شدد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين على أن الواقع يفرض أنه لا مجال للوصول إلى رئيس للجمهورية إلا بالتوافق، وكل من يسلك مسلكاً آخر، هو في الحقيقة يعلم في قرارة نفسه أنه لا سبيل للوصول إلى رئيس للجمهورية إلا بالتوافق، ومن يريد أن يسمّي هذا الأمر تسوية أو تفاهماً أو توافقاً، فليسمه كما يشاء، لكن هذا هو لبنان، وهذه هي طبيعته، وهكذا هي الحلول فيه.

وخلال احتفال تأبيني في خربة سلم الجنوبية، اكد صفي الدين ان "يجب على لبنان أن يحزم أمره ويحدد خياراته في ظل المتغيرات الكبيرة التي تحصل في المنطقة، ويتقدم إلى الأمام ليحجز مكاناً له في المعادلات الجديدة القادمة، حتى لا يضيع في تلك المعادلات، سواء من المنطقة أو من العالم".

ورأى صفي الدين أن ما نعيشه اليوم هو نتاج الاتكال على الآخر الذي حدد لنا دور لبنان ومستقبله بعد الحروب العالمية، وأما اليوم، فنحن في لبنان وفلسطين ومنطقتنا، لا في الحرب العالمية الأولى ولا في الحرب العالمية الثانية، وإنما في عصر المقاومة المنتصرة التي أصبحت ثابتة وقوية وقادرة على امتداد كل المنطقة، وبالتالي يستحيل أن نترك الآخرين أن يحددوا لنا مستقبل بلدنا، فنحن الذين نحدد هذا المستقبل لأننا الأقوياء والثابتون، وهذه القوة والثبات هما من صنع الشهداء والمجاهدين والمقاومة.

وتعجّب السيد صفي الدين من بعض اللبنانيين الذين ما زالوا يتحدثون إلى اليوم بلغة ما قبل 40 أو 50 عاماً وكأنه لم يمر عليهم شيء على الإطلاق، فهؤلاء لا أمل مرجو منهم، لا في تحقيق السيادة، ولا في الدفاع عن الكرامة، ولا في استعادة الأرض، ولا في مواجهة العدو، وحتى لو أعلنوا أكثر من مرة في الإعلام أنهم يعتقدون أن الإسرائيلي هو العدو، فهذه كذبة كي يمرّرون بعض المطبات السياسية.

وأضاف السيد صفي الدين: من يعتقد أن الإسرائيلي هو العدو، يجب أن يفرح حينما يرى المقاومة التي تواجه هذا العدو قوية، ومن يعتقد أن الانجازات والانتصارات التي تحققت عام 2000 هي لكل الوطن وتعنيهم، لكانوا تحدثوا بلغة غير تلك التي يتحدثون بها، لا سيما حينما يكون هناك عيداً للمقاومة والتحرير على مستوى الوطن كما أردناه في سنة 2000، وكما أهدينا هذا الانتصار لكل الوطن.