أشار ​نقيب المحررين​ ​جوزف القصيفي​، خلال لقائه أمين حداد الذي قدم كتابه "Cent ans de déclin"، الى أن "حداد، ونتيجة معاينات ومعاناة، وقراءات وتأملات، توصّل الى خلاصات أودعها في كتاب إختار له عنواناً "مائة سنة من الانحدار – الاحتضار اللامتناهي للبنان الكبير"، وفد كتبه بلغة فرنسية أنيقة، ويقع في 165 صفحة من الحجم المتوسط، صدر عن دار " لارماتان - ​باريس​".

ولفت الى أن "الكتاب يعرض لتاريخ لبنان منذ اعلانه دولة كبيرة في الاول من ايلول 1920، معدداً ما مّر به من مراحل، من دون أن يغفل ذكر محطات من الحقبة القديمة، وما تخللها من شعاعات ضوء خاطفة، واحباطات وخيبات. ووجد أن سمة الطائفية والقبائلية، والمناطقية، والانتهازية، والتسابق المحموم على إمتلاك السلطة، وهشاشة التماسك الوطني، كانت لصيقة بتكوينه. لكنه اشار أن لبنان استطاع على مدى نصف قرن ويزيد (1920 – 1975)، أن يكون مرفأ العرب، مصرفهم، جامعتهم، مستشفاهم، مطبعتهم، صحافتهم، ووجهتهم السياحية الاولى. بل كان رئة الحرية في هذه المنطقة من العالم. وذلك على الرغم من التحديات العميقة التي واجهته مع إعلان دولة اسرائيل الغاصبة، وتدفق اللاجئين الفلسطينيين الى أرضه، واحداث العام 1958، وتعاظم نفوذ المقاومة الفلسطينية وما خلفته من تأثير".

وذكر القصيفي "ان كان التوجه النقدي المشفوع بعلائم الاستفهام حول المسار العام للدولة اللبنانية، وما يعصف بها من أخطار بنيوية اعاقت الوصول الى دولة المواطنة، الدولة المدنية، التي يكون الولاء فيها للبنان ومؤسساته الشرعية، ما فتح الباب بين الفينة والأخرى أمام طروحات اشكالية كالتقسيم والفدرالية، او الخروج على قاعدة الديموقراطية التوافقية، هو الاسلوب الغالب على كتاب حداد، فان ذلك لم يمنعه عن التوقف باعجاب عند التجربة الشهابية في الادارة لكنه عزا الاطاحة بايجابيات هذه التجربة الى الاختلالات العمودية في التركيبة اللبنانية، وتجذر النزعة الفردية".

وأكد أن "أخيراً لا بد من التنويه الى ما حداد في ختام مؤلفه من تساؤل يشوبه الالم والحزن "اين هو لبنان التنوع، بلد الحريات الجميل، والمعرفة والانفتاح، لبنان الرسالة الذي فيه نشأت وكبرت؟" ويضيف: "هل كان وهماً ما شهدت في فترة من حياتي، من تدمير ممنهج له، على يد شعبه"؟ تعمد ان يطرح الاسئلة الموجعة، ويدّل الى مكامن الاخطاء والاخطار، ويفتح الباب أمام عصف فكري، علّ ذلك يقود الى حالة وجدانية وطنية تؤسس للبنان الذي نحلم به. فأبواب الرجاء لن تظل موصدة طالما هناك مؤمنون به".