أشار شيخ العقل لطائفة الموّحدين ​الدروز​ الشيخ ​سامي ابي المنى​، خلال لقائه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك ​يوسف العبسي​، إلى أن "الزيارة طبيعية وليست مصطنعة وهي زيارة محبة واخوّة لتعزيز قيم الايمان والتلاقي والانسانية، انطلاقا من المسؤولية المشتركة لاحتضان جو الاخوة والمشاركة الذي نؤكد دائما عليه، واحتضان ​مصالحة الجبل​ والعيش المشترك والتعاون التاريخي بين الاخوة ابناء ​طائفة الروم الملكيين الكاثوليك​ والموّحدين الدروز، والتي تجمعهم قواسم مشتركة عدة ومنها الديموغرافي من خلال انتشارهم في ​سوريا​ والاردن وفلسطين اضافة الى ​لبنان​، والنظرة المشتركة لهذا الوطن الذي ليس لنا سواه ونريده جامعا لكل ابنائه، نحافظ على عناصر مقوماته وصموده من خلال الدولة و​المؤسسات​ وتنوع عائلاته الروحية".

وأكد "أننا نطلق من هذا المقر الديني والوطني نداء لكل الرؤساء والمسؤولين والمعنيين في هذا البلد من اجل انقاذ ما تبقى من هذا الوطن، من اجل الاصلاح والمحافظة على لبنان والتأكيد على المواطنة الحاضنة لهذا التنوع الغني. اما الاستحقاقات المقبلة فاننا نريدها محطة للوحدة والتلاقي وليس للتباعد، ونشدد في الوقت نفسه ليس فقط على وحدة ابناء الجبل بل على وحدة ابناء هذا الوطن بمكوّناته كافة، لكن طالما ان الجبل بخير فلبنان يكون بخير ايضا".

بدوره، أوضح العبسي "أنني أضم صوتي الى صوتكم صاحب السماحة، اذ علينا المحافظة على هذا الوطن لكي ينعم ابناؤنا جميعا بالمستقبل الذي يريدونه في خير وسلام، ونتطلع دائما الى بناء الجسور بين بعضنا البعض وليس بناء الحواجز"، مضيفًا: "هذه الصورة الجميلة اليوم دليل على اهمية هذا الوجود الى جانب بعضنا البعض وليس من المقبول ان ننعزل عن بعضنا، ومن اجل احترام الانسان والكرامة البشرية. اننا نستفيد من هذا الوجود لتعزيز المواطنة ، وليكون التنافس لاجل بناء الوطن. ومن هنا ندعو لتضافر كل الجهود الممكنة لانجاح الاستحقاقات المقبلة" .

وشدد على "أنني نأتي إلى هذا المقر ليس لقضاء الصيف بل لنكون قريبين بعضنا من بعض فطائفتنا تاريخيا كرست نفسها لهدم الحواجز وبناء الجسور انطلاقا من دعوتنا الإنجيلية لكسر العزل وهدم حائط العداوة. كل إنسان هو عطية من الله تعالى ونحن نتكامل ونساعد بعضنا ونتسابق لبناء الوطن وخدمة المواطن".