على الرغم من حالة الجمود القاتل التي وصل إليها ​الإستحقاق الرئاسي​، لا يزال كل من قائد الجيش ​العماد جوزاف عون​ ورئيس تيار "المردة" ​سليمان فرنجية​ هما المرشحان الأبرز لرئاسة الجمهورية المقبلة، بالرغم من أنهما لم يدخلا إلى قلب المعركة من الناحية الرسمية، سواء كان ذلك على مستوى إعلان الترشيح أو التبني من قبل قوى سياسية وازنة.

منذ ما قبل إنطلاق المعركة الرئاسية، كان هناك شبه إجماع على أن فرنجية وعون هما المرشحان الأبرزان، الأمر الذي تأكد من خلال بعض المؤشرات الداعمة لكل منهما بعد ذلك، حيث برزت معلومات عن أن الأول هو المرشح الضمني لقوى الثامن من آذار، بينما الثاني هو المرشح المفضل، في حال حصول تسوية ما، لدى بعض قوى الثامن من آذار.

في هذا السياق، تشير مصادر متابعة، عبر "النشرة"، إلى أن لكل من رئيس تيار "المردة" وقائد الجيش عوامل قوة وضعف في هذا الإستحقاق، الأمر الذي يسمح لداعميهما بالرهان على الوقت لإنضاج ظروف أفضل تعود إلى إنتخابهما، ترتبط بشكل أساسي بتعزيز نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف الواضحة، لكن في المقابل هناك مشكلة أساسية تكمن بـ"الفيتو" الموضوع عليهما من قبل رئيس "التيار الوطني الحر" ​جبران باسيل​.

وتلفت المصادر نفسها إلى أنه في الوقت الذي يحظى عون بدعم كل من الولايات المتحدة والسعودية وفرنسا، لا يزال فرنجية يراهن على أجواء تفيد بعدم وجود ممانعة له من جانب كل من ​واشنطن​ و​باريس​، بينما لم تظهر أية مؤشرات على أن ​الرياض​ بدلت من موقفها، بالنسبة إلى إنتخاب رئيس ينتمي إلى قوى الثامن من آذار، حتى ولو لم يكن هناك من إشارات جدية ممانعة لرئيس تيار "المردة" شخصياً، الذي كان قد دعي إلى مؤتمر الأونيسكو من قبل السفارة السعودية في بيروت.

على المستوى الداخلي، توضح هذه المصادر أن من نقاط قوة عون حصوله على تأييد نيابي مسيحي وازن، يتمثل بالموقف المعلن من جانب حزب "القوات" وبعض النواب المستقلين، الأمر الذي لا يحظى به فرنجية، حتى الآن، حيث الرهان على قدرة "​حزب الله​" على إقناع "التيار الوطني الحر" بالسير به، وهو ما يحول دون تبني الترشيح بشكل رسمي من جانب "حزب الله" و"حركة أمل"، أو الإعلان عنه حتى من قبل رئيس تيار "المردة".

على صعيد متصل، تشير المصادر المتابعة إلى أن هناك معادلة مهمة يتم التداول بها في بعض أوساط قوى الثامن من آذار، تقوم على أساس أن وصول قائد الجيش إلى رئاسة الجمهورية يتوقف على إعلان فرنجية خروجه من المعركة، نظراً إلى أن "الثنائي الشيعي"، على ما يبدو، لن يذهب إلى البحث في أي خيارات بديلة، قبل أن يقوم بهذه الخطوة رئيس تيار "المردة"، حيث هناك من يرى أن إطالة أمد الفراغ يصب في صالح عون، خصوصاً اذا ما ترافق ذلك مع تطورات سلبية على المستوى الداخلي، بينما من بين القوى الداعمة لفرنجية من يرى أن المرحلة لا تحتمل الذهاب إلى فراغ طويل.

في المحصلة، تشير هذه المصادر إلى أن هناك بعض التحولات التي من الممكن أن تقلب المعطيات الراهنة، الخاصة بكل مرشح، الأولى تكمن بذهاب رئيس "التيار الوطني الحر" إلى تبني ترشيح فرنجية، الأمر الذي يعزز من فرص التوافق حوله أو يسمح بالتمسك به لفترة أطول من الزمن، أما الثانية فهي حصول تسوية خارجية من الممكن أن تصب لصالح أي منهما، حسب المعطيات التي ستكون مرافقة لها، أما الثالثة فهي إنسحاب رئيس تيار "المردة" من المعركة، بشرط عدم تقدم أي إسم من الممكن أن يشكل نقطة تلاق بين مختلف الأفرقاء.