لفت عضو كتلة "التنّمية والتّحرير" النّائب ​علي حسن خليل​، ممثّلًا رئيس مجلس النّواب ​نبيه بري​، خلال رعايته افتتاح ​الجامعة الإسلامية​ في ​لبنان​ فرعها الجديد في ساحل المتن الجنوبي في برج البراجنة، إلى "أنّنا من هذه المنطقة، تعلمنا ان حب الوطن عبادة وصلاة، وان الله محبة، وان العيش الواحد في هذا الوطن هو حقيقة، وان العيش المشترك فيه ليس شعارا يُرفع في المناسبات، بل هو فعل نمارسه في تواصلنا وعلاقاتنا وانفتاحنا على كل ابناء هذا الوطن، والحرص على تكامل ادوار ابنائه؛ من اجل ابقائه وطن السلام والحرية والقوة والحرص على العدالة فيه".

وأشار إلى أنّ "على ابواب ذكرى تغييب امامنا وقائدنا ​موسى الصدر​، نشهد على توسع واحدة من احلامه في نهوض هذا الوطن ومؤسساته وتطوره، من خلال هذا الفرع للجامعة الاسلامية التي حدثت لها مكانا متقدما على ساحة التعليم الجامعي والعالي في لبنان والمنطقة"، مركّزًا على أنّ "الراعين والعاملين في هذه الجامعة أمام مسؤولية تحدي بناء استراتيجية تربوية وتعليمية، تراعي التغييرات الكبيرة والانفتاح التكنولوجي في عصر ​الذكاء الاصطناعي​، وابقاء الباب مفتوحا دائما امام تطوير المناهج وبرامج التوعية نحو الاختصاصات المطلوبة في سوق العمل في لبنان والعالم".

وأكّد خليل أن "هذه الاستراتيجية يجب ان تبقى محمية على الدوام بالقيم والمبادئ الدينية والاخلاقية، وان تكون ساحة الجامعة الاسلامية بكل فروعها مفتوحة على نقاش كل الموضوعات في الاجتماع وال​سياسة​ والاقتصاد، وان تكون ساحة حوار حقيقي بدون خوف او مواربة، لكن بالتأكيد هو الحوار والنقاش والاندماج المحصن بالثوابت الاخلاقية والقيمية لمجتمعنا".

وشدّد على أن "بادرة الامل هذه في افتتاح فرع الجامعة، لا تخفي حقيقة الوضع الصعب الذي نعيشه على مستوى الوطن، مع اشتداد الازمة السياسية مع تعمقها وتجذبها وتعقيداتها، حيث يبقى مفتاح الولوج الى الحلول للازمات هو اعادة انتظام ​المؤسسات الدستورية​، بدءا من انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والتوافق على التوقف عن محاولة اختطاف عمل المؤسسات الدستورية من الحكومة، التي نجدد المطالبة بان تقوم بدورها كاملا في رعاية شؤون الناس واحتياجاتهم؛ الى محاولة تعطيل المؤسسة الام ​المجلس النيابي​ والمؤسسة الوحيدة الباقية عاملة وتعطي روحا لاستمرار البلد ومؤسساته. نعم هناك محاولة ليس فقط تحصل عبر تعطيل النصاب، بل عبر ضرب دور ووجود هذه المؤسسات الضامنة".

كما سأل: "لمصلحة من تعطيل اخر هذه المؤسسات، وتسليم البلد الى هواة السياسة ومختلقي التجارة في مستقبل الناس ومستقبل الوطن؟"، مبيّنًا أنّ "الوطن يحتضر، والتجربة خلال فترة الفراغ ألّا حل لهذا الامر إلا بإعادة البعض النظر في مواقفهم من الحوار والتواصل والتقاط الفرص، ومنها مؤخرا ​المبادرة الفرنسية​ التي تعاطينا معها بعيدا من الشكل، بل من خلال الجوهر بأنها فرصة من اجل لقاء المكونات اللبنانية الذين تحدثوا قبل ايام انهم يريدون رئيسا على قياس تيارهم او حزبهم، وانهم يريدون رئيسا يختصر بمواصفات المنتمين اليهم".

وأوضح الخليل "أنّنا الذين دفعنا الدم من اجل حماية هذا الوطن، نريد رئيسا لكل اللبنانيين، لا رئيس طائفة ولا حزب ولا تيار. نحن نريد الرئيس الوطني صاحب الحيثية الوطنية، القادر على مد اليد الى الجميع دون استثناء، بعيدا عن ممارسة الحقد والنكد السياسي والتعطيل السياسي؛ من اجل حفظ المصالح الخاصة لفئة من اللبنانيين على حساب الفئات الاخرى".

وذكر أنّ "الدولة ارهقتها سياسات الحقد وسياسات التشفي والشعارات الزائفة، التي تعكس الوقائع عدم صدق مطلقيها في التغيير ومكافحة الفساد، وغيرها من الامور التي يتسم مطلقو التعطيل اليوم بممارستها خلال تجربتهم السياسية والحكومية التي مرت".

وأعلن "أنّنا نريد الدولة الواحدة الموحدة على قياس احلام الشهداء الذي ضحوا، وليس دولة التعصب المناطقي والطائفي والمذهبي. نريد رفع الجدران، وهدم الجدران القائمة بين ابناء الوطن الواحد، رافضين تقزيم هذا الوطن على مستوى مشاريع البعض، لانه عندما تقوم قضية مرتبطة بمصير الوطن والناس تهون كل الامور التي نواجه، نحن الذين نعرف حقائق الازمات الفعلية التي اوصل اليها البلد. نعم نعرف كيف اديرت مشاريع التحكم والمصالح في الوزارات والادارات، وكيف مورس منطق التعصب والتشفي ضربًا لروح الطائف القائم على المشاركة الحقيقية بين جميع المكونات".

وأضاف خليل: "نعرف كيف اديرت مشاريع الكهرباء والطاقة والمياه وصفقات الفيول والبواخر وغيرها، التي تسجل في تاريخ هؤلاء، ولا يلغيها تصفيق فئة داخل قاعات مقفلة تحية للزعيم على حساب الوطن ومصلحة استقراره"، لافتًا إلى أنّ "بناء الصورة الحزبية والشخصية لا يحصل عبر تشويه ادوار الاخرين، ونحن الذين دفعنا وعملنا كثيرا لن نقف عند كل هذه الهرطقات التي تريد اضعاف الموقف الوطني اللبناني. نريد ان نستثمر ايجابا كل المحطات التي نعيشها، وكل التحولات التي اخرها اليوم عبر اطلاق عملية التنقيب عن الغاز في بحرنا وفي مياهنا الاقليمية، كل الناس تعرف بحق من هو صاحب الفضل".