أعربت الهيئات الإقتصادية، خلال إجتماع طارئ عقدته برئاسة رئيسها الوزير السابق محمد شقير خصصته لمناقشة قرار جمعية مصارف لبنان بالعودة الى الإضراب إعتبارا من الثلثاء المقبل، عن "بالغ أسفها لوصول الأمور في البلاد الى هذا الدرك في ظل فراغ قاتل يتحكم بمفاصل البلاد ويحول دون إحقاق الحق ووضع الأمور في نصابها الصحيح".

ووأشارت الهيئات، في بيان، الى أنها ""بناء على دورها الوطني، لا يمكنها أن تقف مكتوفة اليدين وهي ترى بأم العين خراب البصرة، وخصوصا في موضوع بالغ الدقة والأهمية مثل موضوع المصارف المثار حاليا، والذي يشكل قضية حياة وموت لآلاف المودعين وللمصارف وللاقتصاد الوطني".

وعبرت عن "ذهولها الشديد حيال الأحكام القضائية الصادرة في حق المصارف والمتعلقة بإلزامها بدفع الودائع بالدولار النقدي، وذلك ليس لأن الهيئات لا قدر الله ضد مصلحة بعض المودعين الذين ربحوا أحكاما قضائية، إنما لأن هذه الأحكام تنصف عددا قليلا من المودعين وستوقع الظلم الشديد على الأغلبية الساحقة من المودعين، فيما المطلوب التعاطي بمسؤولية عالية مع هذه القضية الوطنية والوصول الى حلول شاملة وعادلة ومنصفة للجميع من دون إستثناء".

وحذرت من "أن إعتماد هذه الأحكام القضائية لإسترداد الودائع، ستؤدي حتما الى إعطاء أفضلية للمودعين المقتدرين والمحظيين على حساب معظم المودعين، وهذا أمر معيب وغير مقبول على الإطلاق".

وأشارت الى أنه "من أجل الحفاظ على القطاع المصرفي وعلى ما تبقى من ودائع التي من الممكن في حال تم إقرار خطة تعاف إقتصادي ومالي موثوقة وعادلة، إعادة تكوينها وإعادتها للمودعين، ومن أجل تفادي تداعيات إضراب القطاع المصرفي الكبيرة والباهظة الثمن والكلفة على كافة المستويات لا سيما نقديا وإقتصاديا وإجتماعيا ومعيشيا، فإنها تطالب المرجعيات القضائية، التي تحترم وتجل، بعقد إجتماعات طارئة تخصص للبحث في هذا الموضوع ووضع قواعد واضحة للتعاطي مع هذا الملف الشائك على أن يستجيب للمصلحة الوطنية العليا التي تمثلها مصلحة المودعين كل المودعين وليس أفرادا أو فئة منهم فقط".

وطالبت بـ"إعتماد وحدة المعايير في إصدار الأحكام القضائية، إذ لا يجوز على الإطلاق أن تصدر أحكام قضائية من نفس القضاة، تحكم بموجبها للمقترضين بدفع ديونهم للمصارف بالشيك دولار أو بالعملة الوطنية (دولار بـ1500 ليرة)، في المقابل تصدر أحكام أخرى تلزم المصارف بدفع الودائع بالدولار النقدي للمودعين"، محذرة من أن الإختلال في المعايير هو وصفة أكيدة للإفلاس".

ونبهت أن "هذه الأزمة هي أزمة نظامية ووجودية"، مناشدة كافة السلطات، التشريعية والتنفيذية والقضائية، "التعامل معها على هذا الأساس وإجتراح الحلول المناسبة التي تكفل وقف الإنهيار الشامل".

ولوحت الهيئات بـ"التصعيد في حال لم تعالج الأمور بما يضمن إستدامة العمل الإقتصادي والمصرفي"، معلنةً أنها "ستترك إجتماعاتها مفتوحة لمتابعة التطورات الحاصلة على هذا المستوى وإتخاذ القرارات المناسبة منها".