في ظلّ ترقُّب نتائج الاجتماع الفرنسي- السعودي الذي شهده قصر الاليزيه قبل ايام، بين الفريقين الفرنسي والسعودي المكلفين الملف اللبناني، أشارت مصادر مطلعة لصحيفة "الجمهورية"، إلى أنّ "مواضيع البحث التي تناولها المجتمعون لم تُحسَم نهائياً، وإنما تركوها مفتوحة، بناء على رغبتهم في انتظار تبلور مزيد من المعطيات والتطورات في ضوء الاتفاق السعودي- الايراني الاخير".

خارج التوقيت

أعرب دبلوماسي عربي، عبر "الجمهورية"، عن أسفه لأنّ "اللبنانيين ما زالوا خارج التوقيت الصيني، واستطراداً السعودي- الايراني"، داعيًا القوى السياسية اللبنانية على اختلافها الى "الخروج من قَوقعتها وقراءة الزلزال الذي حدثَ في المنطقة، وتوقيت الساعة اللبنانية على ساعة الاحداث الكبرى الصينية، واستطراداً السعودية والايرانية".

وشدّد بأسى على أنّ "القوى السياسية اللبنانية ما زالت تقرأ في كتاب قديم، كتاب النزاعات القديمة، ولا ترى التطورات المتسارعة قدماً على مستوى المنطقة. وبالتالي، ما عليها سوى ان تستشرف اللحظة التي دخلت فيها المنطقة، من اجل إسقاط المناخات التبريدية والمتطورة في اتجاه مزيد من التلاقي ومزيد من الحلول، وما عليها سوى ان تعكس هذا محلياً، فلا يمكن للبنان ان يبقى خارج هذا التطور الكبير، لأنّ المنطقة في ربعها الاول قد شهدت زلزالاً طبيعياً ضربَ تركيا وسوريا، وستشهد في الآتي من الايام زلزالاً سياسياً من خلال الاتفاق الايراني- السعودي، الذي أدخَل وسيدخل المنطقة في حقبة جديدة عنوانها "الاستقرار".

وركّز الدبلوماسي على أنّ "القوى السياسية اللبنانية مطالَبة بزلزال لبناني، يأتي تكملة واستكمالاً للزلزال الاقليمي السعودي- الايراني، من اجل اعادة استنهاض مشروع الدولة"، مبيّنًا أنّه "ما على القوى السياسية في لبنان، سوى ان تتعِظ من هذا المشهد الاقليمي، حيث انّ الخصوم اجتمعوا والتقوا حول مساحات مشتركة لبناء المسرح الاقليمي، لبناء الشرق الاوسط الجديد. وبالتالي، ما عليها سوى ان تتعظ وتقرأ في كتاب السعودية وايران، من اجل الالتقاء بعضها مع بعض حول مساحة مشاركة لبناء لبنان الجديد".

زيارة الفاتيكان وروما

نقلت مصادر قريبة من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، لـ"الجمهورية"، أنّ "زياته إلى الفاتيكان وروما حملتا كثيراً من المعطيات المطمئنة، بالنظر الى فهم دوائر الفاتيكان للوضع في لبنان والمنطقة بكثير من الدقة، وبما يكفي من المعطيات التي دفعت البابا فرنسيس إلى مواصلة جهوده، لمساعدة لبنان على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها؛ وهو لن يوفّر جهداً يبذل لتثمير علاقاته الدبلوماسية المؤثرة لدى العواصم الكبرى".

ولفتت إلى أنّ "اللقاءات في ايطاليا تناولت مختلف التطورات في لبنان والمنطقة، والدور الايطالي القائم في لبنان على مختلف المستويات، ولا سيما منها الانسانية والاجتماعية، عَدا عن الدور الذي تلعبه روما في دعم الجيش والمؤسسات الامنية المختلفة، ومن ضمن اطار القوات الدولية "اليونيفيل" التي تشارك فيها".

جلسة لمجلس الوزراء

كشفت مصادر وزارية مقربة من السراي الحكومي، لـ"الجمهورية"، أن "التحضيرات جارية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، تحضيراً لجلسة لمجلس الوزراء ستُعقد في الايام القليلة المقبلة، للبحث في الملف التربوي وأوضاع موظفي القطاع العام".

وذكرت أنّ "تحديد موعد هذه الجلسة، ينتظر إشارة من وزارة المال، التي تعدّ التقارير والجداول الخاصة بالتقديمات الاضافية المقررة لموظفي القطاع العام المدنيين والعسكريين وتحديد الكلفة المقدّرة للزيادات على الرواتب والحوافز المقررة، لا سيما منها تلك المتصلة بالنقل والانتقال، بعدما تقرّر ان تُحدد بليترات المحروقات قياساً على ايام الحضور، بدلاً من اي تعويض مالي مقطوع؛ وفق آلية يُصار الى الاعلان عنها بعد البَت بها في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء".

