ذكر المفتي الجعفري الممتاز ​الشيخ أحمد قبلان​، خلال خطبة الجمعة في "مسجد الإمام الحسين" في ​برج البراجنة​، أنّ "البلدَ مغلقٌ سياسياً، والحسابات السياسية الضيقةُ عند أصحاب العقول الضيقة تضعنا بعين العاصفة، سيما أننا بلحظة تصريفٍ حكومي يكاد يتصلُ بجنون مرحلة فراغ رئاسي، ودون تسويةٍ سياسية جريئة، نحن متجهون نحو كارثة وطنية تضعُ البلدَ بقعر الازمات، وبالتالي دون قرار سياسي لا إنقاذ للبلد".

واعتبر أنّ "قطار الفرص من غير المعلوم أن يمرّ مرة ثانية، وتعافي لبنان ممكن جدًا، ولكن يحتاج شراكةً وطنية وإرادةً سياسية قوية، خاصة أن المنطقة تنوءُ تحت ضغط مشروع أميركي يريد تفجيرَ المنطقة، وبصراحة أكثر: معادلة المنطقة خطيرة أمنيًا وسياسيًا، وتضعُ الجميعَ على حافة الهاوية السحيقة، والحصارُ المضروب على لبنان مشروعُ معاداة على طريقة تهويد المنطقة، هو مشروع أميركي خطير وكبير يسير به مجموعة من الدول العربية، ما يفترض بنا أن نحسم هويتنا السياسية وخيارنا الإنقاذي، ودون الربط مع الشرق، ودون الضرب بيد من حديد بخصوص حقوقنا النفطية البحرية نكون كمن يخنق نفسه بيده".

وتوجّه قبلان الى الشعب اللبناني بكل طوائفه، حيث أشار إلى أنّ "هناك مشروع هدفه استنزاف لبنان وخنقُه وتجويعُه ثمّ التهامُه، بلا فرق بين مسلم ومسيحي، وواشنطن لا تبكي على قتلانا وجوعانا، واشنطن عينها على مصالحها فقط، والمسؤولية هنا تقع على القرار السياسي، وأيّ تقصير في هذا المجال هو إبادة للشعب والدولة".

أما بالنسبة لإعلان الشراكة الاستراتيجية بين واشنطن وتل أبيب، اعتبر أنه "لا يقدّم ولا يؤخر، لأنّ العالم تغيّر جدًا، وموازين المنطقة تغيّرت، وهي تصبّ لصالح حلف المقاومة ومصالح الشعوب، والأمن الاستراتيجي أصبح في مقلب آخر، وزمن الهزائم ولّى، والمعركة اليوم معركة منطقة وتوازنات عميقة، وأيّ تسوية ليست استراحة محارب، وما يجري في المنطقة ليس قدراً بل خيارات".

وذكر قبلان، "انني أُلفت نظر الحكومة أن الامن الغذائي نحن نصنعه وليس الآخرون، وتأمين قوة زراعية داخلية أمر ممكن وسهل، فقط يحتاج الى سياسات زراعية، والمطلوب البدء بورش زراعية وصناعية ومهنية على مستوى كل لبنان، لأنّ الحصار يبدو أنه طويل، وأزمة المنطقة كبيرة، والتسويات إذا كانت ستكون خجولة، وهنا أقول: ​النزوح​ المتروك يشكّل أسوأ كارثة وطنية في تاريخ لبنان، وسياسية ​مفوضية اللاجئين​ هي حرب على لبنان، وهي تعمل على تمرير سياسيات دولية تدميرية للبلد".