أكد المفتي الجعفري ​الشيخ أحمد قبلان​، أنه "لا يمكن السكوت عن الاستهتار الحكومي الشامل، كما لا يمكن السكوت عن الارتفاع الجنوني للأسعار وفلتان الأسواق، وسط كارتيلات تجارية تمارس دور الجيوش المحاربة"، مخاطباً ​الحكومة​ :"لا بد من إنقاذ ما أمكن من أسواقنا، لا بد من استنفار شامل، لا بد من إنقاذ قوة الدولة الحكومية، لا بد من كبح الحرب النقدية الاقتصادية، لا بد من إنقاذ الموسم الدراسي المدرسي والجامعي، خاصة في ​المدارس الرسمية​ و​الجامعة اللبنانية​، لأن الكثير من التلاميذ والطلاب تركوا المدارس، وهذا أمر خطير، وهو بحجم إسقاط لبنان، وكفانا دفنا لرؤوسنا في الرمال".

وأصر، خلال القائه خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، على "إحقاق حق الناس المظلومة، فضلا عن حقوق البلد، بعيدا عن شياطين ال​سياسة​ وتجار القضاء، ولا يجوز لضحايا المرفأ أن يبقوا مصلوبين بهذه الطريقة، وتجربة القاضي البيطار فاسدة ومدانة ولا يجوز اعتماده في هذه القضية"، مشيراً إلى أن "تل أبيب وفقا لمشروع الربح والخسارة القومية، تضع بأولويات قوائمها ضرورة حرمان لبنان من القدرة الاقتصادية للوقوف على قدميه، لذلك لا يجوز أبدا التعامل مع ​الترسيم​ البحري بسقف مفتوح".

وعن هبة الفيول الإيراني، توجه قبلان للحكومة بالقول: "بلد بلا طاقة هو بلد منهار، بلد ممزق، اقتصاد منهار، ركود شامل، بطالة مخيفة، وفقر عابر، وسيطرة مطلقة لأصحاب مافيات المولدات الكهربائية، لذلك ترف الوقت ممنوع، ونظام العقوبات لا يطال ​الهبة الإيرانية​ والوقوف على خاطر الغرب دائما هو شراكة متعمدة للحصار الأميركي على لبنان".

وأشار إلى أن "المشكلة حين تكون الحكومة هي المشكلة، وتخلي الدولة عن دورها هو دمار للدولة والناس، والسوق السوداء تشعل كل شيء، تشعل الدولار، وتشعل أسعار السلع الحيوية والضرورية، واللعب بالدولار - الذي هو واضح أنه سياسي - وانتظار المفاتيح الخارجية الدولية هو تضييع لما تبقى من لبنان، والإصرار على تجاهل العلاقات اللبنانية السورية أمر خطير ومقصود وجزء من لعبة خنق البلد، والأزمة النقدية المعيشية تنعش سوق ​المخدرات​ والدعارة والجريمة، والمخدرات تباع كما يباع الخبز، وكما جاء في تقارير الأمم المتحدة 70 في المائة من قوة العمل الشابة عاطلة عن العمل، وسوق العمل بلا حماية و​الفساد​ التجاري أصبح شاملا، والحكومة عاطلة عن العمل رغم الكارثة التي يخلفها أسوأ حصار تقوده واشنطن".

واعتبر قبلان، عن الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على الأجواء اللبنانية، أن "ترك الطيران الحربي الإسرائيلي يسرح ويمرح في سماء لبنان بهذه الطريقة أمر خطير، فالإسرائيلي عدو وجودي للبنان، والقوى الوطنية مدعوة لتشكيل عقل وطني لمواجهة تيار الدعاية الإسرائيلية في لبنان".