رأى نائب رئيس المجلس التّنفيذي في "حزب الله" الشّيخ علي دعموش، أنّ "جلسة انتخاب رئيس الجمهوريّة بالأمس، كانت بمثابة استكشاف للنّوايا والتّوجّهات وجسّ نبض القوى السّياسيّة، وليست جلسة انتخاب حقيقيّة"، مشدّدًا على أنّ "اللّبنانيّين ينتظرون انتخاب رئيس جديد يدخلهم في مرحلة جديدة، ويعمل بالتّعاون مع الجميع على معالجة الأوضاع المعيشيّة والحياتيّة".

وأوضح، في خطبة الجمعة، أنّ "ما يهمّ الشعب اللبناني في هذه المرحلة، هو تأمين مستلزمات الحياة والعيش الكريم، من كهرباء وماء ودواء وطبابة وتعليم وفرص عمل وغير ذلك، ولم تعد تعنيه المزايدات والنقاشات والمسرحيّات الّتي تقوم بها بعض القوى السّياسيّة، الّتي تبرهن بأدائها السّياسي يومًا بعد يوم بُعدها عن هموم النّاس ومعاناتهم".

وركّز دعموش على أنّ "المدخل الضّروري لتحقيق أولويّات اللّبنانيّين وإنقاذ الوضع المعيشي، والانتقال إلى مرحلة جديدة من العمل الجاد، هو تشكيل حكومة كاملة الصّلاحيّات، وانتخاب رئيس للجمهوريّة يكون محلّ توافق اللّبنانيّين بعيدًا عن تدخّل الخارج"، مبيّنًا أنّ "السّفارات تلعب دورًا سلبيًّا عندما تضغط لإيصال رئيس للجمهوريّة على قياسها، يعمل لتحقيق رغباتها ومصالح الخارج وليس لمصلحة البلد".

وأكّد أنّ "تدخّل السّفارات في الاستحقاق الرّئاسي يعمّق الانقسامات بين اللّبنانيّين، ويعيق التّوافق ويدخل البلد في الفراغ"، مشيرًا إلى أنّ "المصلحة الوطنيّة تقتضي من الجميع التّلاقي والتّفاهم، من أجل أن يكون للبنان رئيس جديد للجمهوريّة ينتخبه النواب بملء إرادتهم الوطنية، بعيدًا عن تدخّل السّفارات وإملاءاتها".

كما أعلن أنّ "حزب الله يريد رئيسًا وطنيًّا وليس أميركيًّا، يتوافق عليه اللّبنانيّون، ويعمل لمصلحة الشعب اللبناني، ولا يخضع إلّا للدستور والقانون ولمنطق السّيادة والمصلحة الوطنيّة، ولا تعنيه مصالح الخارج ورغباته، بل يعنيه إنقاذ البلد وحلّ أزماته وتحقيق رغبات الشّعب اللّبناني".

ولفت دعموش إلى أنّ "الزّمن الّذي كانت أميركا تفرض فيه رئيسًا للجمهوريّة في لبنان أصبح من الماضي، ولن نعود إلى الوراء، ومن يراهن على أميركا للوصول إلى موقع رئاسة الجمهورية هو كمن يراهن على أوهام وتخيّلات". وشدّد على أنّه "يجب أن يتعلّم اللّبنانيّون من تجاربهم ومن تجارب العالم مع الولايات المتحدة الأميركية، فلطالما راهن الكثيرون في لبنان وفي العالم على الوعود الأميركيّة والحلول الأميركيّة للأزمات هنا أو هناك، فماذا كانت النّتيجة؟ أنظروا ما حلّ بأفغانستان والعراق واوكرانيا وما يجري اليوم في أوروبا، لتدركوا أنّ أميركا على استعداد لتضحّي بأقرب حلفائها من أجل الحفاظ على مصالحها".

واعتبر أنّ "الرّهان على أميركا في أيّ شيء هو رهان خاطئ، لأنّ أميركا لا تعتني إلّا بمصالحها ومصالح إسرائيل في المنطقة، ولذلك فإنّ رهان البعض في لبنان على أميركا لحلّ الأزمات وجلب الخيرات هو رهان خاطئ، فأميركا الّتي تدّعي كذبًا صداقتها للبنان، لا تعنيها مصلحة لبنان بقدر ما تعنيها مصلحة إسرائيل، وهي بسياساتها المتّبعة في لبنان لم تجلب للشّعب اللّبناني سوى الخراب والدّمار والحصار والعقوبات والفتن وتعميق الانقسامات".

إلى ذلك، أشار إلى أنّه "على اللّبنانيّين إذا أرادوا الخروج من الأزمات، أن يعتمدوا على أنفسهم ويوسّعوا من خياراتهم ويتعاونوا مع أصدقاء لبنان الحقيقيّين، الّذين يبادرون بالفعل لمساعدة لبنان وليس لمحاصرة لبنان وابتزازه".