مع بدء أسبوع يتوقَّع أن يكون حافلًا في تطوّراته على الصّعد الرّئاسيّة والسّياسيّة والقضائيّة والاقتصاديّة، أكّدت أوساط قريبة من رئيس مجلس النّواب نبيه بري، لصحيفة "الجمهورية"، أنّ "لا جلسة انتخاب لرئيس الجمهورية هذا الأسبوع أيضاً، في اعتبار انه لم تطرأ مستجدات من شأنها إيجاد خرق في جدار المراوحة".

ولفتت إلى ان "بري مُصر على فصل المسار التشريعي عن المسار الانتخابي الجامد، وبالتالي فهو مقتنع بموجبات "تشريع الضرورة"، عندما تكتمل متطلباته".

من جهة ثانية، ركّزت مصادر اقتصادية لـ"الجمهورية"، تعليقًا على اجتماع المجلس المركزي لمصرف لبنان المتوقع اليوم، على انها "طبخة بحص"، مشيرةً إلى أنّ "أي تدابير قد يتخذها المجلس المركزي، ستكون كناية عن حقنة مورفين سينتهي مفعولها بعد حين، ما دام لم يتم التوصّل بعد الى تفاهم على اختيار رئيس الجمهورية والأجندة المتعلقة بالمرحلة المقبلة".

على صعيد آخر، وفي انتظار ما ستؤول اليه المواجهة بين مدعي عام التمييز غسان عويدات والمحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، اعتبرت اوساط مواكبة لهذا الملف، للصحيفة، أنّ "البيطار ارتكب الى جانب المخالفات المتراكمة منذ استلامه الملف، مجموعة أخطاء جديدة هي:

- إدّعاؤه على عويدات في حين انّ اي قرار ظني يمكن أن يصدره يحتاج إلى توقيع المدعي العام للتمييز.

ـ تَجاهله انّ الادعاء على المدعي العام للتمييز يتطلب وفق قانون المحاكمات الجزائية، موافقة مجلس الوزراء الذي يعيّن هيئة قضائية في هذا الشأن.

ـ ادّعاؤه على المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم والمدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، من دون نيل موافقة وزير الداخلية.

موقف المعارضة

أكّدت أوساط معارضة لـ"الجمهورية"، انّ "التطورات القضائية في ملف انفجار المرفأ، أزالت إلى حد كبير التباينات بين مكونات المعارضة، التي وصلت إلى اقتناع بأنّ خصمها السياسي هو المستفيد من شرذمتها من جهة، وانّ خلافاتها تُبقيها في موقعَي ردّ الفعل والعاجزة عن الدفع نحو الحلول المطلوبة من جهة أخرى"، كاشفةً عن "مراجعة أجراها بعض مكونات المعارضة، وانتهت إلى 5 خلاصات أساسية:

- الخلاصة الأولى، انّ تجربة الأشهر الثمانية منذ الانتخابات النيابية غير مشجعة، وفي حال استمرت الأمور على المنوال نفسه، فإنّ الخاسر الأكبر سيكون لبنان والشعب اللبناني، ويتحوّل دور المعارضة هامشياً وثانوياً وغير مؤثِّر في مسار الأحداث المحلية.

- الخلاصة الثانية، انّ الناس اقترعت للمعارضة على اختلاف وجوهها وصفوفها، حيث فضّلت هذا الفريق المعارض على ذاك، وهذا حقها، ولكنها اقترعت في العمق مع المعارضة وضد السلطة ومكوناتها. ومن هنا، فإنّ من مسؤولية المعارضة، لا الناس، أن توحِّد صفوفها تَرجمةً لرغبة الشريحة الواسعة من الناخبين التي وضعت آمالها في الانتخابات كمدخل إلى التغيير، وما يجدر التوقّف عنده انّ الناس مُحبطة بفِعل الشرذمة وخائفة من ان يستعيد فريق السلطة المبادرة السياسية وينجح في انتخاب رئيس للجمهورية من صفوفه.

