يشكّل التقارب السعودي الايراني ومعه التقارب السعودي السوري نقطة التقاء كبيرة، والواضح أن بند إعادة "النازحين السوريين" ببلدان الشرق الأوسط الى سوريا سيكون الأساس على طاولة البحث، نعم بند اعادتهم يتصدر أولويات العرب حتى إن وزير الخارجية السعودي وقبل التفاهم السعودي السوري تحدث عن الحوار مع الحكومة السورية وعن الحل السياسي والعودة.

إذاً، بات واضحاً المسار الذي ستسلكه الدول العربية وتدرّج الحديث عن العودة انطلاقاً من الحوار السعودي السوري لتأتي بعده قمة عمّان. وتشرح استاذة العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية والباحثة الدكتورة ليلى نقولا الى أنّ "اللقاء الذي حصل في الاردن وحضره وزير الخارجية السوري تحدث عن اعادة اللاجئين وقيام الدول العربية بتمويل البنى التحتية لتأمين مقومات العودة".

مساران للتصالح مع سوريا

تشرح ليلى نقولا عبر "النشرة" عن وجود مسارين للتصالح مع سوريا، الأول هو العربي الذي يضمّ الاردن ولبنان، والثاني هو الروسي، التركي، السوري والايراني، لافتة الى أن في المسار العربي السعودية والامارات ستتكفلان بالتمويل أما بالمسار التركي الأرجح أن تقوم قطر بتمويل العودة الى سوريا".

"روسيا منذ أكثر من ثلاث سنوات حاولت أن تقوم باتصالات مع كلّ الدول المحيطة بسوريا لاعادة النازحين، ولكن كلّ الخطوات ووجهت برفض من أوروبا وأميركا". هنا يؤكد رئيس المركزي الثقافي الروسي العربي مسلم شعيتو لـ"النشرة" أنّ هدف الدول هو الضغط السياسي على الحكومة السوريّة من جهّة ولاستغلالهم في الدول التي يتواجدون فيها، مثلاً في لبنان الهدف من ابقائهم هو محاولة التغيير الديموغرافي ولاستعمالهم سياسياً".

معارضة الغرب للعودة

يعود مسلم شعيتو ليشدّد على أن "الرغبة موجودة لدى كل الدول العربيّة إنطلاقاً من كلّ المخاوف السياسية وإمكانية انعكاس الازمة السوريّة سلباً على العالم العربي، لكن الامكانيات صعبة لأن الاموال التي يتقاضاها النازح ليبقى في البلد المتواجد فيه "مغرية" له لعدم العودة، ولو كانت أوروبا وأميركا لديهما المصداقيّة بالعودة لكانت دفعت للنازح بعد عودته الى سوريا". بدوره الخبير في العلاقات الدولية الدكتور بسام العبدالله فيشدد عبر "النشرة" على أن "ملفّ النزوح أصبح سياسياً أكثر منه إنساني وهذا الامر تركز عليه الولايات المتحدة التي تريد الاستثمار بالملف".

عقبات العودة

"الدولة السورية أرست كل التشريعات القانونية لاعادة النازحين". يؤكد العبدالله، ويشير الى أنه "حتى الذي خرج بطريقة غير شرعية تمت تسوية أوضاعه مع وزارة الداخلية"، لافتا الى أنه "عقدت ثلاثة مؤتمرات بدمشق للعودة بالتعاون بين سوريا وروسيا،وبالتالي في الشق القانوني الدولة السورية قامت بما عليها لكن تبرز عقبتان في لبنان، الاولى وهي تسييس الملف من قبل قوى دوليّة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية لإبقاء سوريا ضعيفة والثانية وجود قوى داخلية لبنانية في لبنان تعرقل عودة النازحين".

يضيف العبدالله: الان أصبح هناك حاجة لانهاء هذا الملف أولا لضعف التمويل الدولي له، ونظرا للمشاكل الأمنية والاقتصادية التي يمكن أن يتسبب بها، وهذا ما سنراه في لبنان وتركيا والاردن، وفي النهاية هو حتما يحتاج الى حديث مباشر بين الحكومتين السورية واللبنانية وعليه أن يترافق مع برنامج لاعادة الاعمار، والغرب لا يزال حتى الساعة يرفض الإعمار.

الواضح أن قطار عودة النازحين قد انطلق ولكن يبدو أن لبنان هو الوحيد الذي لديه "فرملة" لمواكبة التطورات، بمعنى آخر لبنان هو الوحيد المتأخر عن السير بمسار التسوية في المنطقة التي تضع بندا أول على جدول أعمالها اعادة النازحين!.