لفتت صحيفة "الجمهورية"، إلى أنّه "تراجع الحديث عن حلّ لمشكلة الشغور في حاكمية مصرف لبنان بعد انتهاء ولاية الحاكم رياض سلامة، عن طريق الحكومة التي كانت تبحث في سيناريو رفع مجموعة اسماء للتعيين في جلسة استثنائية مخصّصة لتعيين حاكم جديد".

وعلمت "الجمهورية"، أنّ ظروف انعقاد هذه الجلسة لم تعد متوافرة، وانّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي اكّد له سلامة انّه لن يبقى ساعة واحدة بعد انتهاء ولايته، لن يُقدم على هذه الخطوة لانّه لا يريد استفزاز الفريق المسيحي أولاً، وثانياً لإعطاء رئيس الجمهورية المقبل الحق الدستوري الاول "المذهب" بتعيين حاكم مصرف لبنان، واختيار هذه المواقع المسيحية الحساسة وفق الاصول ومنحه حرية اختيار فريقه المالي.

اما إذا لم تحصل الانتخابات الرئاسية قبل اواخر حزيران "فسنشهد مطباً خطيراً". إذ يقول مصدر سياسي مطلع على الاتصالات الجارية حول هذا الملف لـ"الجمهورية"، انّ محاولات تجري مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لإقناعه بتسلّم النائب الاول وسيم منصوري هذا المنصب بالوكالة حسب الدستور، ولكن بري لا يزال يرفض هذا الامر، وانّ النائب الثاني الدرزي (الذي سمّاه طلال ارسلان) لا يزال رافضاً تولّي المنصب بالإنابة اذا رفض منصوري، والأخير ليس بالضرورة ان يستقيل كما سبق واشيع، وبالتالي ذاهبون إلى فراغ خطير على مستوى الحاكمية، وما يمكن ان يجرّ معه من تداعيات وويلات على سعر الصرف وال​سياسة​ النقدية، وسط تعذّر التئام المجلس المركزي.

وكشف المصدر، انّ امكانية إحداث خرق في الملف الرئاسي قبل هذا الوقت لا تزال مرتفعة ومتقدّمة، والسبب الرئيسي انّ الاجواء الاقليمية مؤاتية، وانّ الفريق المعطّل سيُحرج امام إرادة الحل، وبالتالي القبول بتسوية تدخل فيها كل الاطراف السياسية لإنقاذ لبنان اصبح خياراً لا بديل عنه سوى دمار لبنان الشامل.

إلى ذلك، نقلت مصادر مطلعة للجمهورية، عن سفير السعودية وليد بخاري تشديده خلال اللقاءات في لبنان، على انّ طهران والرياض تعرفان حجم المكاسب المتأتية من تفاهمهما. ودعا إلى "عدم تفسير موقفنا من الاستحقاق الرئاسي على غير حقيقته وعدم تحميله ما ليس فيه"، مشدّداً على أنّ حدود هذا الموقف هو انّ المملكة تعتبر أن ليس من شأنها ان تسهّل انتخاب أحد، ولا ان تعرقل انتخاب احد». ولفت إلى انّ "هذا شأن لبناني وعلى القادة السياسيين ان يتحمّلوا مسؤولياتهم".

وأوضح بخاري، بحسب ما نقلت مصادر الجمهورية، انّ بلاده ستحدّد موقفها من الرئيس المقبل تبعاً لشخصيته وتاريخه وقدرته على مكافحة الفساد وتحقيق الإصلاح، "فإذا كان يوحي بالثقة سنتعامل معه ونعتمد سياسة الانفتاح العقلاني عليه، وإذا لم يكن كذلك سنبقى بعيدين من لبنان".

وأشارت الصحيفة، إلى أنّ "ما نُقل عن البخاري خلال لقائه مع أعضاء كتلة الاعتدال الوطني امس الاول جاء أكثر وضوحاً، حيث شدّد على "الموقف الحيادي للسعودية وضرورة الإسراع في إنجاز الاستحقاق". واشار بطريقة واضحة لا تحتمل اي تشكيك، إلى "وحدة الموقف بالنسبة إلى الدول الخمس التي تجتمع حول لبنان". في إشارة منه إلى انّ الحديث عن التمايز بين الفرنسيين وأطراف اخرى يحتاج إلى التدقيق أكثر.

ولكن احد أعضاء التكتل قال لـ"الجمهورية"، إنّه سمع من البخاري كلاماً جديداً، فهو تحدث عن ضرورة التوصل إلى تسمية مرشح او إثنين مقابل ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية ليصار إلى انتخاب من تختاره الاكثرية النيابية. مؤكّداً انّ "من المهم جداً التوصل بسرعة إلى هذه المرحلة بعيداً من المواقف الخارجية، فالجميع متفق على ترك الخيار للبنانيين للبت به".

وفي سياق آخر، لفتت صحيفة "الديار"، إلى أنّه "في إطار الطروحات الرئاسية التي تطلقها باريس بين الحين والاخر، وبغض النظر عن اي مرشح رئاسي دعمته للوصول الى بعبدا، نقل عن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عتبه على الفرنسيين، والسياسة التي يتبعونها منذ فترة من دون مراعاة آراء ومواقف افرقاء وقيادات مسيحية بارزة، بحيث برز إستياء لم يظهر الى العلن، لكنه بقي ضمن جدران بكركي، واطلق رسائل وصلت أصداؤها الى باريس، عبر السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو، التي نقل اليها الراعي إستياءه مما يحصل في الاطار الرئاسي، وكأن لا وجود لبكركي او للمسيحيين في لبنان، اذ من غير المنطقي ألا يجري التشاور مع مَن يمثل المسيحيين في لبنان، فيما التواصل كان قائماً مع جهات اخرى.

وأجرت "الديار" اتصالاً مع مصدر كنسي بارز، فأشار الى وجود عتب وملامة من بكركي والبطريرك الراعي مما يحصل، مستغرباً ذلك لانّ فرنسا لطالما كانت الى جانب لبنان وتحديداً منذ ايام البطريرك الراحل الياس الحويك، وسياستها لم تتغير الا منذ فترة، وقال: "لربما المصالح تلعب دورها، لكن ما جرى غير مقبول، ونأسف لتغير السياسة الفرنسية حيال لبنان، واوضح المصدر الكنسي بأنّ السفيرة الفرنسية اكدت خلال زيارتها بكركي ظهراً، حرص باريس على العلاقة الجيدة مع الصرح البطريركي والتنسيق في الملف الرئاسي، على ان تعمل على دحض كل المعطيات التي انتجت إنزعاجاً كنسياً ومسيحياً من الحراك الفرنسي".