استقبل الشيخ نصر الدين الغريب في دارته في كفرمتى، سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان مجتبى أماني، بحضور الوزير السابق صالح الغريب وعدد من المشايخ والفاعليات، وجرى خلال اللقاء عرض للمستجدات السياسية المحلية والإقليمية.

وبعد اللقاء، إعتبر الشيخ الغريب أن "هذه الزيارة لها معنى خاص، فبعد الإنتصار الكبير الذي تحقق في الشرق الأوسط وبعد الثورة الإسلامية التي أرست المعادلة العسكرية والسياسية في وجه العدو الإسرائيلي والغرب وبخاصة أميركا، حيث لا نرى من الغرب إلا الإستكبار وإضطهاد الشعوب وسرقة مقدراتهم، وكانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الداعم الأول للشعوب الحرة التي كانت مضطهدة، وساندت لبنان في محنه، وكذلك سوريا التي صمدت أمام المؤامرة الكونية بقيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد، كما كانت السند الوحيد للمقاومة الفلسطينية".

وبارك الغريب "التقارب السعودي - الإيراني ونوجه التحية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي نجح في تدارك المخاطر المحدقة على المنطقة، وننوه بالدور الصيني الكبير الذي رافق مسار المفاوضات حتى وصلنا إلى هذا التقارب". وأكد أننا "نتطلع اليوم لضرورة قطع الطريق في وجه الأحادية التي طال امدها وان تكونوا مع الصين وروسيا قوة متكاملة سياسيا واقتصاديا، وكلنا أمل أن نرى إنعكاسات إيجابية على لبنان وأولها إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية".

من جهته، شكر السفير أماني الشيخ الغريب على استقباله، ولفت إلى أن "زيارة المراجع الدينية واجب من أجل التواصل ولنا علاقات مميزة مع كل الأطراف اللبنانية، ونرى اليوم العدوان الغاشم من العدو الإسرائيلي وقتل الأبرياء وهذا يدل على أن هذا الكيان لا يعلم معنى الإنسانية، ويجب أن نتضامن مع شعبنا الشقيق في غزة". وقال: "بالنسبة للأحداث الجارية على الساحة اللبنانية، فقد كنا كررنا منذ شهور وندعو اليوم جميع الأطراف السياسية في لبنان إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية ونقوم باتصالاتنا مع أطراف مختلفة والتشديد من أجل حلّ هذه الأزمة والعمل من اجل مستقبل لبنان واللبنانيين، ونعتبر أن الاتفاق السعودي - الإيراني سيؤثر على جميع دول المنطقة ونأمل أن يتم حل الأزمة الرئاسية خلال أيام أو اسابيع".

كما كانت كلمةٌ للوزير السابق الغريب قال فيها: "اهلا وسهلا بكم سعادة السفير بين أهلكم في الجبل، هذا الجبل الذي كان له شرف الصمود والتصدي للمشروع الإسرائيلي في أواخر القرن الماضي، هذا الجبل الذي قدم الشهداء والتضحيات من أجل لبنان ووحدته وعروبته ومقاومته، اهلا بكم في هذه البلدة الجريحة كفرمتى التي شاءت الاقدار أن تشهد أفظع جرائم العدو الإسرائيلي وأدواته". واضاف: "نثمن ونقدر دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في وقوفها إلى جانب مطالب وحقوق شعوب المنطقة، ونشهد اليوم يد الاجرام الصهيونية والانتهاكات البشعة، ولكننا في الوقت نفسه نشهد على مقاومة فلسطينية قدمت الغالي والنفيس وهي على أبواب فرض قواعد اشتباك جديدة".

واشار الى انه "مع التطورات التي نشهدها في المنطقة وخاصة في سوريا، لا نرى اليوم اي عائق أمام الدولة اللبنانيّة للتواصل المباشر مع الدولة السورية ومقاربة ملف النازحين مقاربة وطنية وانسانية ولا عنصرية بغيضة".