توجّه المفتي الجعفري الممتاز الشّيخ أحمد قبلان، بـ"صرخة تاريخيّة إلى مسيحيّي ومسلمي هذا البلد المنقسم على نفسه"، قائلًا: "توحّدوا لإنقاذ وطنكم من أسوأ فراغ بتاريخه، لأنّ البلد اليوم طبخات دوليّة وعقليّات طائفيّة ومشاريع تحريضيّة ومجمّعات استخباريّة وميادين حرب تجاريّة نقديّة لا سابق لها، فيما المسيحي والمسلم يلتهم الذّلّ والجوع والإفلاس ومشاريع التّمزيق، وسط دولة تَحتضر ومحادل استخباريّة دوليّة تجيد لعبة هدم لبنان والعمل على تفكيكه بصمت، توازيًا مع غزو ممنهج لجمعيّات مموّلة من الأمم والسّفارات، تنهش سيادة لبنان وتطال صميم أمنه الوطني، وتوظّف النزوح بطريقة مدمرّة للأسواق والأرزاق وبعض الملفّات الحسّاسة جدًّا".

وخاطب المسيحيّين والمسلمين بالقول: "لبنان على حافة أخطر لحظة تاريخيّة، ومصلحتنا الوطنيّة واحدة، ووحدتنا التّاريخيّة ضرورة، ومصيرنا واحد وظروفنا مشتركة، والمجتمع الدولي غاب ذئاب، ولبنان مهدَّد بوجوده وتاريخه ووحدته وسلمه الأهلي"، مؤكّدًا أنّ "المسجد والكنسية وظيفة سماويّة لإنقاذ البلد، وحمايته من النّفاق الدولي والمدافع الطّائفيّة والقطيعة السّياسيّة، وسط مشاريع خراب تُطبخ بنار الدولار الأسود".

وناشدهم قبلان، قائلًا: "ممنوع أن يتحوّل منبر الكنيسة والمسجد ترسانة قطيعة طائفيّة، وإلّا وقع المحذور، ومطلوب من المسيحي والمسلم التّمسّك بالعائلة اللّبنانيّة، والعائلة اللّبنانيّة اليوم على المذبح"، مشيرًا إلى أنّه "ليس سرًّا أنّ هناك اهتمامًا بالغًا بمصير "لبنان الصّفقة"، والمجتمع الدولي يتعامل مع لبنان كمسرح عمليّات لا دولة، والخيار بأيديكم، والحل بسيط جدًّا وهو فكّ الارتباط بهيمنة الخارج، والاتفاق على رئيس مصالح وطنيّة لإنقاذ هذا البلد من كابوس أسوأ أزمة بتاريخه، ولبنان اليوم مركب غارق والإنقاذ فقط على أبواب مجلس النواب".