر للغاز الروسي المسال في العالم، وفقا للوري مايليفيرتا المحللة في مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف "كريا" الذي نشر تقريرا عن مبيعات النفط والغاز الروسية هذا الأسبوع.