ترأس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك ​يوسف العبسي​، في ​دير المخلص​ - جون (الشوف)، الرسامة الأسقفية للأب جورج إسكندر المخلصي، متروبوليتا على أبرشية ​صور​ للروم الكاثوليك، وأشار العبسي في عظته الى أن "سرورنا كبير في هذا اليوم، إذ نحتفل بالليتورجيا الإلهية المقدسة ونقيم فيها حبرا جديدا، سيادة الأخ المحبوب جورج اسكندر الجزيل الاحترام، الذي انتخبه سينودس كنيستنا الرومية الملكية الكاثوليكية متروبوليتا على أبرشية صور في أثناء انعقاده في مدينة روما بإيطاليا من 20 إلى 26 حزيران 2022، والذي ثبت انتخابه في ما بعد قداسة ​البابا فرنسيس​. سرور الكنيسة اليوم كبير إذ تستقبل حبرا جديدا يولد من رحمها على مذابح الرب لخدمة شعبه المقدس".

وأضاف: "في هذه الليتورجيا المقدسة التي نلت في أثنائها الدرجة الأسقفية أعلنت، أيها الأخ جورج، أمام الجميع، أمرين اثنين. أعلنت إيمانك ونهجك. أعلنت أولا إيمانك بالله الواحد في ثلاثة أقانيم متساوية في الجوهر، الآب والابن والروح القدس، وأعلنت معه إيمانك بالكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية. أعلنت الإيمان الواحد الذي تسلمناه كلنا، واحدا بعد واحد وواحدا من واحد، (تسلمناه) من الرسل أنفسهم، والذي هو أساس وحدتنا. أعلنت الإيمان الذي حرص الرسول بولس عليه وحفظه وحث تلميذه تيموثاوس على حفظه، حتى إنه استطاع في غروب حياته أن يعلن لهذا التلميذ: لقد جاهدت الجهاد الحسن وحفظت الإيمان. وهوذا أنت اليوم أيضا تعلن وتعد بأن تحفظ هذا الإيمان، أن تحفظ هذه الوديعة كما سماه ​القديس​ بولس".

وتوجه الى المطران اسكندر: "أيها الأخ المحبوب المطران جورج، هوذا أنت منطلق للصيد، لتلقي الشباك في أبرشيتك، في صور الأبرشية التي تعرف البحر والصيادين. في الصيد في البحر يكون غيم وصحو، هدوء وعاصفة، خوف وإقدام، نجاح وإخفاق، ضعف وقوة. والناس غالبا ما لا يرون إلا الضعف والإخفاق والخوف والغيم والعاصفة فينتقدوننا ويشككون بنا، وينعتوننا بشتى النعوت السيئة، بيد أننا نبقى ثابتين لأننا نعلم بمن آمنا، كما يقول بولس الرسول، لأننا نعلم أننا إنما نصطاد باسم ​السيد المسيح​ وبكلمته، موقنين أن هذه الكلمة صادقة تنجح في كل ما تأمر به على ما قال النبي أشعيا: "لأنه كما ينزل المطر والثلج من السماء ولا يرجع إلى هناك بل يروي الأرض ويجعلها تنشىء وتنبت لتؤتي الزارع زرعه والآكل طعاما، كذلك تكون كلمتي التي تخرج من فمي لا ترجع إلي فارغة بل تتم ما شئت وتنجح في ما أرسلت إليه"، وعلينا أن نجعل من أنفسنا خداما لرعايانا لا أن نجعل من رعايانا خداما لنا، أن لا نبقي الناس، إن اصطدناهم، في الشباك، يتخبطون ويختنقون، في شباك عنجهيتنا وأنانيتنا وتعلقنا بالمال وتسلطنا. إن الشباك التي يطلب الرب أن نلقيها هي شباك خلاص وحرية وليست شباك هلاك وعبودية. عالم اليوم في ضياع وفي خوف وفي خطر لأنه يفتقد قادة ليسوا قوادا ولا زعماء ولا أسيادا، بل يكونون قدوة يعطون المثل الصالح لرعاياهم بالقول والعمل ليبلغوا بهم إلى الخلاص".

وأضاف العبسي: "علينا ثانيا، يتابع بولس، أن لا نهمل موهبة الروح التي فينا، الموهبة التي نلتها الآن أيها الأخ المطران جورج (لاتطفئوا الروح). في بحر الحياة يحصل لنا أن نتقاعس، أن نتهاون، أن نستسلم لأشياء دنيوية، أن نستغل السلطة، أن نسيء استعمال المال بترك شعلة الروح التي فينا تنطفئ شيئا فشيئا. لذلك يحذر بولس: يا تيموثاوس "انتبه لنفسك". علينا أن نسعى باستمرار إلى أن نتقدم، أن نتجدد، أن نكون متيقظين، أن لا نقع في الرتابة والتكرار والاجترار، خوفا من أن تبوخ صورتنا وتتجعد وتتبشع فيمل الناس منا وينفروا منا ومن تعليمنا. علينا نظير بولس أن نجاهد من دون انقطاع جهادا حسنا لكي نفوز كما فاز بالخلاص (1كور9: 24؛ عبرا 12: 1) ويفوز معنا الذين يستمعون إلينا، أبناؤنا الذين اؤتمنا على خلاصهم."

وأضاف: "تهاني الخالصة وشكري العميق للرهبانية المخلصية المحبوبة على أنها قدمت للكنيسة ابنا من أبنائها، جورج اسكندر، أنشأته على حب الخدمة والرسالة وعلى عيش الفضائل الرهبانية والإكليريكية. أسبغ الله عليها بغزير نعمه وأنماها ونجح أعمالها وقدس أبناءها وجعلها من على هذه الأكمة منارة تشع بنور القداسة وتشهد على الرب يسوع المسيح المخلص. أهنئ أبناءنا الذين في صور، الحاضرين والغائبين، كهنة ورهبانا وراهبات وعلمانيين. هوذا راعيكم يأتي إليكم معلنا أمامكم بوضوح إيمانه ونهجه، ومعلنا خصوصا محبته. بادلوه بما يبادركم به. حوطوه وآزروه وعيشوا كلكم بعضكم مع بعض في رعية واحدة لراع واحد. ثقته بكم كبيرة وكلمته لكم كلمة الرب يسوع للرسل في إنجيل اليوم "لا تخافوا". سوف تكون الشباك واسعة، والصيد غزيرا والبحر جميلا والجو طيبا لأن كل شيء سوف يكون باسم الرب وبكلمة الرب".