أشار بطريرك السريان الأنطاكي ​البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان​، خلال افتتاح السينودس السنوي العادي للكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية في دير سيدة النجاة بالشرفة، الى أننا لا نستطيع الا أن نتكلم عن الكارثة التي حلّت بلبنان، منذ ثلاث سنوات. لبنان الرسالة وموئل الحضارات ومنبت الحرّيات، والذي يئنّ رازحاً تحت وطأة أزمات مخيفة، من سياسية وأمنية واقتصادية ومالية واجتماعية. إنّنا إذ نستبشر خيراً بانتخاب المجلس النيابي الجديد، نناشد جميع المعنيين العمل السريع والجدّي على تشكيل حكومة جديدة، علّها تخفّف من آلام الشعب ومحنة المواطنين الذين باتوا بأغلبيتهم تحت خط الفقر، وتتمكّن من القيام بالإصلاحات الواجبة، وإنجاز خطّة التعافي الاقتصادي مع المساعدات المتوخّاة من ​صندوق النقد الدولي​ وسواه من الهيئات والجهات المانحة. وندعو للبنان بالعودة إلى سابق عهده من التطوّر والازدهار، وذلك بتكاتُف مواطنيه ونزاهة المسؤولين واستقلالية القضاء، فيصلوا إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية، رافضين الشغور الرئاسي والفراغ الدستوري وتدخُّل المُغرضين".

وطالب المسؤولين "بالعمل على كشف مصير ​أموال المودعين​ في المصارف وإعادتها إلى أصحابها، وكذلك متابعة التحقيق بجريمة تفجير ​مرفأ بيروت​ بمعزل عن أيّ حصانة أو حماية. ولا ننسى الدور الهامّ الذي يؤدّيه الجيش اللبناني والقوى الأمنية في الحفاظ على الأمن والاستقرار، ونحثّ المسؤولين كي يترفّعوا عن المصالح الشخصية والفئوية الضيّقة في سبيل الخير العام وتأمين مصلحة الوطن".

واعتبر أنه "لا يغيب عن بالنا الوضع الاقتصادي المتردي في ​سوريا​، والذي يزيد من الفقر والمعاناة. ونأمل أن تتضافر جهود المسؤولين للنهوض بسوريا وإعادة بنائها وازدهارها. وقد لمسنا الجهود التي تُبذَل لمساعدة أبنائنا على الصمود خلال زيارتنا الأخيرة إلى دمشق، حيث شاركْنا في مؤتمر للمنظّمات الكنسية المانحة، أمّا ​العراق​، فإنّنا نتطلّع إلى المزيد من اللحمة الوطنية بين مختلف مكوّناته، كي تتشكّل السلطات فيه، وتستقيم أمور الإدارة، لما فيه خير المواطنين. ونحن نتذكّر بفرح زيارتنا الأبوية الأخيرة إليه، حيث احتفلنا مع أبنائنا في قره قوش (بغديدي) بمسيرة الشعانين، والتي شارك فيها ما يقرب من عشرين ألف شخص. يا له من مصدر عزاء وفخر عظيم لكنيستنا! واحتفلنا بالقداس الإلهي في كنيسة البشارة، وهي الكنيسة الأولى التي أعيد بناؤها في الموصل المدمَّرة، وأحيينا رتبة النهيرة في برطلّة، ولا ننسى أحوال أبنائنا في بلدان الشرق، من ​مصر​ التي تنعم بالأمان بسبب حكمة قيادتها ومسؤوليها، و​الأردن​ الذي يعمل على تعزيز الاحترام المتبادل والطمأنينة بين جميع أبنائه، والأراضي المقدسة التي تنشد السلام والمسامحة وقبول الآخر، وتركيا التي يعمل فيها أبناؤنا للمحافظة على حضورهم، وهم يجهدون لمتابعة شهادتهم للرب في أرض الآباء".

أضاف: "أمّا في بلدان الانتشار، في أوروبا والأميركيتين وأستراليا، حيث يعيش أبناؤنا حقوقهم الإنسانية الوطنية، لكنّهم يجابهون تحدّي المحافظة على إيمانهم وتراث آبائهم وأجدادهم، فإنّنا نشعر بمسؤوليتنا المشتركة وبالضرورة الملحّة لمتابعة خدمة المهجَّرين روحياً ورعوياً واجتماعياً. علينا أن نتدارس الحاجة إلى رفدهم بالكهنة المُرسَلين، وإعداد الإكليريكيين للخدمة، في الأبرشيات الخاصّة بنا في الولايات المتّحدة الأميركية وكندا وفنزويلا، أو حيث ما زالت رعايانا تحت إشراف الأسقف المحلّي في أوروبا".