جزم مطّلعون لصحيفة "الجمهوريّة"، أنّ "التّطوّرات المرتبطة بالملف الرئاسي أكثر من مريحة، خلافاً لكلّ الجو الانفعالي، الذي يبدر عن المكونات السياسية الغاضبة من الجهود الخارجية والمنحى الذي تسلكه، ويُترجم ذلك بالقصف غير المسبوق على الدور الفرنسي الذي قدّم رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، بوصفه المرشح الأوفر حظاً وانتخابه يحقق مصلحة للبنان، وخلافاً أيضاً للجو التشويشي الذي تفتعله منصّات اعلامية مرئية ومسموعة ومكتوبة محسوبة على تلك المكونات، لقلب الحقائق وتشويهها، باختلاق سيناريوهات تلبس بعض السفراء، سواء السفيرة الفرنسية آن غريو، او السفيرة الاميركية دوروثي شيا او السفير السعودي وليد البخاري، مواقف لا علم لهم بها؛ وتروّج لوقائع مناقضة تماماً لما يجري بحثه داخل الغرف المغلقة".

فليفهم اللبيب!

أكّدت مصادر مسؤولة لـ"الجمهورية"، أنّ "زيارة السفيرة الاميركية إلى عين التينة ولقاءها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، تندرج ضمن السياق المريح، وكذلك جولة المشاورات التي بدأها السفير السعودي وليد البخاري مع القادة السياسيين، ولاسيما مع بري امس، حيث اندرجت زيارته في السياق المريح ذاته، ولعلّ نتائج المحادثات بين بري والسفير، تُقرأ في ما قاله السفير بأنّ "السعودية لا ترتضي الفراغ الذي يهدّد استمراره استقرار الشعب اللبناني ووحدته"، وكذلك في دعوته الكتل النيابية والقوى السياسية إلى "تحمّل مسؤوليتها التاريخية، والتّلاقي من دون إبطاء على انجاز الاستحقاق الرئاسي".

وأشارت إلى أنّها "تُقرأ ايضاً في تلك الصورة التي جمعت بري والبخاري بعد اللقاء، وتظهّر بالتأكيد وبشكل جلي وواضح، ما خلف قسمات الوجوه الباسمة. حيث يمكن التأكيد هنا لكل الباحثين عن إجابات حول الموقف السعودي من تطورات الملف الرئاسي، بأنّ الصورة خير أنباء من الكتب، وانّ اللبيب من الإشارة يفهم".

وكشفت معلومات "الجمهورية" أنّ "الجو مريح في عين التينة، وبري يأمل في ان يبلغ المسار الرئاسي خواتيمه الايجابية، ويكون للبنان رئيس للجمهورية في المدى القريب، وفي ذلك مصلحة كبرى للبنان واللبنانيين، تنقل بلدنا من حال الدمار والانهيار والموت السريري الاقتصادي والمالي وكذلك السياسي، إلى حال الانتعاش"، مركّزةً على أنّ "هذا يتطلب بالتأكيد وقفة مسؤولة، يدرك خلالها جميع الأفرقاء انّ فرصة إنقاذ لبنان قائمة، وانّ استمرار التناقضات والمهاترات والمزايدات البلا أي طائل، سيضيع ولن تقوم له قائمة".

فرنجية: فرصة جديّة

أبلغ مرجع مسؤول إلى "الجمهورية" قوله، إنّ "منسوب التفاؤل بدأ يرتفع على الخط الرئاسي، الّا انّ الحسم النهائي ما زال يتطلب بعض الجهد، وهو ما يفترض ان نشهده في الآتي من الايام، عبر حراك دبلوماسي مرتقب".

وعما اذا كان تبنّي انتخاب سليمان فرنجية قد بات محسوماً على مستوى الحراكات الخارجية، بيّن أنّ "كتاب الرئاسة مفتوح، والداخل والخارج باتا امام حقيقة ثابتة بأنّ فرنجية في موقعه الطبيعي كمرشّح جدّي، يحظى بفرصة اكثر من جديّة لانتخابه. هذه هي الحقيقة، ومن لا يريد ان يراها في الداخل، او يتجاهلها فهذا شأنه، ولكن في النهاية لن يكون هناك مفرّ من النزول إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس الجمهورية".

ولفت المرجع الى أنّ "ما نسمعه من السفراء يبعث على الارتياح"، مشدّدًا على أنّ "المكتوب يُقرأ من عنوانه، جميعهم مستعجلون على إتمام الانتخابات الرئاسية على وجه السرعة، وهذا ما تمّ التأكيد عليه منذ الاجتماع الخماسي في باريس في مطلع شباط الماضي، وما تلاه من حراكات فرنسية وسعودية على وجه الخصوص، تصبّ كلها في هذا الاتجاه".

