كشفت صحيفة "ميل أون صاندي" في تقريرا عن دور جد رئيس الوزراء البريطاني الحالي ريشي سوناك في تدريب مقاتلي "الماو الماو" وهي حركة المقاومة ضد البريطانيين في كينيا، بأن "جد سوناك، رمداس سوناك، كان عضوا في حركة قومية تدعو لتفوق الهندوس، وعلّم المقاتلين الكينيين أساليب حرب العصابات، رغم أنه كان يتلقى راتبه من السلطات البريطانية الاستعمارية. فقد كان لجد سوناك من أبيه علاقات مع جماعة متطرفة اسمها "راشتاريا سواميسيفاك" والتي تشكلت بناء على التفكير النازي، وهي متهمة بالعنف وقام أحد أعضائها باغتيال المهاتما غاندي في 1948".

ولفتت الى انه "في مقاييس العنف بالقرن العشرين، فتمرد "الماو الماو" في الخمسينيات كان دمويا. وبحسب مصادر من العائلة لم تكشف الصحيفة عن هويتها، فقد انتقل الجد سوناك في شبابه من منطقة البنجاب إلى نيروبي، وأقام علاقة مع الماو الماو حيث دربهم على أساليب حرب العصابات. وواصل الجد رمداس نشاطاته مع أنه كان يتلقى راتبه من السلطات الاستعمارية في كينيا".

ويأتي الحديث عن دور جد رئيس الوزراء البريطاني، في وقت دفعت فيه حكومة المحافظين تعويضات بـ20 مليون جنيه إسترليني لـ5000 من الكينيين الذين تعرضوا لانتهاكات على يد البريطانيين أثناء الانتفاضة ضد الاستعمار، والتي استمرت ما بين 1952- 1960.

وأشار المعلقون للمفارقة الساخرة، حول تولي سوناك الحفيد أعلى منصب في بريطانيا مع أن جده قاتل البريطانيين. ويعتقد أن مرداس ارتبط بالماو الماو من خلال صديق طفولته ماخان سينغ الذي أصبح من قادة النقابات البارزين في كينيا وتعاطف مع متمردي الماو الماو.

ولكن مرداس قرر الانتقال مرة ثانية عندما تحولت كينيا في مرحلة ما بعد الاستقلال إلى بلد غير مريح وعنصري. ففي عام 1971 هاجر إلى بريطانيا واستقر في مدينة ساوثهامبتون، وساعد في إنشاء معبد جمعية فيدك الهندوسي، مع أنه توفي في سن الـ62 عاما، قبل أن يفتح المعبد أبوابه.

وتزامنت وفاته في عام 1980 مع ولادة ريشي سوناك الذي تبع والده ياشفير خطى والده ليصبح عضوا في مجلس أمناء المعبد. وفي فيلم وثائقي عرض العام الماضي، كشفت صور الفتى الذي سيصبح سياسيا وهو يمثل في مشاهد من الميثولوجيا الهندوسية. وأظهرت الصور سوناك وهو يمارس الشعائر الهندوسية في عام 2019 عندما كان وزيرا للخزانة، ويقوم بصنع الخبز الهندي (تشباتي) في المطبخ.

وجاءت المعلومات عن ماضي الجد المتطرف من خلال الصحافي الحائز على جوائز، شيام باهتيا، وسيقوم بنشر كتاب عنها. ويقول المراقبون إن التفاصيل حول حياة جد سوناك ستكون محرجة لرئيس الوزراء، خاصة العلاقة مع الحركة المتطرفة التي منعت ثلاث مرات في الهند نظرا لمواقفها المتطرفة.