النائب الدكتور سليم الصايغ من بروكسل: على أوروبا تحويل العقوبات ضد الفساد الى تدابير ضد الفاسدين، وتأخرها ينتقص من هيبة ومصداقية الاتحاد الاوروبي.

ركّز عضو كتلة "نوّاب الكتائب" النّائب سليم الصايغ، على أنّ "التزام الأوروبيّين قضيّة الشّراكة مع لبنان، في إطار التّعاون المتوسّطي كما على صعيد العلاقات الثّنائيّة، لا يزال من الأولويّات؛ بالرّغم من الحرب الدّائرة في أوكرانيا".

وأكّد، عقب زيارته إلى البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية ومجلس الاتحاد الأوروبي، أنّ "لدى أوروبا مصلحة كبرى في السّلام في لبنان، من حيث تأمين طريق الطّاقة من حقول شرق المتوسّط، ومواجهة التّطرّف العنفي والإرهاب على أنواعه، وتعزيز ثقافة الدّيمقراطيّة والانفتاح المهدّدة في الكثير من دول الجوار، إضافةً إلى معالجة المشاكل النّاتجة عن الهجرة والنّزوح الّتي تعصف بالدّول من شرق وجنوب القارّة الأوروبيّة، فضلًا عن الاضطراب الاقتصادي والاجتماعي والنّقدي الّذي لا يعرف حدودًا".

وحذّر الصّايغ من أنّ "ترك لبنان يتخبط وحيدًا، والطّلب إليه أن يحلّ مشاكله لوحده، في ظلّ سيطرة واضحة من قبل السّلاح غير الشّرعي على القرار السّياسي، هو بمثابة تسليمه إلى قوى الأمر الواقع"، مشدّدًا على أنّ "المعارضة اللّبنانيّة ومعها أغلبيّة الشعب اللبناني، ترفض مثل هذا الرّضوخ والاستسلام، وهي تقاوم وضع اليد عليه بالوسائل الدّيمقراطيّة؛ ولن تذهب إلى لعبة السّلاح".

ولفت إلى أنّ "أوروبا تستطيع أن تفعل الكثير لإراحة لبنان، بدءًا بمواجهة واضحة لقضيّة عودة النازحين السوريين، ممّا يريح لبنان هويّة وبنى تحتيّة من ضغط لا طاقة له على احتمالها بعد اليوم، كذلك لا بدّ لأوروبا أن تقرن مواقفها السّياسيّة بأفعال، من حيث حماية العمليّة الدّيمقراطيّة وتحويل العقوبات الأوروبيّة ضدّ الفساد إلى تدابير ضدّ الفاسدين، لأنّ الأمر حتّى الآن يقتصر على إعلان نوايا من دون أيّ استهداف لأشخاص؛ ممّا ينتقص من هيبة الاتحاد الأوروبي ومصداقيّته".

كما أشار إلى "أهميّة الحزم في مواكبة الإصلاحات في لبنان، وربط أيّ مساعدة بمدى التزام الحكومة اللبنانية بمعايير الحوكمة والشّفافيّة وبخطّة تعافٍ واضحة ومقبولة لبنانيًّا ودوليًّا، ترمّم الثّقة المفقودة داخل لبنان وبينه وبين أصدقائه".