اشارت صحيفة "الشرق الأوسط"، إلى أنّ مصادر نيابية في "كتلة التنمية والتحرير"، رفضت الحديث عن أسماء معينة للرئاسة، وتحديدًا عن موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري من ترشيح قائد الجيش، جيث ذكرت أنّ بري يعمل وفق مقولة "اعملوا على قضاء حاجتكم بالكتمان".

وجددت التأكيد على "انفتاحه على الحوار والتوافق"، لكنّها لمّحت في المقابل إلى المشكلة المرتبطة بتعديل الدستور لوصول قائد الجيش، حيث يفترض بقائد الجيش الاستقالة من موقعه قبل انتخابه بـ6 أشهر، وهو ما لم يحصل"، وأكدت لـ"الشرق الأوسط" على "ضرورة احترام الآليات الدستورية"، وتنتقد في المقابل القوى التي لا تمانع تعديل الدستور لإيصال قائد الجيش، بالسؤال: "الآن لم يعد لدى القوى التي تسمّي نفسها بالسيادية مشكلة في تعديل الدستور في مجلس النواب، وهي التي ترفع، منذ بدء الفراغ الرئاسي، شعار أن البرلمان هيئة ناخبة فقط، ولا يمكن له التشريع".

تحرك جنبلاط فشل

إلى ذلك، أوضحت صحيفة "الجمهورية"، نقلًا عن معلومات موثوقة، أنّ "جنبلاط الذي طرح حتى الآن خمسة اسماء بديلة، تنطبق عليهم في رأيه الصفة التوافقية بدءاً بقائد الجيش العماد جوزف عون، والوزير السابق جهاد أزعور والنائب السابق صلاح حنين، وشبلي الملاط ومي الريحاني، لا يبدو انه استطاع ان يحقّق ما يرمي اليه من تحرّكه. فتحرّك جنبلاط فشل بداية مع التيار الوطني الحر، واللقاء بينه وبين رئيس التيار النائب جبران باسيل لم يصل الى نتيجة تُعدّل من موقف باسيل، الذي بات واضحاً انه يرفض أي مرشّح آخر سواه، كما انه فشل مع ثنائي "أمل" و"حزب الله"، حيث انهما ليسا في وارد التخلي عن فرنجية، فأوساطهما تؤكد ثباتهما على تأييد ترشيحه".

وقلّلت مصادر متابعة لتحرّك جنبلاط من احتمال تحقيقه اي خرق، وقالت لـ"الجمهورية"، إنّ "العقدة الرئاسية كبيرة جدا، وتبدو انها اكبر من أن تُحلّ، عبر تحرّك يلبّي في جوهره، ما تطرحه الاطراف الاخرى، التي تصنف نفسها سيادية وتغييرية".

تشاؤوم خارجي في مقاربة الملف الرئاسي في لبنان

في موازاة هذه الصورة الداخلية المعقدة، كشفت مصادر مسؤولة لـ"الجمهورية"، عمّا سمّتها "إشارات خارجية جديدة تُقارب الملف الرئاسي في لبنان بقدرٍ عالٍ من التشاؤم، وتُلقي ظلالاً من الشك حول احتمال حصول اي انفراج فيه، طالما ان الارض اللبنانية ليست مهيّأة لصياغة هذا الانفراج".

وبحسب المصادر فإنّ هذه الاشارات، التي سبقت ما يُحكى عن اجتماع محتمل في باريس بين ممثلين عن الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والسعودية وقطر ومصر، تحاول ان تعطيه حجمه الطبيعي، خلافاً للماكينة الإعلامية التي حمّلته اكثر مما هو يحتمل. وقالت: ما هو مثبت لنا حتى الآن، انّ ثمة كلاماً نسمعه عن عقد اجتماع مجهول موعده حتى الآن، وكذلك مستوى المشاركة فيه. في كل الاحوال، فإنه لو حصل وعقد هذا الاجتماع، وعلى اي مستوى كان، فإنه في احسن الاحوال لن يكون اكثر من مجرد محطة لإجراء مشاورات "تذكيرية" بمشاورات سابقة على قاعدة أخذ العلم بالتطورات التي استجَدّت منذ آخر مشاورات حصلت بين تلك الدول.