وعن تلويح بعض الجهات وخصوصاً "القوات اللبنانية" والنواب المعارضين، بتعطيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، أشار إلى "أنّنا اذا ما نظرنا إلى تركيبة مجلس النواب، نرى بوضوح انّ كل الجهات تستطيع ان تعطّل، ولكن هل نستطيع ان نستمر على هذا المنوال؟ بالتأكيد لا، لأنّه في النهاية ستحين لحظة الحقيقة، وينزل الجميع الى ارض الواقع. وما يجب ان ندركه هو انّه في لبنان لا شيء ثابتاً على الاطلاق، حيث انّ الظروف في النهاية، وكما شهدنا في محطات سابقة، هي التي تتحكّم بالمواقف وتسيّر الامور في اتجاه التسوية، ولو على مضض".

أيار شهر الاختيار

أفادت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ"الجمهورية"، بأنّ "الحراكات الدبلوماسية تعكس انّ الملف الرئاسي في لبنان تقدّم في الفترة الاخيرة إلى صدارة اهتمامات الدول الصديقة للبنان، والسفراء يعكسون رغبة دولهم في الحسم السريع لهذا الملف في اسرع وقت ممكن، وقد تحدّث بعض السفراء صراحة عن انّ انتخاب رئيس الجمهورية ضرورة ملحّة للبنان، ينبغي ان تتحقق ضمن مهلة لا تتجاوز شهر حزيران المقبل".

وأضافت: "دول الاجتماع الخماسي تقارب الملف الرئاسي اللبناني، وهذه المقاربة تتجلّى في الحراك الفرنسي الذي سيكون اكثر حضوراً في هذه الفترة"، مركّزةً على أنّ "ما تبقّى من شهر ايار الحالي، هو فترة مفصلية، مسخّرة لمحاولة الإنضاج النهائي لتسوية رئاسية لبنانية، تعبر باللبنانيين الى خارج الأزمة التي يعانونها، ودونها يعني تفاعل هذه الأزمة وتعمقّها اكثر، وتضع مصير لبنان على كف عفاريت".

وذكرت المصادر، نقلاً عن مسؤول اوروبي كبير، أنّ "اصدقاء لبنان واشقاءه لن يكونوا ملكيين اكثر من الملك. ومن هنا فإنّ الجهد القائم في هذه الفترة، عنوانه الأساس والجوهري هو تجاوب اللبنانيين والخروج من نزاعاتهم وحساباتهم الضيّقة. وتبعاً لذلك، فإنّ ما تبقّى من ايار هو للاختيار بين ان يبقى لبنان على طريق الانهيار، وبين ان يوضع على سكة الخروج من الأزمة والازدهار، وهنا على اللبنانيين ان يختاروا بين الانهيار والازدهار".

الوقت لصالح لبنان

أعرب مصدر دبلوماسي عربي، بحسب "الجمهوريّة"، عن تفاؤله بـ"بروز تطورات ايجابية مرتبطة بالملف الرئاسي في لبنان، وذلك كنتيجة طبيعية للمساعي التي يبذلها اصدقاء لبنان واشقاؤه في هذا السبيل".

وأكّد أنّ "الوقت يلعب للمرة الاولى منذ زمن طويل لمصلحة لبنان، ويتيح امامهم فرصة جدّية للخروج من أزمتهم، وذلك ربطاً بالتطورات الايجابية التي تشهدها المنطقة، وما نتمناه من الاخوة في لبنان أن يقرأوا هذه التطورات جيداً، ويلاقوها بالترجمة السريعة لانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة"

"إهمال تقني" يشلّ بلديّة بيروت ويهدّد بضياع "داتا" العاصمة

أشارت صحيفة "الأخبار"، إلى أنّ "إحدى الشركات التقنيّة التي استقدمتها بلدية بيروت، تحاول معالجة مشكلة فنيّة أدّت إلى ضياع "داتا" البلدية. وتعمل الشركة على استرجاع المعلومات، علماً أنها أبلغت البلدية باحتمال عدم القدرة على ذلك، أو إمكان استرجاع جزء منها، وأنّها غير قادرة على تحديد الخسائر إلا بعد انتهاء فنّييها من عملهم".

وذكرت أنّ "مسؤولين يعزون فقدان الـ"داتا" التي تتضمّن كلّ المعلومات عن العاملين والمواطنين وجداول الرسوم المدفوعة أو المستحقة وإنجاز المعاملات وغيرها، إلى إهمال الفريق التقني داخل البلديّة، الذي لم يُحذّر المجلس من عدم قدرة الـ"softwares" على استيعاب مزيد من المعلومات، وعدم قيامه بعمله لدعم الـ"داتا" (Back up) ونقلها إلى مكان آخر بحمايتها والحفاظ عليها، إذ إنّ المجلس لم يتبلّغ بالأمر إلا بعدما وقعت الواقعة؛ علماً أن انقطاع الكهرباء لفترات طويلة عن الـ"softwares" أدى إلى تخريب بعضها وتوقّفه عن العمل وتركيز المعلومات على البقيّة".

وبيّنت أنّ "الخلل أدّى إلى شلّ عمل البلدية وتوقف معظم المعاملات، ومن بينها صرف رواتب الموظفين، في انتظار إصلاح الأعطال، وتبيّن ما إذا كان الأمر سيتطلّب إعادة إدخال المعلومات في حال ضياعها تماماً، الأمر الذي سيؤثّر بشكل كبير على واردات البلدية".