عشية الكلمة المُتلفزة للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، عصر السبت المقبل، ماذا عساه سيقول؟...

وما هي وتيرة ما سيُخصصه في كلمته، للشأن الداخلي، مقارنة مع عرضه لمجريات المنطقة؟...

ولكن الأهم الأهم: هل انغمس "حزب الله" بالكامل في أوحال السياسة الداخلية؟...

وهل سقطت من يده ورقة "الجوكر" الإقليمية؟.

قد تكون هذه الأسئلة مشروعة بالاستناد إلى تطورات خلال هذا الأسبوع، تستدعي موقفا واضحا من "الحزب" حيالها...

تطورات شبعا

ومن هذه التطورات ما حُكي في الإعلام في شأن "ما يُجرى على حُدود مزارِع شبعا"... والقول إن "حزب الله يتكئ على الدولة"؟...

ويبدو لافتا في هذا المجال، ما تطلقه إسرائيل، من موجات تهديدٍ متتالية ضد "الحزب" ولبنان، محذرة من "حرب" تعلن أنها لا تريد الانجرار إليها!...

وأحيانا يُقرأ ما هو أخطر من ذلك، ولا تعليق حتى الآن لـ"الحزب" عليه... فيتم الحديث في الإعلام مثلا عن "قلق مُتزايد من توسع الضربات الإسرائيلية... ومن نسف عودة النازحين"...

وتزامُنا، يصدر عن "حزب الله" موقف على خلفية "الخيمتَيْن"، ومفاده القول للجانب الإسرائيلي: مُتمسكون نحن بهما... و"أعلى ما في خيلكم اركبوه"!.

بيد أن هذا الموقف–التحدّي، من غير المعلوم: هل هو من باب "رفع العتب"؟، أم إنه يأتي في إطار التذكير بالوجود؟!...

بلدة الغجر المحتلّة

وسط هذه المُؤشّرات غير المُطمئنة، تنشغل "الأمم المتحدة بـ"خيم المقاومة"، فيما الإسرائيلي يضم كامل الغجر... وقد انتهت في الأيام الماضية، الأشغال الإسرائيليّة لتثبيت السياج الجديد الذي ضم كل الجزء الشمالي اللبناني من بلدة الغجر المحتلّة، إلى الأراضي السورية المحتلّة. وبذلك، فقد باتت الغجر كاملة تحت الاحتلال الإسرائيلي وخارج السيادة اللبنانية، وخارج الوصاية الكلّية لقوات الطوارئ الدولية (اليونيفل)، التي لا يُسمح لها بالدخول إليها باعتبارها خارج نطاق عملها، في خرق واضح للقرار 1701...

وهذا ما أشار إليه "الحزب التقدمي الاشتراكي" هذا الأسبوع، في بيان سأل خلاله: "هل للحكومة أن تمنح بعضا من وقتها لمنع احتلال أراضي الغجر؟... هي غائبة في سباتها بحثا عن صلاحيات هنا وهناك، يبدو أنها لم تتنبه إلى حقيقة أن العدو الإسرائيلي قضم الجزء اللبناني من بلدة الغجر المحتلة من دون حسيب أو رقيب"!.

وإذا كان "الاشتراكي" تحدث عن "سبات" لحكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي، فماذا عسانا نُطلق على سكوت "الحزب" المُطبق حتى الساعة، في موضوع الغجر؟...

وماذا عن ورقة "الجوكر" في يد "الحزب"، والرابحة على الدوام في سياق المُواجهة مع إسرائيل؟... فأين هي تلك الورقة اليوم؟...

لودريان

وأما المساعي الفرنسية، والتي يتولاها الموفد الرئاسي جان إيف لودريان، فتحمل في طياتها أيضا أسئلة تتطلب توضيحات من "الحزب"... وثمة تساؤلات محورها "ضبابية" موقف "حزب الله" في ما خص لودريان، الذي سيُنهي تقريره نهاية هذا الأسبوع.

وتُشير المعلومات في هذا الإطار، إلى أن لا مُبادَرة فرنسية قائمة... بل ثمة توجُّه إلى رعاية حوار لبناني يبدو متعذرا؟.

وماذا أيضا عن القول إن "حزب الله" قد انقلب على لودريان، وكشف باكرا حقيقة نياته الحواريّة"...

ملف رئاسة الجمهورية

وفي موازاة ذلك، ثمة حديث خلال الأسبوع الجاري، عن أن رئاسة الجمهورية في لبنان في "كوما"، فيما "الحزب" يُرهِب خُصومه السياسيين بالقول لهم: أنتُم "تحاربون طواحين الهواء"!...

أسئلة مشروعة حتما

وبعد كل ما ورد آنفا... هل من الممكن الشك، بأن الأسئلة المطروحة اليوم على "حزب الله"، إنما هي مشروعة بالكامل؟...