ترأس وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي اللقاء الموسع مع الجمعيات التي تنفذ أنشطة تربوية مع الوزارة، والذي اقيم في قاعة المسرح بالوزارة، في حضور المدير العام للتربية عماد الأشقر، رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفسورة هيام إسحق، منسق عام المناهج جهاد صليبا، مدير التعليم الثانوي خالد فايد، مدير التعليم الأساسي جورج داوود، مديرة الإرشاد والتوجيه هيلدا الخوري، رئيس دائرة التعليم الأساسي هادي زلزلي، وممثلين عن البنك الدولي واليونيسف و134 جمعية مسجلة للعمل في الأنشطة التربوية وغيرها .

بدوره، قال وزير التربية: "أنا أتيت إلى الوزارة من المجتمع المدني وما هذا اللقاء سوى للتعارف ولنشد على ايديكم ونتعاون في خدمة التربية. ان الدولة مقصرة في العديد من الميادين والخدمات ويأتي المجتمع المدني بمؤسساته ليملأ هذا الفراغ بما له من خبرات ومقومات لدعم المجتمع" .

اضاف: "إننا كعاملين في القطاع التربوي من وزارة ومجتمع مدني، نسعى للتنسيق في انشطتنا ومهامنا لكي نحدد أي فئة تقوم بأي نشاط ، وذلك من دون الحد من نشاط أحد ، لا سيما واننا نشهد يوميا في الإعلام حديثا عن ارقام بالملايين يتم إنفاقها تحت إسم التربية، ويسألوننا اين ذهبت الأموال ، لذا يجب ان نعرف من ينفق على أنشطة في التربية وما هي النتيجة ، علينا ان ننسق لكي لا تتكرر المشاريع نفسها في مدرسة معينة ومن جمعيات متعددة".

وتابع: "نحن ننتظر اقتراح آلية تنظيمية من المدير العام بدأت بالطلبات والتسجيلات والموافقات ، لكي تكون لنا داتا مفصلة وموافقات مسبقة ومتابعات. إننا نرحب بطلبات الجمعيات الأهلية للدخول إلى المدارس ، ولكننا يجب أن نعرف نتائج تدخلها ، والكيان القانوني للجمعيات او المنظمات الدولية وفروعها ، لأن هذه الجمعيات هي بمثابة شركاء للوزارة ، شرط ان تأتي منسقة بناء لخطة تضعها الوزارة لتنسيق الأولويات" .

من جهة ثانية، وقع الحلبي ووزير الصناعة في حكومة تصريف الاعمال جورج بوشيكيان ورئيس جمعية الصناعيين سليم الزعني مذكرة تفاهم حول تطوير التعاون في مجال التعليم المهني والتقني وإعداد الكوادر الماهرة لسوق العمل الصناعية ، وخصوصا معهد الصناعات الغذائية في قب الياس الذي بناه الإتحاد الأوروبي.

وشارك في حفل التوقيع كل من المديرة العامة للتعليم المهني والتقني الدكتورة هنادي بري، المديرة الاقليمية لمكتب منظمة العمل الدولية للدول العربية الدكتورة ربى جرادات، والمدير العام لجمعية الصناعيين طلال حجازي والمنسقة الوطنية لبرنامج التعليم والتدريب المهني رانيا حكيّم .

وبعد التوقيع وتبادل النسخ، أكدت بري "أهمية هذه المذكرة وضرورة التعاون مع وزارة الصناعة وجمعية الصناعيين خصوصا في مجال الصناعات الغذائية"، مشددة على "الحاجة إلى تفعيل التعاون في المجال الصناعي عموما"، لافتة إلى ان "اول مدرسة صناعية تم إنشاؤها في العام 1950 في الحمرا ثم تم نقلها إلى الدكوانة".

وأكدت ان "غالبية الخريجين في سوق العمل، وان المرحلة الراهنة تشهد فراغا في المقومات المالية للمعاهد الصناعية والفنية فلم يعد بإمكان المديرية العامة تجهيز المصانع التابعة لها والفندقيات بالمواد والاستهلاكات والكهرباء، وإن هذه المذكرة هي باب للأمل يفتح امام المدارس المهنية والطلاب ليتم إعدادهم لسوق العمل المتجددة" .

وألقى الحلبي كلمة قال فيها: "إنها انطلاقة متجددة للتعاون بين التعليم المهني والتقني والمصانع الغذائية ، لا سيما وأن لبنان يتميز بالمطبخ الراقي والتصنيع الغذائي الرائد" .

وتابع: "إن الأزمة المالية والنقدية وعدم توافر الاعتمادات في صناديق المعاهد الفنية والفندقية، يحول دون قدرة إدارات هذه المعاهد على إنجاز التعليم التطبيقي، وبناء المهارات، وإننا على تواصل دائم مع وزير الصناعة الصديق الاستاذ جورج بوشيكيان وجمعية الصناعيين ونقابات القطاعات المنتجة، لعقد المزيد من الشراكات، خصوصا وأن التعليم المهني والتقني هو السبيل الأقرب إلى سوق العمل، وإن الاوضاع الصعبة تستدعي المزيد من التعاون بين الجميع، وابتكار السبل المؤدية إلى تفعيل النهوض".

بدوره، قال وزير الصناعة: "ما نقوم به ينطلق من قناعة راسخة لدينا بأهمية التفاعل وزيادة التنسيق والمرونة وتفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص. ويهدف أيضاً إلى تطوير التعليم والتدريب وصقل المهارات والخبرات في المعهد الموجود في منطقة صناعية-زراعية مثالية يعمل الطلاب بمصانعه ومختبراته المجهّزة بالتقنيات الحديثة، بما يساعد الادارة والأساتذة على تأمين البيئة الحاضنة للطلاب الجادّين والراغبين في التخرّج واكتساب مهنة شريفة تضمن لهم حياة كريمة".

اضاف: "أقول ذلك لأؤكّد أن لبنان ينهض بخطى ثابتة. وسوف يأتي يوم تتغيّر فيه الأمور نحو الأفضل. مع كلّ تمنّياتي على المشرفين على وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي أن يواصلوا عملهم البناء في نقل الصورة البهيّة والمشرقة عن لبنان. وصدّقوني يوجد الكثير لتتحدّثوا فيه عن جمال لبنان ونجاحات أبنائه".

وتابع: "نحن على الصعيد الصناعي، مستمرّون في البناء والتقدّم في قطاعات واعدة أبرزُها الصناعات الغذائية التي تتكامل مع الزراعة والسياحة والتغليف والتسويق والتصدير".