إنتهت مشاورات التأليف النيابية وربما السياسية ايضا ليبدأ الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إعداد التشكيلة الوزارية الجديدة تمهيداً لعرضها على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وقد يتطلب الامر فيه وضع اكثر من تشكيلة آخذاً في الاعتبار ما سمعه من غالبية الكتل والنواب والسياسيين الذين استشارهم من أفكار حول ما يجب ان يكون عليه شكل الحكومة الجديدة ومواصفاتها، وهي افكار راوحت بين تعديل حكومته الحالية التي تصرف اعمال في بعض وزرائها والحقائب المسندة اليهم، او تأليف حكومة جديدة ولا ضير في ان تضم بعض الوجوه الوزارية في الحكومة المستقيلة.

وقالت مصادر معنية لـ"الجمهورية" انّ ميقاتي مصمّم على تأليف حكومة خلافاً لرغبة البعض في بقاء حكومة تصريف الاعمال وذلك لإدراكه خطورة مثل هذا الامر على مستوى الاستحقاقات المقبلة، وكذلك على مستوى استكمال تنفيذ ما أنجزته حكومته الذي يحتاج الى متابعة للوصول به الى الاهداف المرجوّة منه وهو وضع لبنان على سكة التعافي على كل المستويات، لأنّ البلاد لا تتحمل مزيداً من الانهيارات التي آن الاوان لوضع حد لها بالتعاون بين الجميع ومع مؤسسات المجتمع الدولي المعنية.

واشارت المصادر الى انّ ميقاتي يريد من الجميع المشاركة في الحكومة وليس لديه اي "فيتو" على اي فريق، الا اذا كان هذا الفريق لا يريد المشاركة واعطي في محاولات التعطيل خدمة لمصالحه السياسية الخاصة. فميقاتي، وكما اعلن، انّ يده ممدودة للجميع إثر تكليفه، سيبقي هذه اليد ممدودة حتى في الساعة الاخيرة من موعد صدور مرسوم تأليف الحكومة الذي لن يكون بعيداً.

وعُلم انّ ميقاتي سيبادر في أقرب وقت الى وضع تشكيلة وزارية تتلاءم مع متطلبات مواجهة التحديات الصعبة، وفق مقاربته لمعايير التركيبة الأنسب لهذه المرحلة، وهو باشر لهذا الغرض اتصالات بعيداً من الأضواء.

واكدت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" انّ "ميقاتي سيضع مشروع تشكيلة جدية بقصد ان تحظى بموافقة رئيس الجمهورية ميشال عون، أو أقله يمكن ان يبنى عليها. وأشارت الى انّ الرئيس المكلف يعلم جيدا انّ الوضع لا يتحمّل التحدي والمناورات، وانّ المطلوب التعاون لوقف الانهيار وهو مستعد لإبداء كل إيجابية". ولفتت المصادر إلى "ان بعض المواقف السلبية المعلنة لا تعكس حقيقة ما لمسه ميقاتي لدى معظم الكتل والنواب خلال الاستشارات لجهة التحسس بعمق الازمة ومخاطرها".

تعديلات على الاسماء

وفي السياق، رجحت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" أن يزور ميقاتي في الساعات المقبلة رئيس الجمهورية لإطلاعه على نتائج مشاوراته مع الكتل النيابية، وأشارت إلى أن هذا اللقاء يفتتح سلسلة لقاءات متوقعة بينهما لبت تأليف الحكومة. وأوضحت أن المواقف التي صدرت تقدم دليلا واضحا على أن الملف شائك، وأشارت إلى أنه لا بد من إلقاء التفاؤل مخيما لا سيما أن مشاورات التأليف المباشرة وغير المباشرة أو من خلال سعاة الخير لم تنطلق بعد بشكل جدي.

إلى ذلك، رأت المصادر أن بقاء الحكومة الحالية مع تعديلات على الأسماء قد يشكل مخرجا للتعقيد الحكومي، لكن الأمر غير نهائي لاسيما في ظل طرح موضوع المداورة في الحقائب.

كما أشارت مصادر سياسية الى ان ميقاتي سينصرف خلال الأيام المقبلة، الى جوجلة الأفكار والملاحظات التي سمعها من الكتل النيابية والنواب خلال المشاورات غير الملزمة التي اجراها، لاضفائها، على مسودة التشكيلة الوزارية التي يضعها تمهيدا لعرضها على رئيس الجمهورية ميشال عون بداية الأسبوع المقبل، لانشغال المسؤولين بسلسلة من اللقاءات مع وزراء الخارجية العرب، خلال الأيام القليلة المقبلة، ومن المرتقب ان يتخلل هذه اللقاءات، استعراض نتائج التحركات واللقاءات التي تشهدها المنطقة، ولا سيما ما يتعلق منها بلبنان، وافاق المرحلة المقبلة.

باسيل يحاول ابتزاز رئيس الحكومة

الموقف غير الحاسم لجهة مشاركة التيار الوطني الحر في الحكومة، تنظر إليه بحذر مصادر نيابية في حركة "أمل"، معتبرة أن كلام باسيل "يحمل لغما ويضرب في المقابل كل الإيجابيات التي تحدث عنها معظم الأفرقاء لجهة تسهيل تأليف الحكومة عبر محاولته ابتزاز الرئيس المكلف، وبالتالي السباق على الحصص".

وقالت مصادر الحركة لـ"الشرق الأوسط": "من المتوقع أن يقارب باسيل مسألة المشاركة في الحكومة كما فعل سابقا، بحيث إنه يعلن رفضه المشاركة ويفاوض على حصة رئيس الجمهورية أو يحاول التفرد بالحصتين معا في ظل رفض الأحزاب المسيحية الأخرى المشاركة".

واوضحت المصادر "اللغم الذي مرره هو حديثه عن المداورة في الوزارات، وذلك برميه كرة التعطيل استباقيا في ملعب الآخرين واستخدامها لاحقا حجة للتعطيل، بينما حاول ابتزاز رئيس الحكومة بحديثه عن الميثاقية للقول بأنه يؤمن له الميثاقية في جلسة الثقة إذا نفذت مطالبه". وفيما تبدي المصادر خشيتها من العرقلة التي بدأت تلوح في الأفق أمام تأليف الحكومة، تعتبر أن الجميع بات أمام اختبار انسجام الأقوال مع الأفعال وإعطاء مصلحة البلد الأولوية أم المصلحة الشخصية".