ذكرت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون، أنّه "يلفتنا في مقاربة موضوع المشاركة الإقتصادية للمرأة في العالم العربي، تحسن مستويات التعليم لدى النساء، وركود نسب مشاركتهن في الإقتصاد، بل تراجع هذه النسب في البلدان التي تعاني من الأزمات والنزاعات".

وأشارت، خلال تنظيم الهيئة والأسكوا حدثاً جانبياً إفتراضياً على هامش اجتماع للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة، إلى أنّ "هذه الملاحظة تنطبق على الوضع في لبنان، حيث لا تزال نسبة مشاركة المرأة في العمل الإقتصادي تقل عن ثلث مجموع القوى العاملة، وحيث تسببت الأزمة الاقتصادية بنسب أعلى للبطالة لدى النساء. والواقع أنه من الممكن تفسير هذه الظاهرة باعتبارات عديدة، تتعلق بالمؤهلات الذاتية للنساء وبطبيعة بيئة العمل وشروطه، وبتوزيع الأدوار الإجتماعية بين النساء والرجال، وأخيراً بالمفاهيم السائدة في المجتمع لصفات الأنوثة والرجولة".

ولفتت عون، إلى أنّ "مسيرة تقدم النساء في المجتمعات في العالم وفي مجتمعاتنا العربية، بدأت بانتشار التعليم بينهن، ومن ثم بحصول النساء بأعداد متزايدة على شهادات تخولّهن ممارسة مهن كانت محصورة في الماضي بالرجال"، موضحة أنّ "في لبنان منذ بضعة سنوات نشهد تزايداً ملحوظاً لأعداد النساء المتطوعات في صفوف القوى الأمنية والدفاعية".

واعتبرت أنّ "قضايا المرأة لا تنفصل عن قضايا المجتمع، ودعم النساء لتحقيق إستقلاليتهن الإقتصادية بتكثيف مشاركتهن في القوى العاملة، هو في الواقع خدمة تقدم للمجتمع ككل، نظراً للإنعكاسات الإيجابية التي تستتبعها على صعيد التنمية البشرية والاقتصادية. ونحن في المنطقة العربية، وفي لبنان بنوع خاص، في أمس الحاجة إلى تغيير، في أنماط تفكيرنا وفي أنماط حياتنا، يتيح للمرأة أن تكون فاعلة ومؤثرة في مجتمعها كي يتمكن هذا المجتمع من النهوض مجددًا".