أكّدت صحيفة "الأخبار" أنّ "كثيرين في المنطقة والعالم، فوجئوا بالبيان الختامي للمحادثات السعودية- الإيرانية برعاية صينية. البعض لم يكن على علم بأصل التفاوض الجاري منذ مدة غير قصيرة، وفوجئ باتفاق سيُعمل على تنفيذه خلال أسابيع. فيما يتصرف آخرون بشيء من الخشية من أن يحمل الاتفاق مفاجآت ليست في الحسبان، ومتناقضة مع السياسات التي كانت تعتمدها السعودية خصوصاً".

وأوضحت أنّ "أهمية الاتفاق بين البلدين أنهما يمثلان مركز الصراع على ملفات المنطقة، وأن الطابع التنافسي طغى دائماً على علاقاتهما حتى عندما كانت في أفضل أحوالها. وهو امر تعزز بعد سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وتغييرات المشهد اللبناني بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، والتطورات التي عصفت بكثير من الدول بعد 2011". وأشارت إلى أنّ "الجانبين قد تواجها بشراسة في ساحات عدة، من العراق إلى سوريا والبحرين واليمن وصولاً إلى لبنان وفلسطين، وزاد الوضع تعقيداً بينهما إثر تولي محمد بن سلمان السلطة الفعلية في السعودية".

وبيّنت "الأخبار"، أنّ "من خارج الدولتين، ثمة حسابات ورهانات وتوقعات تتعلق بتداعيات الاتفاق على ملفات المنطقة. وفي هذا المجال، يبدو واضحاً من معطيات وصلت الى جهات معنية، بأن ايران لم تدر ظهرها لمطلب المساعدة في معالجة ملف اليمن. لكن ما لا يعرفه كثيرون، هو انه خلال جولات التفاوض المباشر بين السعوديين و"أنصار الله"، سواء في صنعاء والرياض او تلك التي تحصل برعاية مسقط، باتت السعودية تدرك الهامش الضيق الذي يمكن لايران ان تتحرك فيه في اليمن، وأنه لا يمكنها ان تفرض على انصار الله خيارات تتناقض مع رؤيتهم. ولذلك سارعت الى عرض مشروع اتفاق يسمح لصنعاء السير قدما في مشروع حل. وفي هذا السياق، فقط، يصبح لايران دور جدي في تعجيل الامر".

وأفادت بأنّ "في سوريا، لم تبادر ايران أساساً الى حض دمشق أو منعها من اعادة التواصل مع أحد. لكن الرئيس السوري بشار الاسد نفسه، وهو من له مصلحة باعادة الحرارة الى علاقات بلاده مع كل العالم، وضع استراتيجية تهدف، أولاً، إلى تعطيل اي محاولة لابتزازه. ولذلك، لا يبدي حماسة كبيرة للعودة الى جامعة الدول العربية، ولا يطرح الامر كحاجة ملحة".

كما ركّزت على أنّ "الاسد الذي يعرف تماماً محدودية تأثير الجامعة، يفضل السعي الى علاقات ثنائية ذات فعالية مع الدول العربية البارزة. وهو قادر على صياغة علاقات قوية مع السعودية ومصر والاردن والامارات، من دون ان يضطر الى علاقات مع قطر ودول اخرى تورطت بقوة في الحرب ضده. أضف إلى ذلك أنه يرغب في اعادة تنظيم العلاقات الثنائية، من دون رهن ذلك بطلبات منه في ملفات اخرى. فهو لا يجد نفسه معنياً بموقف يناسب السعودية في اليمن، ولن يقبل نقاشا حول حزب الله في لبنان".

وخلصت الصّحيفة إلى أنّ "من ينتظر من اتفاق بكين نتيجة مباشرة على صعيد المعركة الرئاسية في لبنان، يكون قد قرأ بصورة خاطئة الاتفاق. لا السعودية ستغيّر موقفها الآن، ولا ايران تعتقد ان عليها الضغط على حلفائها في لبنان. وبالتالي، فان الخطوة المنتظرة تتعلق بمراجعة مرتقبة من الرياض لكل ما قامت به في لبنان طوال عقود عدة، وخصوصا في العقد الاخير".

استئناف الاستجواب الفرنسي لسلامة

ذكرت "الأخبار"، أنّ "خلال ساعات، تعود القاضية الفرنسية أود بوروزي إلى بيروت، للاستماع إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أمام قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا. وبحسب استنابة قضائية حولها مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات إلى أبو سمرا، فإن بوروزي ترغب بالاستماع أيضاً إلى شقيق الحاكم رجا سلامة ومساعدته ماريان الحويك".

وكشفت أنّ "جلسات الاستجواب ستجرى، بحسب المعلومات، عبر القاضي أبو سمرا، من دون أن يتسنى لبوروزي طرح الأسئلة بنفسها. وفي حال أرادت طرح أسئلة إضافية، سيكون عليها توجيهها إلى القاضي، الذي يقرر طرحها بالنيابة عنها أو إسقاطها". وعما إذا كان قضاة من ألمانيا سيحضرون إلى جانب بوروزي، أشارت مصادر قضائية مطلعة للصّحيفة، إلى "عدم وجود قاض ألماني نتيجة نقل المدعي العام المكلف بهذه المهمة من منصبه"، مستبعدة حضور أحد من السفارة الألمانية "نظراً إلى تعارض حضور مدنيين مع القانون".

