شدّد وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام، خلال لقائه نظيره السّعودي فيصل بن فاضل الابراهيم، في سياق زيارته السعودية مُترئّسًا وفد لبنان في اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري لمجلس جامعة الدول العربية، على "الخصوصيّة الّتي تتّسم بها العلاقات الاقتصاديّة بين السعودية ولبنان، والّتي تعود إلى أكثر من سبعة عقود، وتشمل القطاعات التّجاريّة والصّناعيّة والمصرفيّة والسّياحيّة".

وأشار إلى أنّ "الاستثمارات السعوديّة لطالما لعبت دورًا رئيسيًّا في اقتصاد لبنان، وهي شكّلت في خلال العقدين الأخيرين قبل الأزمة الأخيرة، ما يقارب الـ20% من إجمالي الاستثمارات الأجنبيّة، وبهذا كانت السعوديّة المُستثمر المباشر الأوّل في لبنان؛ والمودع الأوّل والمستورد الأكبر".

وأكّد سلام أنّ "اليوم أمامنا فرصة كبيرة لإعادة إحياء هذه العلاقة اللّبنانيّة- السّعوديّة الّتي طالما اتّسمت بالعمق والمتانة، مرتكزين على التّطوّرات الإقليميّة الإيجابيّة، وانعكاساتها على العلاقات المؤسّساتيّة والاقتصاديّة منها بشكل خاص، ما يسهّل الأمور على كلا الجانبين".

وتطرّق إلى "موضوعين أساسيَّين: الأوّل، سبل إعادة وتطوير النّشاطات التّجاريّة بين السعودية ولبنان، تأكيدًا على العلاقات العريقة الّتي تربط البلدين. والثّاني، كيفيّة إيجاد العوامل الجاذبة والمقوّمات الإيجابيّة المُساعدة على عودة الاستثمارات السعوديّة إلى لبنان".

وإذ شدّد سلام على "ضرورة إسراع لبنان في تنفيذ الإصلاحات الاقتصاديّة واتّباع ​سياسة​ اقتصاديّة جديدة قوامها الاستقرار والمشاريع المشتركة النّاجحة، ما يعزّز ثقة المستثمرين ويشجّعهم على المبادرة"، معتبرًا أنّ "الباب الرّئيسي لجذب المُستثمر والسّائح وتنشيط الاقتصاد اللبناني وتحقيق موسم اصطياف واعد، هو الاستقرار السّياسي والأمني الّذي نأمل أن يصل إليه لبنان قريبًا".

كما عرض للأرقام الخاصّة بحجم التّبادل التّجاري بين السعوديّة ولبنان "الّتي تخطّت الـ800 مليون دولار في العقد الماضي، منها 434 مليون دولار واردات لبنانيّة إلى السّعوديّة، و359 مليون دولار صادرات لبنانيّة للأسواق السعوديّة". وركّز على أنّ "هذه الأرقام من الممكن أن تتضاعف فور اعادة فتح الأسواق وعودة العلاقات الاقتصادية والتجارية الى سابق عهدها، شرط استقرار الأوضاع في لبنان كما في سوريا لما لها من تأثير على التّبادل التّجاري بين لبنان والسّعوديّة؛ كونها المعبر البرّي الوحيد للبنان".