اشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إلى "أن الجميع يدرك أن حجم المخاطر المحيطة بالبلد هائلة، والكارثة التي تطحن البلد لها علاقة بمن نهب ودائعَ الناس، وكشف الدولة عن تفليسة تاريخية، والمشكلة بالنظام السياسي المالي، مما كان سبباً كارثياً لهذا البلد الضحية، والمطلوب التطوير لا أن نعيش وهم العجز".

واعتبر قبلان خلال خطبة الجمعة إنه "من غير المسموح أبداً أن نتذرّع بالعجز الداخلي لوضع البلد بين أنياب الخارج، وإنقاذ البلد لا يحتاج عرّافين، والأمور واضحة والسكّة معروفة، ولذلك نؤكّد ونصرّ على القوى السياسية ضرورة التلاقي والحوار، فالقطيعة السياسية تخاذل، لأن البلد بلحظة انهيار تاريخي، وإنقاذه يبدأ بال​سياسة​ والحوار"... مضيفاً "ثم أنه لا يجوز السكوت عن جمعيات السفارات التي تتستر بالعمل الإنساني لأهداف تتعارض مع التركيبة السكانية والمصالح الأمنية فضلاً عن شتّى أنواع الانتقاص من السيادة اللبنانية، وهنا أعود وأطالب الحكومة اللبنانية بحفظ المصالح اللبنانية لا المصالح الغربية، وتكريس القوة السيادية كأساس لإنقاذ البلد من كابوس الجمعيات الملوّنة، التي تشكّل أسوأ خطر على ديمغرافية لبنان ومصالحه الوطنية. والصمت في هذا المجال مريب وخطير وغير مقبول. والمطلوب أن نحمي لبنان لا أن نحمي المصالح الشخصية في الخارج".

ولفت قبلان أن "الاقتصاد اللبناني والحاجات الأساسية والأسواق وقطاع الدواء ضحية كارتيلات تتصرّف وكأنها دكّان بلا حسيب ولا رقيب، فيما القطاع العام يلفظ أنفاسه والقطاع التعليمي على وشك الانهيار، والمطلوب بالمقابل من الحكومة حماية القطاع التعليمي الذي كان يشكّل كنز لبنان بل لا قيامة للبنان دون قيام قطاعه العام وقطاعه التعليمي"...

وأضاف :"لا بد من حكومة فاعلة، والمقايضة السياسية بالمصالح الوطنية عار عليكم، وبهذا السياق أقول: الحكومة مطالبة بمعالجة الاعتكاف القضائي، وحلّ مشكلة التعطيل الذي ينخر القطاع العام، والأهم حلّ أزمة العبور الطائش للبلد من عام 2022 وأكرر ما قلته سابقاً نحن كمسلمين نتمسّك بالتعايش الإسلامي المسيحي لأقصى الحدود، ونؤكّد أن البلد شراكة وطنية، وأن الحلول يجب أن تكون بالشراكة الداخلية، وأن مصالح لبنان فوق كل المصالح وأن الشعب اللبناني هو مصدر الشرعية، وليس أي كيان أممي أو دولي، وهذا يفترض سدّ أوكار السفارات، وإغلاق كافة مكاتب الجمعيات الملوّنة وسحب قضية التدويل من بازار الخصومة السياسية، خاصة أن الحصار الأمريكي مطبق واللعبة الدولية تريد رأس لبنان".

واعتبر "اننا نريد شمعة وسط هذا الظلام، ودولرة رسوم الكهرباء دون مقابل سرقة للشعب، والخاسر الوحيد هو الشعب، والرابح الوحيد كارتيلات المال والأعمال، والمطلوب أن ننقذ الدولة والبلد من مخالب الفراغ، فالوقت ينفد والضرورات الوطنية تُلزم الجميع بالتلاقي لانتخاب رئيس مصالح وطنية، والاتفاق على شخص رئيس الجمهورية ضروري جداً لأننا لا نريد المقامرة بمصير البلد".

وأشار قبلان إلى أن "ما يجري في فلسطين يهم لبنان، وحكومة تل أبيب بنسخة نتنياهو خطر أكيد على لبنان، والضمانة الدولية كما العادة هي مجرد حبر على ورق، فيما الضامن السيادي للبنان يكمن بمعادلة جيش وشعب ومقاومة، بالتوازي مع الإنقاذ السياسي، وهنا أودّ أن ألفت نظر الحكومة اللبنانية إلى أن تركيا تجد أن من مصالحها العليا إعادة التواصل مع دمشق بعيداً عن الإملاءات الأمريكية، والسؤال متى تعيد بيروت علاقاتها الطبيعية مع دمشق، رغم أن العلاقة مع دمشق ضرورة إنقاذية واستراتيجية، وهذا سؤال برسم الحكومة اللبنانية، خاصة أن الحرج السياسي بالمصالح الوطنية مرفوض".