لفت السيد علي فضل الله، إلى "التداعيات التي نتجت عن اجتماع مجلس الوزراء الذي انعقد رغم مقاطعة بعض الوزراء له، والتي جاءت على خلفية أن في الدعوة إليه تهميشاً لموقع رئاسة الجمهورية وللطائفة التي يمثلها، وأنه لا ينبغي حصول اجتماعات لمجلس الوزراء بغيابه"، وأشار إلى "أننا شهدنا انعكاس ذلك توتراً داخل مجلس الوزراء وانقساماً حاداً بين قوى سياسية حليفة، عبرت عنها مواقف سياسية وإعلامية متشنجة وعالية السقف وعلى مواقع التواصل".

وذكر، خلال خطبة الجمعة في جامع الحسنين في حارة حريك، "أننا كنا نأمل أن لا يحمَّل هذا الاجتماع الأبعاد التي أعطيت له، أو أن يؤدي إلى التداعيات التي نتجت عنه، لكون هذا الاجتماع دعت إليه الضرورة وهو انعقد لتأمين حاجات ماسة للبنانيين، عبرت عنها القرارات التي صدرت عن هذا المجلس، والتي أخذت طابعاً صحياً واستشفائياً ومعيشياً".

وأشار فضل الله، إلى أنّه "من المؤسف أن يُسارع البعض إلى شهر السيف الطائفي، في مواجهة ما جرى وإدخاله في إطار صراع النفوذ على الصعيد الطائفي، أو إخلاله بالشراكة الوطنية، لخطورة هذا التأجيج لا سيما في هذه المرحلة ولعدم واقعيته حيث لا أحد في هذا البلد في وارد تغيير الواقع والمس بالتوازنات، والقرارات التي صدرت عن هذا الاجتماع أشارت بكل وضوح إلى ذلك وهي لم تستهدف أية طائفة أو تفقدها امتيازاتها، بل جاءت لحساب كل الطوائف بدون استثناء".

وأوضح أنّه "من الخطورة أن تدفع هذه الأوضاع بالبعض إلى الاستنتاج أن لا خلاص لهذا البلد إلا بأن تدير كل طائفة منطقتها، في وقت يعرف الجميع أن ذلك لم يحصل ولن يحصل في بلد تتداخل فيه الطوائف والجغرافيا وال​سياسة​ والثقافة".

وشدد فضل الله، على "أننا نرى أن علاج ما حصل لن يكون بالمواقف الحادة ولا بالبيانات والبيانات المضادة ولا بتبادل الاتهامات، بل بالعودة إلى التلاقي واعتماد لغة الحوار التي هي ضمانة الخروج من تداعيات ما جرى ومنع تكراره وإزالة أية هواجس ومخاوف أدت إليه، فيما التصعيد في الخطاب أو في الممارسة لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوتر ويزيد من تعقيد أزمات البلد والعلاقة بين مكوناته، في وقت هو ما يكون فيه أحوج إلى التضامن والوحدة للخروج من المأزق الذي وصل إليه".

ولفت إلى أنّه "يبقى الأساس في علاج ما حصل ودرءاً لما قد يحصل، هو العمل بكل جدية لإزالة كل العقبات التي لا تزال تقف أمام ملء الشغور الرئاسي والتسويف المؤسف الذي يحصل فيه".

وأكّد فضل الله، على "أهمية الاستجابة لدعوات الحوار التي أطلقت والتي كنا نؤكد عليها دائماً، وندعو هنا إلى انتهاز أية دعوة لحوار جدي وبنّاء الذي يبقى هو السبيل لإنجاز هذا الاستحقاق حيث لا سبيل غيره".

ورأى أنّ الواقع المعيشي ينبغي أن يكون له الأولوية وأن يكون هو "هاجس القوى السياسية وكل من هم في مواقع المسؤولية، وأن تجمد لأجله الصراعات التي تدور غالباً حول المصالح الخاصة أو الفئوية أو حول تصدر هذا الموقع أو ذاك".

وذكر فضل الله، أنّه هذا الواقع يزداد تأزماً في ظل استمرار ارتفاع أسعار صرف الدولار والذي ينعكس على كل احتياجات الناس ومتطلبات حياتهم، والذي لم تعد تداعياته تقف على قدرة الناس على تأمينها، بل تعدت ذلك إلى ما بات يسمح باختراق العدو الصهيوني للبنان، وهو ما أشارت إليه التقارير الصادرة عن الجهات الأمنية التي تحدثت عن ارتفاع غير مسبوق لنسبة المتعاملين مع الكيان الصهيوني وذلك منذ بدء الانهيار الاقتصادي قبل ثلاث سنوات".

وأشار إلى أنّ الأمر "يدعو إلى مزيد من الوعي من الوقوع في قبضة الشركات التي تدعي حاجتها لموظفين وعمال، والتي تستغل حاجة الشباب للعمل من أجل الإيقاع بهم في فخ العمالة، وندعو الدولة وجميع المعنيين إلى الالتفات إلى تداعيات استمرار الواقع المتردي على الصعيد المعيشي".

وشدد فضل الله، على أنّه "لا بد من الأخذ بكل جدية ومسؤولية التهديدات الإسرائيلية بضرب مطار بيروت تحت حجة واهية باستخدامه لتهريب أسلحة إيرانية إلى لبنان، والذي قد تستغل فيه الانقسام العمودي الحاصل بين القوى السياسية، وندعو لتعزيز المناعة الداخلية بتوحيد الجهود وتبريد كل الخلافات لمنع هذا العدو من تحقيق أهدافه أو القيام بمغامرة قد يقدم عليها".