تساءل ​المفتي الجعفري​ الشيخ أحمد قبلان: "هل من الإنصاف ترك الناس بهذه الطريقة من الإبادة المعيشية والحياتية؟ في ظل بلد محاصر، ومؤسسات منهوبة، ومرافق عامة تعيش الابتزاز والرشوة والخوة، وأصبحت مغارة علي بابا، أو هل المطلوب أن نسكت؟ أم المطلوب تطيير البلد وسط هجمة دولية إقليمية تريد تحويله إلى ملحق صهيوني؟".

وتوجه خلال القائه خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، للقوى السياسية وللحكومة ضمنها، وقال:"الناس في أسوأ حالاتها، ولا يمكنها أن تتحمل أكثر من ذلك، لأن الصبر والتضحية لحماية الناس والبلد، وليس لتنفيع حيتان ​الفساد​، وما يصيب الناس أكثر من فاجعة، خاصة أن طاحونة الرسوم والضرائب الجديدة ألهبت الأسواق والأسعار، وشكلت موجات تضخمية هائلة، وسط بلد مبلوع من مافيا المال وجماعة المصارف وحيتان الأسواق"، وأكد أن "الحل بانتفاضة نيابية سياسية، لأن إدارة ملفات الناس بهذه الطريقة أسوأ كارثة وطنية".

وشدد قبلان، على أنه "مهما أصابنا من كوارث في هذا البلد، لن نقبل بأي انتداب أممي أو أميركي، أو خليط من هذا وذاك، لأنها سواتر ملونة، تأخذنا إلى الجرف، والحل بالإنقاذ الداخلي، وممر الإنقاذ الداخلي سياسي، وصندوق انتخاب رئيس جمهورية موجود في مجلس النواب، ويجب أن يبقى المفتاح الرئاسي في مجلس النواب، ورئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ ضمانة وطنية لأي تسوية وطنية، والانسداد السياسي ممره الحوار الداخلي، أما التدويل فهو تجذير للكوارث التي تضرب لبنان".

وذكر، "اننا نحن أمام كارثة وطنية حلها بتوطين الحلول لا بتدويلها، خاصة أن السكاكين الإقليمية الدولية تنتظرنا وراء السواتر"، وأشار إلى أن "مطبعة ​الليرة​ المتفلتة أمر خطير، وال​سياسة​ النقدية تحتاج إلى تغيير، والتضخم و​البطالة​ سرطان، والوضع المعيشي مفجع، والرفع الهستيري لأسعار الخدمات والسلع ينذر بانفجار كارثي، والدولة للأسف غير موجودة تماما".

ولفت قبلان، إلى أن "لبنان بحاجة إلى شركاء وأصدقاء حقيقيين، لا إلى جزارين، ونعود ونؤكد أن الخيار الشرقي ضرورة إنقاذية للبنان، والعلاقة مع دمشق أوكسجين للبنان، والإصرار على القطيعة الحكومية معها هو خنق للبنان، والصين وموسكو وبغداد وطهران وأنقرة وكثير من عواصم العرب والعالم أقرب من واشنطن وبروكسل، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين".