لفت المدير العام للأمن العام اللّواء عباس ابراهيم، إلى أنّ "ما يحدو على الأمل والرّجاء بقيامة الوطن، هو إصرار هذا الشّعب في صبره وصموده وتمسّكه بأرضه، وعلى إيمانه بأهميّة التّفاعل الحضاري والثّقافي والدّيني، المُفضي إلى تمتين أواصر العيش المشترك الواحد، أي العيش معًا، فجعل من لبنان رسالةً أكثر منه وطنًا، وجعله النّموذج الّذي أراده الله في وجه أباليس".

وأشار، خلال زيارته على رأس وفد من المديريّة، دير مار يوحنا الصابغ في الخنشارة، إلى أنّهم "يروّجون لنظريّة صراع الحضارات والأديان كنهاية حتميّة لهذا العالم. فجعله مدرسة في الانفتاح والتّلاقي، يرفض الدّخول في شرنقة الانعزال أو شرنقة الاختناق"، مركّزًا على "أنّنا على بُعد مسافة قصيرة من عيد الاستقلال التاسع والسبعين، ونتمنّى ونعمل على أن تمرّ المناسبة ولبنان قد اكتمل عقده المؤسّساتي، بوجود رئيس جديد يبلسم جراح هذا الوطن".

وأكّد اللّواء ابراهيم أنّ "القلق الّذي ينتاب اللّبنانيّين في خضمّ هذه العاصفة الّتي ما زالت تستوطن بلادنا والمنطقة، يفرض على كلّ المسؤولين العودة إلى التّعالي عن كلّ الخلافات، واعتماد لغة الحوار البنّاء، والعمل من أجل إعادة بناء دولتنا والعيش فيها بسلام واستقرار، لأنّها الضّامن الوحيد بعد الله".

وشدّد على أنّ "لا خلاص أو مستقبل لأولادنا في لبنان أو في بلاد الاغتراب، إلّا من خلال دولة حديثة تستمدّ قوّتها من شعبها، وتستعيد دورها الفريد والمميّز في هذه المنطقة وفي العالم، الّذي لا يمكن أن يضطّلع به إلّا لبنان- الرسالة، لبنان التّجربة الإنسانيّة الّتي يجب المحافظة عليها لتبقى نموذجًا لكلّ العالم، لأنّها إذا سقطت ساد التّوحّش المادّي وفقدت البشريّة قيمة وجودها المنبعث من إنسانيّة هي من صنع الله وإرادته".

وبعدما تبادل الرّئيس العام للرّهبانيّة الأرشمندريت برنار توما وابراهيم الدّروع التّذكاريّة، كانت جولة في أرجاء الدّير، حيث قدّم الرئيس العام السّابق للرّهبانيّة الأرشمندريت بولس نزها شرحًا فصّلًا عن المراحل التّأسيسيّة للرّهبانيّة الّتي انطلقت عام 1696.