اشارت "اللواء" الى انه "إن صحَّ أن لبنان ومصر سيوقعان الثلاثاء المقبل (21 حزيران الجاري) اتفاقية استجرار الغاز المصري عبر سوريا، وفقا لاعلان وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، فإن ذلك، يندرج في إطار دفعة على الحساب، من الجزرة الأميركية في مسيرة منع قطاع الطاقة في لبنان من الإنهيار".

وهذه الدفعة، متصلة بالعودة المرتقبة، مع الجواب الإسرائيلي على ردّ لبنان في ما خص النزاع على حقل كاريش، وعملية ترسيم الحدود البحرية على الجملة، والذي من المتوقع ان يحمله إلى بيروت أوائل تموز المقبل آموس هوكشتين الوسيط الأميركي في ملف التفاوض حول ترسيم الحدود البحرية الجنوبية.

وعود

وقالت مصادر لبنانية مواكبة لزيارة هوكشتاين الأخيرة إلى لبنان لـ"الشرق الأوسط"، إن الدبلوماسي الأميركي "وعد بتأمين ورقة الضمانات الأميركية لمصر، بعد توقيع الاتفاق النهائي".

وقالت المصادر، إن هذه الضمانات "ستتيح استجرار الغاز من مصر إلى لبنان عبر سوريا، وتغذية محطة إنتاج للكهرباء عاملة على الغاز في شمال لبنان ما يزيد التغذية الكهربائية بحدود 4 ساعات يومياً".

وكان هوكشتاين قال هذا الأسبوع، إن الموافقة النهائية على الاتفاق بين لبنان ومصر ستسمح لواشنطن بتقييم ما إذا كان المشروع متماشياً مع العقوبات الأميركية على سوريا، وبعد ذلك يمكن أن "يتدفق الغاز في نهاية المطاف".

وفي حين يربط البعض في لبنان بين الاتفاق النهائي على ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، والضمانات الأميركية لاستجرار الغاز والطاقة الكهربائية من مصر والأردن عبر الأراضي السورية، نفت مصادر وزارة الطاقة اللبنانية تبلغها بأي شيء من هذا القبيل خلال لقاء هوكشتاين مع وزير الطاقة اللبناني وليد فياض يوم الاثنين الماضي، وقالت لـ"الشرق الأوسط"، إنها لم تسمع ربطاً لهذين الملفين ببعضهما بعضاً.

عودة هوكشتاين

وفي انتظار عودة الوسيط الاميركي في ملف الحدود البحرية آموس هوكشتاين بالرد الاسرائيلي على المقترح اللبناني، أعربت مصادر دبلوماسية غربية عن "املها في ان يكون الطريق قد اصبح مُمهداً لبلوغ لبنان واسرائيل اتفاقاً حول حدودهما البحرية يُنهي الصراع القائم بينهما".

واعتبرت المصادر "انّ المقترح اللبناني من شأنه أن يدفع بالمفاوضات الى الامام، خصوصاً انّ هذه المفاوضات سبقَ لها أن بلغت مراحل متقدمة، وإنّ الجانبين عازمان على بلوغ اتفاق يساهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة. الا انّ المصادر نفسها حذّرت من إغراق مهمة هوكشتاين بالشروط المتبادلة، فهذا من شأنه ان يعيد الامور الى الوراء ويفتح المنطقة على توترات وتعقيدات".

ولفتت المصادر الى "انّ المبادرة في يد الوسيط الاميركي لِحمل الطرفين على تجاوز خلافاتهما، واعطاء اولوية قصوى لحسم هذه المسألة بما يُتيح للجانبين الاستفادة من ثروتهما البحرية"، كاشفة "انّ واشنطن تعتبر انّ الفرصة مؤاتية لاستنئناف سريع للمفاوضات بين الجانبين وتضييق الفجوات القائمة بينهما، وبالتالي التوصّل الى اتفاق، وهذا يشكّل مصلحة مشتركة للبنان واسرائيل".

وخَلصت المصادر الدبلوماسية الى التحذير من "انّ هذه الفرصة محدودة بزمن قصير، ونفادها قد يدفع بالامور الى مزيد من السلبية والتعقيد والمخاطر".

رئاسة الجمهورية

أمّا الاستحقاق الاخر فهو الانتخابات الرئاسية التي يفترض ان تجري خلال الستين يوماً الفاصلة عن انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في آخر تشرين الاول المقبل. وحتى الآن يُحجب هذا الاستحقاق بسحابة كثيفة من الغيوم السياسية، تصعب رؤية أيّ اتجاه سيسلك ضمن المهلة المذكورة، وأيّ شخصية سيرسو عليها الاختيار لرئاسة الجمهورية.

واذا كان ما أعلنه ميقاتي من عمان قبل ايام قليلة من انّ انتخاب رئيس الجمهورية قد يتأخر، إنما هو سيحصل في النهاية، قد حَفّز كثيرين على محاولة سبر اغوار هذا الكلام واي معطيات استند اليها لتدفعه الى افتراض التأخير، فإنّ معلومات مرجع سياسي يبرّر ما ذهب اليه ميقاتي بقوله انّ ما قاله رئيس حكومة تصريف الاعمال قد يكون منطلقاً من تشخيص للواقع السياسي الراهن وما فيه من "غباش" يحيط بكل الاستحقاقات سواء الحكومية او الرئاسية. ومن شأن هذا الغباش ان يعزز كل الاحتمالات، بما فيها احتمال تأخير انتخاب رئيس الجمهورية.

الا انّ اللافت على الخط نفسه ما اكدت عليه مصادر مجلسية مسؤولة لـ"الجمهورية" حيث قالت انّ جهد الجميع يجب ان يَنصبّ في اتجاه عدم تكرار الوقوع بذات حال الفراغ التي مَررنا بها قبل انتخاب الرئيس ميشال عون، حيث لا شيء يستدعي ذلك على الاطلاق، فضلاً عن انّ الظروف السياسية التي كانت سائدة في تلك الفترة، مغايرة تماماً للظروف السائدة حالياً.

واشارت المصادر الى انّ فترة الستين يوماً ستبدأ بالسريان اعتباراً من أول ايلول المقبل، أي بعد نحو عشرة اسابيع، وهذه الفترة بالتأكيد ستكون كافية لتحديد وجهة الاستحقاق الرئاسي، ومحاولة تحديد هوية الرئيس الجديد للجمهورية، علماً انّ عدد الشخصيات المارونية المتداولة لرئاسة الجمهورية محدود جداً، وتستطيع القوى السياسية وغير السياسية ان تُفاضل فيما بينها.

وكشفت المصادر نفسها انّ الاولوية في هذا الاستحقاق يجب ان تكون لإتمامه خلال شهر ايلول، بما يُفضي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، رئيس يتمتع بقوة حقيقية، وليست قوة حزبية او سياسية، بل انّ قوة حقيقية اقوى من ال​سياسة​ والاحزاب، تتمثّل بقدرته على ان يكون رئيساً جامعاً لكل اللبنانيين وليس رئيساً محسوباً على هذا الطرف السياسي او ذاك.

ورداً على سؤال قالت المصادر: ايّ فراغ رئاسي نتيجته وحيدة، وهي دفع البلد اكثر في أعماق الهاوية.

السياحة تحتلّ يافطات "الحزب" على طريق المطار

علة صعيد مختلف، قالت "اللواء" لا تتكلموا سياسة تكلموا سياحة: إنه الموسم الواعد الذي ينتظره لبنان.. فـ "أهلاً بهالطلة" و"مشتاق للبنان كل هالصيفية" شعاران حلّا مكان شعارات "الثورة الاسلامية" وشعارات حزبية مرفوعة على الطريق الدولي من مطار بيروت الدولي إلى وسط المدينة.

حملة إعلانية أطلقها وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار أمس، على ان توضع بدءاً من أمس وحتى الأسبوع المقبل أكثر من 150 لوحة إعلانية.