أشار المدبر العام للرهبانية المارونية الأب ميشال أبو طقة، خلال ترأسه ​قداس​ الشكر الأول بعد انتخابه مدبرا عاما في ​كنيسة مار انطونيوس​ الكبير في ​زحلة​، إلى أنه "أمّا أنتُم يا أبناءَ مدينتي المُحبِّين، يَضيقُبيَ الكَلامُ لأُعرِبَ لَكُمُ عَمَّا يُخالجُني من مَشاعرِالامتنانِ والعُرفانِ، على كلِّ ما أبديتموهُ تُجاهي من محبّةٍ وتشجيعٍ وتقدير، كُلَّ مَرَّةٍ قَدَّمتني الرُّهبانيَّة وشَرَّفتني باعتلاءِ خدمةٍ في حُقولِ رِسَالتِها، فهكذا كنتُم إلى جانبي يوم كنتُ مُديرًا لفرعِ جامعةِ الرُّوحِالقُدُس في زحلةَ و​البقاع​، وهكذا كُنتم أيضًا يومَانتخبني مجمعُ الرئاسةِ العامّة أمينَ سرٍّ عام للرُهبانيَّة، وهكذا أَنتُم اليومَ تَغمُروني بلُطفِكُم وبتأييدكُم وبالاعرابِ عن محبَّتِكُم، وقد انتخبني مجمعُ الرُّهبانيَّةِ العام، مدبرًا عامًا للرّهبانيّة إلى جانب قُدسِ الأبِ العام هادي محفوظ السَّامي الاحترام، الّذي أوجّهُ لهُ كُلَّ احترامٍ وتقدير. فلكُم آلاف ضَمّاتٍ من الشُّكر، في أرقى تعابيرها الّتي في ​المسيح​ يسوع، فلكُم جميعًا ولكلّ فردٍ موقعًا في وجداني في صلاتي وفي خدمتي، حماكُمُ اللهُ وباركَعيالكُم، وأراحَ نفوس موتاكم".

وأوضح أن "مَسيرتي الرهبانيّة تلازمتْ وانطَبَعتْ بملامِحِ شَخصٍ استثنائي، رافَقَني خُطوةً بخطوة، مِن مَراحِلِ الدراسةِوالتَخصُّص، إلى انطلاقتي في قلبِ الرُّهبانيّة، وَضَعَثِقَتَهُ بي وبقدُراتي، فكانَ الدافِعَ لمسيرةٍ حَالَفَهَا النَّجاحُ، هذا النجاحْ، لا يُقاسُ بالمراكز، بل بما طبعَهُ فينا،من روحٍ رُهبانيّ أَصيلْ، مَبني على العلاقةِ بالله، على الزُّهدِوالتواضعِ وحِدَّةِ الزَكاءْ، والرؤيَةِ الثاقبَة، والمسؤوليةِالشغوفة، إنّه شخصٌ لا يتكرّر وظاهرة فريدة في تاريخ الرهبانيّة، هو قُدسُ الأبِ العام الاباتي نعمةالله الهاشم".

ولفت الأب أبو طقة، إلى أن "قدس الأب العام اقبل مني تعابيرَ الشُّكر هذه ممزوجةًبالخدمةِ الأَحبْ على قلبِكَ خدمة الجلال الإلهي. ستبقى لي مرجعاً لا غنى عنه في حياتي الروحيّة والرهبانيّة ولاسيّما الإدارية. بالرغم من أنني تعلّمت منكم الكثير فإنني اشعر من انه ينقصني الكثير، لذا سأسعى دائماً ان اقتدي بك خطوة خطوة واعدك بأنني لا اتهاون ابداً في خدمة إخوتي الرهبان والمجتمع كما فعلت دوماً، حماكَ اللهُ وحَفَظكَ لخيرِ الرُّهبانيّة، لا بل لخير الكنيسةِ والوطن".

وتوجه إلى رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، قائلاً: "شكرا لكم على إيفادكم ممثلا عنكم، ابن زحلة، الوزير الصديق سليم جريصاتي، إنّها مناسبةٌ لشُكركم بشخصه، على تحمُّلكم في أحلك الظروف المسؤوليّة الأولى في الوطن، بصلابَتِكُم المعهودة، وبتقديم ذاتكم كلَّ يومٍ على مذبح الوطنيَّة، لكي تتمموا القسمَ الّذي لطالما تحمَّلتُم تَبِعَاتِه، من التزامِكُمْ مدرسةَالشَّرَفِ والتَضحيةِ والوَفاءْ، فلكُم أيها الرئيس صلاتَنا وذِكرَنا على مذبحِ الربّ، لكي تواصلوا العملَ من أجلِ خيرِ الوطنِ وأبنائه، حماكُمُ الله وأغدقَ عليكُمُ الصحَّةَ والعون".

وأردف المدبر الأول: "أيّها الأهل والأصدقاء جميعًا، أنتمُ المشاركين في قداسِ الشُّكر هذا، لكم شُكري وصلاتي. شُكري الخالص لرئيس ​دير مار أنطونيوس​ الكبير الأب موسى عقيقي ولجمهورِالآباءِ والاخوة على رسالتهم في هذه المدينة، وعلى تنظيم هذا الاحتفال. معكُم جميعًا ألتمس شفاعة أمنا ​مريم العذراء​ شفيعة مدينتنا، ونحنُ نستعدُ للاحتفال بعيد انتقالها، وشفاعة الآباء القديسين مار انطونيوس الكبير،ومار مارون، ومار شربل، والقديسة رفقا، ومار نعمةالله، والطوباوي الأخ اسطفان، لتؤول خدمتَنا إلى الخيرِ فتكونلمجد الله وبنيان الرهبانيّة والكنيسة".

وختم كلمته "بما ختم به صاحب المزامير نشيد الشكر قائلاً: "الصدّيقُ كالنَّخلِيُزهرُ ومِثلَ أَرزِ لُبنانَ ينمي، المغروسونَ في بيتِ الربِّيُزهرونَ في ديارِ إلهِنَا، فيُخبرونَ بِأَنَّ الرَبَّ مُستقيمٌصَخرَتي ولا ظُلمَ فيه" فليحميَكُم الربُّ ويحمي مدينتنا والوطن".