اتصالات الاجتماع المسيحي بدأت.. ونضوج الموعد الأسبوع المقبل

وعقب القمة المسيحية الكاثوليكية- الأرثوذكسية في بكركي التي دعت إلى عقد قمة مسيحية للنواب، كشفت صحيفة "اللواء"، أنّه "بدأت الاتصالات للتو مع رؤساء الكتل المسيحية الرئيسية: تكتل الجمهورية القوية (القوات اللبنانية) وتكتل لبنان القوي (التيار الوطني الحر) وكتلة الكتائب، وسائر الكتل الاخرى، ومن بينها كتلة تيار المردة والنواب المستقلون أو المنضوون في كتل اخرى، ككتلة اللقاء الديمقراطي والتنمية والتحرير وسواها".

ولم يستبعد مصدر مقرب من بكركي بحسب "اللواء"، "من نضوج موعد الاجتماع المسيحي في الاسبوع المقبل، على ان توجه الدعوات بعد تحضير جدول الاعمال والنقاط التي يمكن أن يتضمنها البيان، الذي يتوقع ان يصدر عن الاجتماع، اذا ما حصل توافق".

أبو فاعور سمع عتبًا شديدًا من بري حول مواقف جنبلاط

بدورها، ذكرت صحيفة "الديار"، أنّ "حراك جنبلاط الأخير على القيادات السياسية، تبنى خيار قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، بينما جهاد ازعور وصلاح حنين "للديكور"، ويقود هذا التوجه تيمور جنبلاط داخل الحزب الاشتراكي واللقاء الديموقراطي ووالده وافقه الراي بعد ميله الى التروي، وعدم الحسم حتى انقشاع الصورة".

ولفتت إلى أنّه "قد اوعز تيمور جنبلاط الى النائب راجي السعد باعلان ترشيح قائد الجيش بعد خروج وفد اللقاء الديموقراطي من بكركي، وبالتالي فان الاشتراكي انتقل الى الخطة "ب" بالتخلي عن ميشال معوض"، وأفادت بحسب المعلومات، يأن "النائب وائل ابو فاعور سوق ترشيح قائد الجيش في معراب، كما فاتح جنبلاط حزب الله بالأمر فكان الجواب الواضح "الامر يحتاج الى تعديل دستوري وحضور الثلثين"، ولم يعلق الحزب سلبا او ايجابا، ثم ارسل جنبلاط النائب ابو فاعور الى عين التينة الذي سمع عتبا شديدا من بري حول مواقف جنبلاط، وحسم خياره لمصلحة العماد عون، بالاضافة الى استيائه من كلام جنبلاط امام وفد حزب الله، "متى سننتهي من مزحة فرنجية"، وهذا ما جعل وفد الحزب يرد بقوة شارحًا اسباب دعمه لفرنجية وتمسكه بترشيحه".

وكشف الصحيفة، أنّ "ابو فاعور نقل اجواء ودية من القوات اللبنانية تعامل معها بري ببرودة لافتة منتقدا مواقف سمير جعجع الاخيرة. وفي المعلومات، ان ابو فاعور نقل امتعاض بري الشديد لرئيس التقدمي الذي قرر زيارة عين التينة"، كما أكدت "الديار" بحسب المعلومات أن "التباين كان واضحا بين الرجلين خلال الاجتماع، مع التأكيد على استمرار الحوار الدائم وحرص جنبلاط على العلاقة مع الثنائي الشيعي وانه لن يكون هناك رئيس الا بموافقتهما. وكرر جنبلاط انه لن يمشي بخيار سليمان فرنجية اذا لم يحصل على تأييد احد المكونين المسيحيين الاساسيين، القوات اللبنانية أو التيار الوطني، وهذا الامر من المستحيل تحقيقه في ظل رفض القوات والتيار الوطني خيار فرنجية مهما كانت المبررات، مبديا خشيته من ان يؤدي الاستعصاء الى تقارب بين جعجع وباسيل، علما ان جنبلاط حاول اقناع باسيل بخيار قائد الجيش ولم ينجح، حتى ان النواب التغييريين غير موحدين حول اسم العماد عون".