أشارت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أن ​دعم السعودية​ ومساعدتها أصبحا مرهونين بتنفيذ إصلاحات جدية، وليس مجرد وعود أو تغييرات شكلية، سواء في الاقتصاد أو ال​سياسة​ أو الإدارة، لافتة إلى أن لبنان يبرز مثالاً واضحًا على هذا المنهج، حيث جعل ولي العهد محمد بن سلمان أي دعم سعودي مشروطًا بتحقيق الإصلاحات الحقيقية، وانطلاق مسار شفاف لمحاربة الفساد.

وأوضحت أن المملكة العربية السعودية أكدت أنها لن تقدم مساعدات للبنان ما لم تُجرَ إصلاحات حقيقية وجدية على المستويات الاقتصادية والمالية والقضائية، بالإضافة إلى ضرورة حصر السلاح غير الشرعي بيد الدولة فقط ومحاربة الفساد بشكل فعّال ومحاسبة الفاسدين، باعتبار أن السلاح خارج الشرعية يمثل حاجزًا أساسيًا أمام الاستقرار.

ولفتت إلى أن هذه الشروط وضعتها السعودية لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه وعدم استغلاله من قبل جهات فاسدة أو مليشيات خارج إطار الدولة، خصوصًا في ظل التدهور الاقتصادي الحاد والفساد المستشري في لبنان، مشيرة إلى أن المملكة ترى أن هذه الإصلاحات شرط أساسي ل​استقرار لبنان​ وتنميته، ولتمكينه من استعادة دوره الطبيعي في المنطقة، كما أكد قادة السعودية خلال لقاءاتهم مع المسؤولين اللبنانيين.

وأوضحت أنه كما حدث داخلياً في المملكة، تلتزم السعودية بتحويل المساعدات ودعم بناء الدول القوية فقط بعد التزامها بالإصلاح الحقيقي وتخطي المعوقات السيادية، لافتة إلى أن السعودية لا تعارض دعم أي دولة عربية أو مساعدة شعب شقيق، لكنها تصر على أن الأموال لا تضيع في الفساد أو تعزيز المليشيات على حساب الدول.

ورأت أن التقاعس عن الإصلاح واتخاذ المواقف الحاسمة السبب الحقيقي للأزمات المستمرة، وليس موقف المملكة المشروط والداعي لبناء أنظمة رأسمالية مستدامة، موضحة أن طموح الأمير محمد بن سلمان لجعل الشرق الأوسط أوروبا الجديدة ليس حلماً فردياً، بل رؤية عصرية تتطلب شجاعة في اتخاذ القرارات وتطبيق الإصلاحات، ومن يلوم المملكة عليه أن يدقق في بيته الداخلي أولاً: فعهد الهبات والدعم غير المشروط انتهى، وأصبح مفتاح التنمية هو الجرأة في مواجهة الفساد، وتسليم القرار لقوة الدولة الشرعية لا للمليشيات والفاسدين.