الارض تتكلم انها تهتز انها تزلزل إنها تترك الرعب والخوف والموت والدمار والتحطيم والتشقق وسقوط الجدران والسطوح والابنية كعلب كرتونيّة صغيرة يلهو بها الاطفال، تقول لنا الارض ضعفنا ومعطوبيتنا وسرعة زوالنا وهشاشة وجودنا وتحطيم كبريائنا وادعائنا وغطرساتنا، فنحن قصبة مردودة مكسورة سريعة العطب والزوال. الثابت الوحيد هو اتكالنا على رعاية الله وحمايته ونعمته وعطفه وحنانه وشفقته. الارض تقول لنا اننا تراب والى التراب نعود تحت الردم والحجارة والزجاج والجدران والسقوف الممزقة المتطايرة كورق الخريف المتساقط من الاشجار العارية، واننا الى زوال مهما طال امد عمرنا والعمارات الشاهقة والبيوت العامرة ستهرّ كورق الخريف الاصفر من الاشجار، ونحن سنصبح آنية خزف محطمة، وأكواب زجاج متناثر قطعا صغيرة.

عندما تهتزّ الارض وترتجف، نتمسّك نحن بالله وبالصلاة ونشعر بضعفنا وهشاشتنا وسرعة عطبنا ومعطوبيتنا وزوالنا، فنحن كالهشيم اليابس تأكله النار.

نحن في زمن الصوم المقدس، فلنطهّر بالتوبة والندامة والاعتراف وصنع الخير والصدقة والعطف على اليتيم والارامل والشريد والمهجر، فليكن فينا الرجاء والشجاعة، ان نعمة الله ترعانا ولن تتركنا وتحفظنا في ذهابنا وايابنا. الله خالق السماوات والارض سيتم كل شيء بقدرته الالهيّة، وان مجده العظيم وقدرته ترعد الجبال والارض وتخلق النجوم والكواكب والانهار والبحور، ترعانا وتحفظنا عنايته، هو الذي خلقنا بفعل حب من ارادته، لتكن صلاتنا له ليرحمنا ويحفظنا كحدقة عينه، صلاة نجنا يا الله من الهزّة والزلزال والخوف والفزع والرعب والهلع، وخلصنا وخلص كبارنا وصغارنا، واشفق علينا وارحمنا، ولا تدعنا نموت تحت الردم، ولا تترك السماء تسقط على رؤوسنا ونخسر احباءنا واطفالنا ومرضانا وارزاقنا وجنى عمرنا، ارحمنا يا ارحم الراحمين، آمين.