أشار وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال، ​عباس الحلبي​، إلى أنه "منذ أن توليت مسؤوليتي الوزارية وأنا أعالج التراكمات الكثيرة التي أثرت على التعليم العالي. تسلمنا ملفاً مليئاً بالثغرات ويشوبه الكثير من المخالفات، أبرزها عدم الالتزام بالمعايير الاكاديمية وبالجودة".

وأوضح خلال احتفال ​جامعة العلوم والآداب اللبنانية​ USAL بتخريج دفعة 2022 من طلابها، "أننا عملنا على إعادة تقييم وضع الجامعات، بهدف المحافظة على تميز القطاع ورياديته. أعدنا تشكيل مجلس التعليم العالي مع لجانه الفنية ليتمكن من مواكبة أوضاع الجامعات الخاصة وضبط المخالفات وتطبيق قانون التعليم العالي مع المحاسبة والمكاشفة واستعادة الممارسات القائمة على المعايير والجودة. ضبطنا موضوع التراخيص، لدفع الجامعات إلى تطوير مناهجها وربطها بسوق العمل. وركزنا في المجال الأكاديمي على هيكلة التعليم العالي بالتعاون مع السلطة التشريعية لإقرار مشروع ضمان الجودة، إضافة إلى مشاريع تسهم في استقرار هذا القطاع وتصويب عمله وتطوره".

ولفت الحلبي، إلى "أن الهاجس الاول بالنسبة إلي إطلاق الآليات المناسبة لترتيب أوضاع القطاع. فعلنا عمل ​المديرية العامة​ للتعليم العالي بتعيين مدير عام جديد، لتتمكن من القيام بدورها وممارسة مهماتها. عملنا على تذليل العقبات ووضعنا استراتيجية للتعليم العالي نستكمل هيكليته تباعا".

وأردف أن "المجلس بدأ مع لجانه الفنية في استعادة دوره فأقر الصيغة النهائية لمشروع مرسوم تنظيم الترخيص لبرنامج الماجستير في الجامعات الخاصة، ورفض الترخيص لأي مؤسسة تعليم عال جديدة في ضوء الحالة الراهنة لهذا التعليم، وتوصية المجلس أيضا بأن لا تتم إحالة أي طلب على اللجنة الفنية الأكاديمية يتعلق باستحداث إختصاص أو شهادة في إختصاص مرخص به، إلا بتضمين الطلب دراسة علمية موثقة للجدوى. وبذلك وضعنا الأسس والمداميك التي تعيد للتعليم العالي رياديته وقدرته على المنافسة".

وذكر وزير التربية، أن "أمامنا تحد لا يقل أهمية عن غيره هو التحدي المالي. فعدم الاستقرار في التدريس يؤدي إلى نشوء سلبيات كثيرة وهي تقف حجر عثرة أمام تلبية متطلبات قطاع التعليم العالي ومتابعة ملفاته. لذلك إن رؤيتنا للتربية تستهدف النهوض بالقطاع على قاعدة واضحة وتأمين متطلباته بخطط آنية وطويلة المدى وعلى رسم مستقبل لبنان التربوي. وهدفنا أيضا إلى جانب الجودة الاكاديمية أن تطوّر الجامعات المناهج و​التحول الرقمي​، واستخدام ​التكنولوجيا​".

وتوجه الحلبي إلى المتخرجين قائلاً: "أنتم المتخرجون قادرون على صنع لبنان الغد واستعادة ​المؤسسات​ وتكريس مفهوم الدولة. المهم ألا ترتهنوا لأحد وأن تعملوا من أجل تغيير حقيقي لمستقبل لبنان. أقول لأبنائنا المتخرجين في هذه الدفعة، إن الشهادات التي ستحملونها هي جسر عبور إلى الحياة والعمل والمعرفة الأوسع وخدمة الوطن. الرهان دائماً عليكم بأن تثقوا بوطنكم وأن تعملوا من أجله، فلا تتنكروا للبنان بل رسخوه في وجدانكم وكونوا في خدمته إذا احتاجكم واصنعوا لبنان الغد".