- الخلاصة الثالثة، انّ من يعتقد انه من خلال تَمايزه عن جميع الكتل النيابية المعارضة والموالية يكسب شعبياً فهو مخطئ، وفي استطاعته استمزاج رأي الناس ولا يستطيع التلطّي خلفها بحجّة انّ هذا ما تريده التزاماً بشعار "كلن يعن كلن"، لأن الناس تريد الخروج من الانهيار والأزمة، وهذا الخروج غير ممكن سوى من خلال وحدة صفوف المعارضة واتفاقها على القضايا الأساسية. وبالتالي إذا كان هناك مَن يريد التمايز للتمايز تسليطاً للضوء على صورته ودوره، فليبق لوحده معزولاً كون المصلحة الوطنية العليا تتجاوز كل الاعتبارات الشخصية.

- الخلاصة الرابعة، انّ التمييز ضروري بين المواقف السياسية وبين الفعالية السياسية، وما يُزعج الموالاة ويُربكها ليس المواقف السياسية إنما الفعالية السياسية القادرة على الفعل والتأثير والتغيير، والفعالية تتطلّب وحدة صَفّ وموقف، ومن دونها ستبقى المعارضة تُحصي الخسائر بدلاً من ان تُسجِّل الأهداف في مرمى أخصامها.

- الخلاصة الخامسة، انّ المشهد الوحدوي الذي قدّمته المعارضة في المواجهة القضائية، يجب ان ينسحب على المواجهة الرئاسية التي تبقى الاستحقاق الوطني الأبرز".

جولة دوكان

ذكرت "الجمهورية"، أنّ "في هذه الأجواء من البلبلة السائدة على مستوى السلطات الدستورية، والشلل الذي أصاب المؤسسات الرسمية المقفلة على كل أشكال خدماتها الغائبة عن اللبنانيين، والعجز عن الايفاء بوعود لبنان الدولية تجاه الدول والمؤسسات المانحة، يصِل الى بيروت بعد غد الاربعاء، السفير بيار دوكان، المكلّف بتنسيق المساعدات الدولية الى لبنان ومتابعة تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر واحد"؛ قبَيل وصول وفد صندوق النقد الدولي".

وأوضحت مصادر مطلعة تتابع الاتصالات التحضيرية للزيارة، لـ"الجمهورية"، أن "زيارة دوكان تأتي في إطار جولة تشمل ايضاً مصر والأردن. وسيلتقي خلالها كلّاً من رئيسَي مجلس النواب وحكومة تصريف الأعمال نبيه بري ونجيب ميقاتي، ونائب رئيس حكومة تصريف الأعمال سعادة الشامي وعدداً من الوزراء، من بينهم وزراء الطاقة والاقتصاد والأشغال والنقل في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، امين سلام وعلي حمية. كذلك سيلتقي حاكم مصرف لبنان، ممثلي الهيئات الإقتصادية والمالية، وجمعية المصارف، وفق جدول مواعيد لثلاثة أيام".

وأفادت بأنّ "من المقرر أن يبحث دوكان مع المسؤولين اللبنانيين، كلّ بحسب اختصاصه، في مختلف الملفات التي تولى المفاوضات بشأنها في مراحل سابقة، لا سيما منها تلك التي تتعلق بمشكلات الطاقة، والمفاوضات في شأن برامج تمويل استجرار الغاز المصري والكهرباء الاردنية عبر البنك الدولي، بالتفاهم والتنسيق مع مصر والأردن اللتين سيزورهما لاحقاً، تنفيذاً لوعد قطعه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للمسؤولين اللبنانيين، اختصاراً لمرحلة التأخير الحاصلة حتى اليوم".

وبيّنت أنّ "كذلك، سيتناول دوكان بالبحث مصير التفاهمات الجديدة التي أنجزت، والمتصلة بالكونسورتيوم النفطي المُكوّن حديثاً بجهاته الثلاثة الفرنسي والايطالي والقطري، ومصير هِبة الباصات الفرنسية على عتبة الدفعة الثانية منها التي وعدت الحكومة الفرنسية بها"، لافتةً إلى أنّ "دوكان سيستحضر مع نائب رئيس الحكومة ما آلت إليه التحضيرات الجارية لخطة التعافي الاقتصادي والمالي، والمشاريع الاصلاحية بما فيها قانون "الكابيتال كونترول" وإعادة هيكلة القطاع المصرفي".

