توفي بابا الفاتيكان السابق بنديكتوس السادس عشر بعد أنّ كانت صحته هشة منذ سنوات، حيث كانت من أسباب استقالته من منصبه في العام 2013.

وفي هذا السياق، قدمت من الشخصيات المحلية التعزية برحيله. فمن جهته أشار بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان كاثوليكوس، في تعزيته بوفاة البابا بنديكتوس السادس عشر، إلى أنّ "البابا بندكتوس قام بواجباته حقاً وعمل في حقل الرب كل ما أوحاه الروح القدس، في قوانين الكنيسة واللاهوت والقيم الروحية، مؤمناً بوعد المسيح القائم من بين الأموات بقوله "إنني ذاهب لأعد لكم مكاناً لتكونوا أنتم أيضاً حيث أكون أنا والآب والروح القدس" (يوحنا 2:14)".

كما قدم البطريرك ميناسيان تعازيه لبابا الفاتيكان فرنسيس، متمنياً عليه الصحة و"الحياة المديدة ليكمّل المسيرة، مسيرة الكنيسة نحو الخلاص الأبدي بالمسيح يسوع".

بدوره، أفاد المجلس العام الماروني، بأنّ "عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، اتصل بكلّ من البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وأمين سر الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، فضلاً عن وزير خارجيتها المونسنيور بول ريتشارد غلاغر، مُعزّياً برحيل البابا بندكتوس السادس عشر".

ومن جهته، ذكر أعرب رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان عن حزنه من وفاة البابا بنديكتوس السادس عشر الذي زار لبنان سنة 2012 ووقع أعمال السينودس والإرشاد الرسولي للشرق الأوسط خلال ولايته الرئاسية.

ولفت إلى "أنني لمست من البابا بنديكتوس مدى حرصه على لبنان الرسالة كما سمّاه البابا القديس يوحنا بولس الثاني في زيارته التاريخية. تزامنت زيارة البابا بنديكتوس مع انطلاقة الربيع العربي الدموي، لكنها أتت في الوقت المناسب وساهمت في بلسمة جراح اللبنانيين الخائفين من المسار على المصير".

إلى ذلك، اشار زياد الحواط إلى أنّه "وداعاً للبابا بنديكتوس السادس عشر، الذي كانت للبنان مكانة خاصة في قلبه، وهو زاره قبل حوالى 10 سنوات داعماً السلام فيه وصمود اللبنانيين في مواجهة المحن"، موضحًا أنّه "يرحل البابا ولبنان ما زال يقاوم محاولات إلغاء الكيان والدور، وكلنا أمل بأن شفيعاً جديداً لوطن الأرز صار في السماء".

ولفت الوزير السابق يوسف سلامه إلى أنّ "البابا بنديكتوس السادس عشر ذخيرة حية للكنيسة الكاثوليكية الجامعة، ‏رحل اليوم بصمت كما استقال من البابوية بصمت، ‏هكذا يتصرف العظماء الذين يصنعون التاريخ. ‏كل التعازي للكرسي الرسولي وللبابا فرنسيس وكاثوليك العالم".

هذا ونعى نقيب المحامين في بيروت ناضر كسبار، البابا بنديكتوس، مشيرًا إلى أنّ "قديسًا آخر يعبر إلى أحضان الآب السماوي. الحبر الأعظم، البابا بندكتوس، رمز التواضع والمحبة والانفتاح. أعطى للبنان نفحة من خصائله الكثيرة. فزاره لأنه كان يعلم أنه بحاجة لوجوده، ولما يمثله من فضائل، ليقول له ولأبنائه: لا تخافوا".

وذكر أنّه "عندما علم أنه لم يعد قادرا على العطاء كما يجب، لأسباب صحية، ترك المجال لمن يستطيع إكمال الرسالة، وتنحى. طوبى للساعين إلى السلام، فإنهم أبناء الله يدعون. الحبر الأعظم صل للبنان كي ينهض من محنته، ولشعب لبنان كي يعي مصلحته وينهض ببلده".

بدوره، ذكر النائب طوني فرنجي، أنّ "ثلاثة أيام من البركة والمحبة عشناها وعاشها لبنان خلال زيارتك له في أيلول 2012. وفي آخر أيام هذه السنة وأنت تغادر الحياة لن ننسى صلاتك لبلدنا التي فيها رددت: نصلي لكي يعيش لبنان بسلام ويتصدى بشجاعة لكل ما يمكن ان يدمره او يقوّضه. البابا بنديكتوس السادس عشر وداعا".

إلى ذلك، رثى النائب السابق اميل رحمه البابا بنيديكتوس السادس عشر، موضحًا أنّه "احد لاهوتيي الكنيسة الجامعة وملافنتها والاكثر عمقا وسعيا لربط ما ترمز اليه المسيحية من عمق روحي وايماني بالحداثة: البابا بنيديكتوس السادس عشر، الذي استقال واعتزل البابوية منقطعا إلى الصلاة والتأمل، يغيب طاويا صفحة مشرقة من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية".

من جهته، نعى النائب فريد هيكل الخازن البابا بنديكتوس السادس عشر قائلاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "بحزن ورجاء نودع حبرًا أعظم حمل في جنبات روحه إنجيله المقدس وطاف مبشرًا برسالة السّماء. البابا بنديكتوس السادس عشر.. لبنان يستذكرك، ويستذكر طيفك الذي نفذ إلى أغوار النفوس زارعًا داخلها الرجاء والسلام.. سلامٌ لروحك القدوسة التي رسمت للبشرية وجهها المشرق في العطاء والمحبة والتسامح. لنستذكرك دائمًا بفخرك وعظمتك.."