ولفتت المصادر إلى أنّ "زيارة بوروزي ستؤدي إلى تأجيل التحقيق المحلي الذي يجريه القاضي أبو سمرا، الذي كان مقرراً أن يعقد جلسة استجواب لسلامة الأربعاء المقبل، كما حددها القاضي نفسه غداة ادعاء المحامي العام الاستئنافي القاضي رجا حاموش على سلامة وشقيقه رجا والحويك، وكل من يظهره التحقيق بجرائم اختلاس وتبييض أموال وتهرب ضريبي وتزوير وإثراء غير مشروع، وإحالته الملف إلى أبو سمرا".

وفسّرت أنّ "تزامُن موعد جلسة الاستجواب مع حضور القاضية الفرنسية، من المتوقع ألا يُبقي متسعاً من الوقت لقيام أبو سمرا بالاستجوابين، المحلي والفرنسي. علماً أن التحقيقين يصبّان في الخانة نفسها، وهي تورط حاكم مصرف لبنان بعمليات اختلاس وتبييض أموال من مصرف لبنان عبر شركة "فوري" المملوكة من شقيقه، من خلال حسابات مصرفية في عدة دول أوروبية. ويحتم القانون الفرنسي على بوروزي استجواب سلامة، قبل اتخاذ أي قرار بحقه أو وضعه كما صديقته الأوكرانية آنا كوزاكوفا mise en examen".

المستقبل يخوض معركة داخل "العائلات البيروتية" | أحمد الحريري: بدنا "التار"!

شدّدت صحيفة "الأخبار" على أنّ "تيار "المستقبل" يُحمّي سكينه بهدوء، لـ"تخليص" حسابات الانتخابات النيابيّة الأخيرة. الصفح عمّن تمرّد على قرار رئيس التيار سعد الحريري بمقاطعة الاستحقاق، لم يعد من "شيَم" التيّار. هذا ما يبدو واضحاً من تعامل "الحريريين" مع انتخابات اتحاد جمعيّات العائلات البيروتيّة، التي يفترض إجراؤها يوم الجمعة"، مبيّنةً أنّ "ما يؤرق الأمين العام للتيّار أحمد الحريري، هو كيفيّة "كسر شوكة" رئيس الاتحاد الحالي محمّد عفيف يمّوت والرئيسين السابقين محمّد أمين عيتاني ومحمّد خالد سنو، ثأراً من اصطفافهم خلف رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة في انتخابات 2022".

وأشارت إلى أنّ "الحريري "بلع" قول النائب فؤاد مخزومي خلال لقاء لفاعليات بيروتية قبل أيّام، إنّ تيار المستقبل "مرحلة وانتهت"، وإنّ "النتيجة الجيّدة التي أفرزتها الانتخابات هي وجود نواب من العاصمة لا ينتمون إلى التيار". وصل هذا الكلام إلى "البريد الأزرق"، فقرّر التعامل معه كأنه لم يكن، إذ لا يمانع "الحريريون»"بالقفز على حساسياتهم تجاه رئيس حزب الحوار الوطني، وربما التحالف معه وتلبية مطالبه؛ لأنّ الأولويّة هي ردّ الصاع لـ"تريو الرؤساء".

وأفادت الصّحيفة بأنّ "لذلك، ما إن تنامى إلى "الحريريين" أن الرؤساء ينوون تشكيل لائحة مطعّمة بمرشحين يدورون في فلك "المستقبل" (كوليد دمشقيّة وعدنان المصري ولينا دوغان...)، حتّى استنفر التيّار وبدأ اتصالاته لثنيهم عن الترشّح. ويقول متابعون إن بعض هذه الاتصالات تضمّن أسلوباً "مُلطّفاً" من الترغيب والترهيب، إذ إن البعض ذُكّر بوظيفته في القطاع العام، والبعض الآخر بالانتخابات البلدية والاختياريّة التي يسعون إلى المشاركة بها. وتبلّغ بعض ثالث بوضوح، أن قرار القيادة واضح بعدم فتح باب التفاوض مع "تريو الرؤساء" تحت أي ظرف".

وركّزت على أنّ "صحيحًا أنّ بعض "المستقبليين" يلمّحون إلى وجود غطاء من سعد الحريري لقراراتهم، إلا أنّ ما يحصل يشي بعكس ذلك. ففي وقت يُحاول فيه المقرّبون من أحمد الحريري "خربطة" أيّ محاولة توافقية بين الفرقاء، يسعى رئيس جمعيّة بيروت للتنمية الاجتماعيّة أحمد هاشميّة إلى التوافق، ويتصل بالمتابعين المقربين من المستقبل لحثّهم على تخفيف الاحتقان مع الـ"تريو"، ولكن من تحت الطاولة؛ حتى لا يظهر هاشميّة كأنه يعمل بأجندة تُعارض أجندة "الشيخ أحمد".

كما علمت "الأخبار" أن "اجتماعاتٍ مكثفة عقدت أمس بين جلال كبريت عن تيار المستقبل، وفوزي زيدان عن مخزومي، ومحمّد خالد سنو عن رؤساء الاتحاد المتعاقبين، من دون التوصّل إلى نتيجة محسومة، وخصوصاً مع تمسّك "المستقبل" ومخزومي بأن يكون محيي الدين كشلي رئيساً للائحة، فيما يصرّ "تريو الرؤساء" على اسم وائل التنير، وبحماسةٍ أقلّ طرح اسم عبد الرحمن الحوت".