اشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض الى انه "تطل علينا ذكرى التحرير في ظل أزمات متفاقمة إقتصاديا وماليا ومعيشيا وسياسيا، ويبدو جليا أنه ما لم ننجز الإستحقاق الرئاسي ومن ثم تشكيل حكومة متوازنة وقوية وذات وزن تمثيلي واسع، لن نتمكن من الإنتقال إلى معالجة مشاكلنا الاقتصادية والمالية، وهي التي تحتاج الى مسار معقد ومتعدد المستويات تشريعيا وإجرائيا وحتى سياسيا".

وخلال الاحتفال الذي أقامه "حزب الله" في بلدة مجدل زون الجنوبية لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، رأى فياض أن "المقاومة وبعد 23 عاما على التحرير ما زالت ماضية في صنع تاريخها"، مشيرا إلى أن "اللبنانيين والعالم أجمع يعرفون أهمية ما حصل العام 2000، ولكن معرفة أهل المقاومة ومجتمعها وأهل جبل عامل، معرفة أخرى، خبروها بحياتهم وتاريخهم وبآلامهم ومعاناتهم، وهو الفارق بين أن تسمع عن آلام مريض جرى شفاؤه، أو أن تسمع عن غريق جرى انقاذه، أو أن تسمع عن حريق شبَّ في منزل ثم جرى انقاذ هذا المنزل، وبين أن تسمع عن الشيء ولو امتلكت أعلى درجات الإصغاء والإنتباه، وبين أن تعيش الشيء بذاته، فنحن المريض الذي عاش المعاناة وجرى إشفاؤه، ونحن المنزل الذي أطفئت النيران به، ونحن الغريق الذي قاوم الأمواج العاتية وتفوق عليها وبلغ شط الأمان".

ولفت فياض إلى أن "الجنوب ومنذ العام 1948 لم يهنأ باستقرار، بل حصلت بعض المجازر قبل ذلك، فالعدو الاسرائيلي لم يقف عند حدود، بل طالت اعتداءاته كل لبنان"، متسائلا: ألم يقصف مطار بيروت، ألم يرتكب الإغتيالات في عمق العاصمة، وهذا قبل العام 1982"، مذكرا بأن "الواقع كله الذي كان يحيط بنا تاريخيا، كان يتضمن عناصر الاخفاق والهزيمة والفشل، من سلطة غير مكترثة وأحيانا متآمرة، إلى مجتمع دولي يؤازر عدونا، وقوى سياسية مبعثرة ومنقسمة، وهنا لا بد من استحضار الإمام الصدر، كرجل رؤيوي، متبصر وصاحب فكر مسؤول، الذي التقط باكرا أهمية ان تكون هناك مقاومة، وأن تكون لها الأولوية، وأن تؤيد القضية الفلسطينية والقدس الشريف وأن تحمي المقاومة الفلسطينية، مهما تكن ملاحظاتك وخلافاتك مع فصائلها، ولذا هو الرجل الذي زرع هذا الزرع المبارك في تربة هذا الوطن".