تأجيل مجلس الوزراء

بعد إعلان المكتب الإعلامي لميقاتي ألّا جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع، كشفت معلومات "الجمهورية" أنّ "ميقاتي لن يكتفي بالملف التربوي على جدول اعمال الجلسة، وهو يأمل بالتوافق المُسبق لتوسيع جدول الاعمال الى ملفات سبق أن أُرجئ البَت بها من قبل، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما يتصل بالملف الصحي والادوية ومصير معمل إنتاج الطاقة في مكب الناعمة وبعض القضايا المالية المستعجلة".

سلامة يعود إلى المقامرة بالاحتياط: 1.5 مليار دولار لتجفيف السيولة ولجم الدولار

أشارت صحيفة "الأخبار" إلى أنّ "مفعول التدخل السريع لحاكم مصرف لبنان للجم انهيار سعر الليرة، لم يدم أكثر من 24 ساعة. فبعد اجتماعه الجمعة الماضي مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير المالية في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل، هبط سعر الدولار نحو سبعة آلاف ليرة خلال ساعات، ليعود أمس ويلامس حافة الـ 60 ألفاً، إذ لم يقم سلامة بأكثر من إجراء مؤقت، أبلغ بموجبه الصرافين والشركات المالية توقفه عن شراء العملة الخضراء. علماً أنه لا يمكن لمصرف لبنان التوقف عن ذلك بسبب حاجات السوق العام والخاص".

وأفادت بأنّ "في لقاء الجمعة، أبلغ الحاكم رئيس الحكومة، أن لديه خطة سيقدمها إلى اجتماع المجلس المركزي لمصرف لبنان اليوم. إلا أن الخطة لا تغادر مربع الحلول الترقيعية التي دأب عليها سلامة بإشراف السلطة الحاكمة". ورأت أنّ "اجتماع المجلس اليوم، سيكون مماثلاً لاجتماعاته في السنوات الثلاث الماضية، كون سلامة ومصرف لبنان يتعاملان مع ملف سعر الصرف باعتباره آلية ميكانيكية يمكنها أن تكبح الانهيار، من دون أي إجراءات تعالج المشكلة من جذورها بتوزيع الخسائر بشكل واضح وعادل، واتخاذ تدابير إصلاحية على المستوى المالي والضريبي تكون أساساً للقيام بعملية إعادة هيكلة للدين العام والخاص بما فيه وظيفة مصرف لبنان والمصارف".

وعلمت "الأخبار" أن "ما طرحه سلامة على ميقاتي، هو ما سبق أن أثاره أمام أعضاء المجلس المركزي في اجتماع الأربعاء الماضي، ويقوم على لعبة الضغط لخفض سعر الدولار من خلال تجفيف السيولة الكبيرة الموجودة بالليرة اللبنانية في الأسواق. ويقضي الاقتراح بأن يعمد مصرف لبنان إلى امتصاص السيولة بالليرة من السوق وشراء نحو 80 ألف مليار ليرة، مقابل نحو 1.5 مليار دولار".

وأوضحت أنّ "في حسابات سلامة، أن هذه الخطوة ستجعل السوق عطشى لليرة، ما يدفع حاملي الدولار، خصوصاً الذين يخزنون الكاش في بيوتهم، إلى بيع دولاراتهم". وفسّرت أنّ "ما سيحصل عملياً، هو أن مصرف لبنان سيخسر مبلغاً كبيراً جداً من موجوداته بالعملات الأجنبية، وهو إجراء سيتم عبر شبكات الصرافين المنتشرة في أحياء لبنان، من دون أن يكون هناك أي رادع لها للاستمرار بالمضاربة. وعلاوة على أن إجراء كهذا يتم بشكل معزول عن الخطوة التالية، فإنه سيؤدي حكماً إلى إضعاف قدرة مصرف لبنان على التدخّل في السوق".