إفتتح وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، منتدى "التحول الرقمي" في القطاع الصحي في لبنان - رؤية للمستقبل"، في المعهد العالي للأعمال - ESA، والذي يهدف من خلال جلسات عمل متواصلة إلى تسليط الضوء على الأنظمة الرقمية والبرامج والتطبيقات المعتمدة في وزارة الصحة العامة وفعاليتها في تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين، إضافة إلى البحث مع الشركاء ومجمل المعنيين بالقطاع الصحي في وضع رؤية وطنية للتحول الرقمي الشامل في هذا القطاع في لبنان.

في هذا السياق، لفت الأبيض إلى "أن لبنان الذي يعاني من أزمات متشابكة مستمرة أدت إلى تفكك قطاعه الصحي بات بحاجة ماسة وأكثر من أي وقت مضى إلى التجدد"، مشيرا الى "إن لبنان أثبت عبر تاريخه أنه بلد قادر على التأقلم والتحلي بالمرونة لمواجهة التحديات المتعددة، وهو أمام تحد استراتيجي في هذه المرحلة يتمثل بضرورة إعادة بناء نظامه الصحي. وفي الواقع إننا نرى وسط التحديات فرصة لإعادة البناء وإحداث التغيير الجذري والتجدد في نظامنا الصحي من خلال التكنولوجيا الرقمية وما تتيحه من قدرات".

وأكد الأبيض "أن النظام الصحي الرقمي يؤسس لبناء نظام رعاية صحية متاح للجميع من خلال قدرته على تخطي الحواجز الجغرافية وتقديم الرعاية للقاطنين في مختلف المناطق، ولا سيما الجهات الأكثر بعدا عن العاصمة. كما أنه يسهل التعاون عن بعد بين أعضاء الجسم الطبي والتمريضي وتبادل المعلومات والآراء في ما بينهم". ولفت الى "إن الشدة البالغة الحالية تحتم على الافرقاء المعنيين جميعا من مسؤولين حكوميين وعاملين في القطاع الصحي وخبراء ومنظمات أممية وغير حكومية ومؤسسات خاصة ومجتمع مدني التعاون ووضع الإستراتيجيات بهدف وضع الأسس لنظام صحي رقمي يخدم في شكل فعال الشعب اللبناني".

كما اوضح أن "تحقيق هذا الهدف يتطلب معالجة المسائل التي أسهمت في تفكيك النظام الصحي في لبنان، والسعي في المقابل إلى تعزيز العمل البيني ومشاركة المعلومات واعتماد أنظمة الصحة الرقمية"، مؤكدا أنه "علينا الإستثمار في البنى التحتية الضرورية لدعم إرساء الأنظمة الرقمية في مختلف أنحاء البلاد. كما علينا إعطاء الأولوية لبناء القدرات بما يؤكد تحلي الإختصاصيين بالمعرفة والمهارات لتطبيق الرقمنة بفعالية".

وشدد على أن "المضي قدما في هذا التحول يجب ألا يكون في أي شكل من الأشكال على حساب المدماك الأساسي للنظام الصحي وأولها التعاطف مع المريض وحسن التواصل الإنساني. فالتحول الرقمي هو أداة لزيادة الرعاية وإعطاء العاملين في القطاع الصحي القدرة على بناء الشراكات بهدف تطوير الخدمات وتقديم الدعم لمن يحتاج إليه".

وذكر الابيض "أن الصحة الرقمية تشكل أحد أبرز محاور الخطة الإستراتيجية للقطاع الصحي التي تم إطلاقها قبل حوالى شهرين في السرايا الحكومية". ودعا إلى "خوض مسيرة الرقمنة برؤية مشتركة تظهر إصرارا على تطوير القطاع الصحي في لبنان". وقال:"إن التحديات لإرساء الرقمنة في القطاع الصحي كثيرة ولكن تخطي العراقيل ممكن لبناء نظام صحي رقمي مرن يرتكز على خدمة المريض".

بدوره، شكر النائب بلال عبد الله وزارة الصحة العامة على ما "تبذله من جهود في تحقيق التحول الرقمي"، معتبرا "أن التحول الرقمي في الموضوع الصحي ضروري جدا لوقف الفوضى في القطاع والحد من الفساد والتهريب والتسرب".