أكّد رئيس حزب "القوّات اللّبنانيّة" سمير جعجع، أنّ "التّحدّيات صعبة والمواجهة كبيرة جدًّا، باعتبار أنّنا نواجه مجموعة قوى، بعضها غير سيادي لا يريد قيام الدّولة في لبنان، فيما البعض الآخر "خنفشاريّ"، جلّ ما يهمّه مصالحه الشّخصيّة في سياق عمله في الدّولة، من دون أن ننسى بعض القوى التّقليديّة الّتي لا همّ لديها سوى التّمسّك بالمقاعد؛ في الوقت الّذي هي غير قادرة على إنقاذ البلاد أو دفعها نحو التّقدّم".

وشدّد، خلال استقباله وفدًا من طلّاب جامعة "الحكمة"، في المقرّ العام للحزب في معراب، بعد الفوز الّذي حقّقه طلّاب "القوّات" في الانتخابات الطّالبيّة، على أنّ "القوات اللبنانية" لا مشكلة لديها مع أيّ فريق أو شخصيّة قادرة على القيام بأيّ أمرٍ في سبيل إنقاذ البلاد، كما لا تميّز بين جيل جديد أم قديم أو "إبن عائلة سياسيّة أو غير سياسيّة"، باعتبار أنّ المقياس الوحيد بالنّسبة لها، ولا بديلًا عنه، هو "من يستطيع القيام بأيّ عمل جدّي يصبّ في مصلحة لبنان".

ولفت جعجع إلى أنّها "تعتمد هذا المقياس أيضًا في معركة رئاسة الجمهورية، لأنّ جلّ ما يهمّها إيصال رئيس قادر على القيام بالخطوات المطلوبة من أجل إنقاذ البلد".

على صعد منفصل، عبّر عن فرحه "ليس بسبب الانتصار الانتخابي بحدّ ذاته، ولو أنّه مدعاة للارتياح، بل على خلفيّة هذه النّتيجة الّتي أسفرها الجهد والتّعب وسهر اللّيالي، ما يدلّ على وعي شباب لبنان وجدّيّتهم وقوّتهم". وتوجّه إلى الطلّاب الفائزين قائلًا: "كما كنتم جدّيّين في هذه الانتخابات، هكذا ستكونون خلال تحصيلكم العلمي وفي حياتكم الوطنيّة إن شاء الله".

وأوضح أنّ "فرحي اليوم يعود أيضًا إلى أنّ لقاءنا ليس قوّاتيًّا أي أنّه لا يضمّ فقط طلاّبًا من الحزب، بل انّه لقاء لبناني بامتياز، فصحيح أنّنا فخورون بأنفسنا كـ"قوّات لبنانيّة"، إلّا أنّنا نزداد فخرًا حين نرى مشاركة هذا الكمّ من الأصدقاء والمؤيّدين والشّركاء من المناطق والطّوائف كافّة؛ وحتّى من أحزاب أخرى في هذه المسيرة". وشدّد على أنّ "المسيرة واحدة، ولا يظنّن أحدٌ أنّه من الممكن أن نكون "بخير" إن لم يكن الجميع "بخير"، لذا سنعمل من أجل تحقيق هذا المطلب".

كما أشار جعجع إلى أنّ "بالرّغم من أنّ النّتيجة اليوم معبّرة بحدّ ذاتها، ولكن لا يمكن تجاهل الظّروف الصّعبة الّتي نمرّ بها، ما يدفع كلّ فرد من بينكم، كجيل صاعد، على التّساؤل عمّا إذا كان هناك من أمل أو جدوى لكلّ لحظة تعبٍ يتكبّدها إن في نضاله أو في تحصيله العلمي، وعمّا إذا كانت هذه الجهود ستُثمر في النّهاية". وبدّد هذه التّساؤلات بتأكيد الوصول إلى النّتيجة المرجوّة، "لأنّ الجهد الّذي يصبّ في اتجاه معيّن سيثمر في نهاية المطاف".

وركّز على "أهميّة العمل بالشّكل المطلوب والاتّجاه الصّحيح، للوصول إلى مستقبل واعد للبلد"، مبيّنًا أنّ "للتّاريخ اتّجاهًا واضحًا، وهو في مسار تقدّمي، ولو أنّه في بعض الأحيان يمكن أن يسير بعكسه، إلّا أنّ في نهاية المطاف سيعود لتصحيح نفسه بنفسه، والعودة للمضي قُدمًا تبعًا لمساره الواضح".