أشار رئيس دائرة الجوازات في مديرية الأمن العام العميد علي ترمس، خلال مراسم مغادرة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، من منصبه في المديرية، إلى "أننا لم نستسلم، وكان لنا دور أساسي على مختلف الصعد. أيها العسكريون ما حققناه من نجاح كان من العمل الجماعي. لأننا نؤمن أن لا قيامة دون تضحية، هناك تحديات تنتظركم ومن ضمنها الحفاظ على مؤسسة الأمن العام، ومنها الارهاب التكفيري"، مشيرًا إلى أنّ "المحافظة على الإنسان مسؤولية كبيرة".

وأكّد خلال تلاوته النشرة التوجيهية لضباط وعناصر المديرية في رسالة من اللواء إبراهيم اليهم، أنّ "اعلموا أن الأزمات المستعصية التي تلف المنطقة، وعدم وجود آفاق لها ووجود انقسامات داخلية، كلها عوامل تتطلب منكم رص الصفوف والجهوزية الكاملة، واضعين نصب العيون أنّ قوة مؤسستكم في الحفاظ على وحدتها والتفاف الشعب حولها"، مشددًا على أنّ "لبنان أحوج ما يكون لاطلاق حوار وطني، أما الرهانات فقد تعرض الوطن للشلل وتعرضه للتدخلات الخارجية".

وتابع :"هي حقبة عشناها في ظل ظروف كارثية على الوطن وضمنه الامن العام. بدأت مع طلائع النزوح السوري ومواجهة هذا التحدي الكبير ومعالجة اثاره الكارثية على كافة الصعد، نتيجة التدفق الكبير لاعداد النازحين الذين دخلوا لبنان جراء الحرب السورية، الى التصدي للتنظيمات الارهابية التي حاولت ان تعيد لبنان الى زمن الفتنة والتشرذم والتفكك، فعاثت في الارض ارهابا اجراميا استهدف بنية الدولة وشعبها الآمن، مع اولوية الاستمرار في المواجهة المفتوحة مع العدو الاسرائيلي، الذي ما انفك يستهدف ساحتنا بعمليات التجنيد للجواسيس والعمل على ضرب كل نقاط قوة لبنان.

اضاف :"ايها العسكريون، لاننا نؤمن بأن لا قيامة من دون تضحية، فان تحديات كبيرة لا تزال تنتظركم داخليا واداريا، في مقدمها كيفية الحفاظ على مؤسسة الامن العام وتطويرها وتعزيز اداء العسكريين فيها، في موازاة تأمين الخدمات المطلوبة، وجبه التحديات الامنية وكل ما هو يهدد لبنان ونظامه وعيشه الذي يترنح في ظل استحضار خطاب التحريض الطائفي والمذهبي، ولغة العنف وبث الكراهية، ناهيك بالارهاب التكفيري والجرائم المنظمة، خصوصا تلك التي تستهدف تدمير الاجيال الصاعدة من خلال آفة المخدرات وضرب مفاهيم المجتمع المبنية على الاخلاق والقيم والحق الانساني. فالمحافظة على الانسان وقيمته الوجودية مسؤولية كبيرة جدا وواجب كونهما يحددان مستقبل الوطن وقوته ومناعته ويرسمان اطر العلاقة بين مكوناته".

وتوجه للعكسريين بالقول :"اعلموا أن الأزمات المستعصية التي تلف المنطقة والعالم بأسره، وعدم وجود آفاق واضحة للخروج منها في المدى القريب، إلى جانب استمرار الانقسامات الداخلية المريبة التي تسببت بالشغور الرئاسي وحالت دون انتظام عمل المؤسسات الدستورية، ومنعت تداول السلطة كما يوجبه الدستور، كلها عوامل تتطلب منكم أكثر من أي وقت مضى رص الصفوف والجهوزية الكاملة للحفاظ على وحدة الوطن وسلامة أراضيه ومسيرة سلمه الأهلي، واضعين نصب العيون أن قوة مؤسستكم تكمن في حمايتها وصونها للبقاء على وحدتها وتماسكها، وفي التفاف الشعب حولها، والتزامها تطبيق القوانين والتعليمات التي تصون الدولة ومؤسساتها"، مؤكدا ان "لبنان أحوج ما يكون الى اطلاق حوار وطني حول القضايا التي تشغل المواطنين، واي خلاف في وجهات النظر لا يمكن ان يحل الا بالحوار الذي يجب ان يكون ميدانه المؤسسات الشرعية والدستورية القائمة. هذا ما يجب ان يكون عليه الخيار، اما الرهانات فقد تعرض الوطن للشلل والسقوط، وتشرع أبوابه للتدخلات الخارجية. فهل نقفز فوق الدستور والقوانين وروح التوافق خدمة لرؤية خاصة ومصلحة ذاتية ووصاية خارجية، تقسم أبناء الوطن بدل ان توحدهم؟

واضاف :" أدعوكم اليوم الى الاستمرار في العزيمة ذاتها لتطوير المؤسسة التي نقلناها الى مصاف مثيلاتها في الدول المتطورة، والا تهنوا او تضعفوا لان الاستمرار هو نهج حياة وسمتها. أدعوكم إلى ترسيخ إيمانكم بهذا الوطن، فأنتم من حماته من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن البحر إلى الحدود الشرقية. أنتم من نبض عنفوانه وضمان استمراره وأمل غده الواعد".