وأشارت المصادر إلى أنّ "العائق في وضع التقرير الخاص بكلفة النقل والانتقال، لا يقف عند الاضراب المنفذ في وزارة المال وحصر حضور الموظفين إليها بيوم واحد، وإنما هو مرتبط بما يمكن تسميته ضعف الواردات المالية التي باتت رهناً بالرسوم الجمركية ومردود المنشآت العامة، في ظل إقفال الدوائر العقارية والميكانيك التي كانت تجمع عشرات المليارات شهرياً".

ميقاتي الى قبرص

على صعيد آخر، أفادت مصادر حكومية لـ"الجمهوريّة"، بأن "الاتصالات مستمرة بين بيروت ولارنكا، لوضع اللمسات الاخيرة على الزيارة الخاطفة التي سيقوم بها ميقاتي الى قبرص، للبحث في عدد من الملفات العالقة بين البلدين، لا سيما منها تلك المتصلة بإعادة النظر في ترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة بينهما وتصحيح بعض النقاط البحرية؛ في ضوء الانتهاء من ترسيم الحدود في المنطقة الجنوبية مع فلسطين المحتلة".

"تدبّروا أمركم"

علمت "الجمهورية" انّ "اجتماعاً سيُعقد بعد ظهر اليوم بين وفد من صندوق النقد الدولي يزور لبنان منذ ايام، ووفد مشترك يضمّ المجلس الاقتصادي الاجتماعي والهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام".

وبيّنت أنّه "من المتوقع ان يدعو وفد الصندوق مَن سيلتقيهم، الى الضغط على السياسيين اللبنانيين لتطبيق الإصلاحات الضرورية التي لا تزال معلّقة". فيما نقلت أوساط مطلعة لـ"الجمهورية" عن الوفد، تحذيره من أنه "اذا لم تُنفّذ تلك الإصلاحات قريباً، فإننا سنذهب ولن نعود قبل ايلول المقبل، وعليكم تدبّر أمركم".

المعارضة اللبنانية تسعى إلى حشر خصومها بتسمية مرشح للرئاسة

ركّزت صحيفة "الشّرق الأوسط"، على أنّ "القيادات المنتمية إلى المعارضة اللبنانية، تستعد لإجراء مشاورات ولقاءات مكثّفة، بدءاً من هذا الأسبوع، تتطلع من خلالها بالتنسيق مع عدد من النواب الأعضاء في تكتل "القوى التغييرية"، إلى توحيد موقفها حول تسمية مرشح لرئاسة الجمهورية تخوض المعركة الرئاسية على أساسه، في مواجهة مرشح "محور الممانعة" زعيم تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية".

وفسّرت مصادر سياسية قيادية محسوبة على المعارضة لـ"الشرق الأوسط"، أنّ "ذلك يأتي انطلاقاً من أن الطريق إلى إتمام مقايضة بين انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية وتكليف السفير نواف سلام بتشكيل الحكومة العتيدة، ليست سالكة سياسياً، وإن الاقتراح الفرنسي في هذا الخصوص تعترضه عقبات سياسية".

وأكّدت أنّ "قيادات المعارضة تعلق أهمية على ما ستؤول إليه المشاورات التي لن تكون سهلة لتنعيم المواقف، والتي تشارك فيها قيادات من الصف الأول، في محاولة جادة قد تكون الأخيرة لإعادة ترميم صفوفها، وصولاً للاتفاق على مرشح واحد تخوض به الانتخابات الرئاسية في مواجهة فرنجية".

وذكرت أنّ "قوى المعارضة تقف حالياً أمام تحدٍّ لا يستهان به، للتوافق على مرشح تعمل من خلاله على توسيع مروحة التأييد النيابي له، برفع عدد النواب الذين يصوّتون له"، مضيفةً أنّ "التوافق لن يكون من وراء ظهر مرشحها النائب ميشال معوض، الذي سيكون حاضراً في المشاورات، للانتقال من التشرذم الذي يحاصرها إلى توحيد صفوفها، ما يمكّنها في نهاية المطاف من حشر "محور الممانعة"، ليس من باب عدم إخلاء الساحة لمرشحه فحسب؛ وإنما لدفعه للبحث عن مرشح توافقي يحظى برعاية عربية ودولية".