اكد رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ لبطريرك بيت كيليكيا للارمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان، أنه يأمل في انجاز كل الترتيبات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية خلال الأيام القليلة المقبلة بعدما قطعت المفاوضات غير المباشرة التي يتولاها الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين شوطاً متقدما، وتقلصت الفجوات التي تم التفاوض في شأنها خلال الأسبوع الماضي.

واعتبر الرئيس عون ان الوصول الى اتفاق على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية يعني انطلاق عملية التنقيب عن النفط والغاز في الحقول اللبنانية الواقعة ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة، الامر الذي سوف يحقق بداية دفع جديد لعملية النهوض الاقتصادي.

ونوه الرئيس عون بالدور الذي يلعبه أبناء طائفة الأرمن الكاثوليك الى جانب أبناء الطوائف الأخرى في المساهمة باستعادة لبنان عافيته في اسرع وقت ممكن.

من جهته توجه البطريرك ميناسيان الى الرئيس عون بالقول :" لقد ضحيتم وخاطرتم بالكثير من أجل الوطن، وذلك منذ أن أخذتم على عاتقكم مسؤولية قيادة هذا الوطن، بدايةً بجيشه الباسل حتى تسلمكم كرسي رئاسة لبنان الذي يمر بفترة متقهقرة لا يحسد عليها، والتي دفعتكم إلى أخذ مواقف ثابتة وشجاعة لمصلحة وطننا لبنان. لذا أردنا اليوم أن نزوركم ونشكركم على كل ما فعلتموه لهذا الوطن ولشعبه الصامد".

وأضاف: "أتينا كممثلين لطائفتنا، التي بالرغم من قلة عددها إلا أنها كانت ولا زالت عبر التاريخ تشهد بحضورها القوي، المتمثل بخدمة هذه الوطن وشعبهِ، وزرع بذور التعايش والتآخي بين أبنائه. هذه الطائفة الأرمنية الكاثوليكية التي أحبت هذا الوطن بإخلاص، وتجانست مع أبنائه، فعاشت وتذوقت الجوع والحرب والإزدهار والنجاح. هذه الطائفة بكرسيها البطريركي من دير سيدة بزمار، الذي يبدو صامتاً ولكنه يكد ويعمل ويصلي عبر كهنته المنتشرين في الداخل وفي بلاد الإغتراب، من أجل لبنان. فكما أننا أرمن، فكذلك نعتز بهويتنا اللبنانية ونفتخر بانتمائنا لهذا الوطن الحبيب لبنان. نصلي اليوم ونطلب من الله أن يفيض عليكم نعمه الوافرة حتى تستطيعوا انقاذ لبنان وشعبه من هذا النفق المظلم والوصول به إلى ساحة فرجٍ وازدهار".

وأطلع البطريريك ميناسيان الرئيس عون على أهداف زيارته الى روما وأبرزها متابعة ملف تقديس البطريرك الراحل الكاردينال كريكور بيدروس أغاجانيان، والبحث في عدد من المواضيع التي تهم الطائفة. ودار حديث عن الأوضاع العامة في البلاد وعمل المؤسسات البطريركية في المجالات الإنسانية والاجتماعية والرسولية، لاسيما خلال الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان في السنوات الماضية.