كعادتها تترك الجهات المعنية المواطن اللبناني يتخبّط في أزماته المعيشية دون إيجاد حلول عملية، ومعه السوق سائباً أمام المحتكرين الذين يستغلون الدعم فيعمدون الى بيع الطحين المدعوم المخصص لإنتاج الخبز العربي في السوق السوداء بأثمان مضاعفة، أو يستعملونه لأصناف أخرى من المخبوزات كالحلويات والكعك والخبز الافرنجي ليزيدوا أرباحهم.

دخلت هذه الأزمة أسبوعها الثالث دون بوادر حلحلة ووحده المواطن يدفع ثمن التجاذبات بين أصحاب المطاحن، أصحاب الأفران ووزارة الاقتصاد ويتكبّد عناء البحث عن ربطة خبز طيلة النهار ليسدّ جوعه وجوع أبنائه.

تعليقاً على هذه الأزمة تحدّث رئيس مجلس إدراة سبينيس الأستاذ حسان عزّ الدين، مشيرا الى أنه "من المؤسف أن نرى المشهد عينه يتكّرر أمام الأفران بعودة الطوابير ومعه سيناريو فقدان الخبز أو تقنينه بتحديد الكميات، بحجة عدم توافر الطحين المدعوم أو نفاده، وبالتالي حرمان المواطنين من ربطة الخبز لتشرّع بذلك تجارة الخبز في السوق السوداء ويصل سعر الربطة إلى 50 ألف ليرة في بعض المناطق."

وأضاف: "إزاء هذه التجاوزات وإنعدام الضمير، نحثّ الجهات المعنية على التحرّك فوراً ووضع حدّ للفساد الذي تغلغل هذه المرّة في ملف الطحين وبات يهدّد القوت اليومي للمواطنين. كفى إذلالاً لهم في لقمة عيشهم وتهديد لأمنهم الغذائي."

ولفت عزّ الدين إلى أن الدعم يجب أن يكون مخصّص وموجّه فقط للرغيف دون سواه وليس الطحين للجم الاحتكار ، فدعم سعر ربطة الخبز يكون الانسب في هذه المرحلة ليستفيد المواطن من سعر مخّفض وبالتالي تقوم الدولة بالتعويض للافران والمخابز مشدّداً أن الإخبار وحده لا يكفي في هذه المرحلة إذ يجب أن يترجم بخطوات عملية تنتج حلولاً جذرية وسريعة لهذه الأزمة المستمرة التي تطال الجميع.وأضاف أنه بالرغم من كون نتائج مجمل سياسيات الدعم كارثية، إلا أن دعم الرغيف مكان الطحين يبقى البديل الأفضل عن رفع الدعم بشكل كلّي في هذه المرحلة.