أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، خلال خطبة الجمعة الى ان "مسيرة الأربعين التي اعتاد المسلمون الملتزمون بخط أئمة أهل البيت القيام بها ليست حركة مذهبية في الإسلام تهدف للتمايز عن سائر أبناء الأمة او في مقابل المذاهب الاخرى، وإنما من أجل الأمة واهدافها وتعزيز حركتها نحو الاصلاح في مواجهة الطاغوت الذي يريد حرف مسيرتها عن أهدافها الرسالية واستعبادها سواء كان طاغوتاً داخلياً او خارجياً ولتستعيد حضورها الدولي وتأثيرها في نشر قيمها التي هي حاجة عالمية اليوم لإخراج العالم من الظلمات إلى النور".

واعتبر الخطيب ان "كل تسويق للثورة الحسينية على أنها حركة مذهبية هو أسلوب خبيث تقف وراءه مصالح بعض الانظمة التي ترى في وعي الأمة خطراً عليها تتقاطع مع مصالح قوى دولية تعبث بمصيرها لإضعافها إبقاءً للسيطرة عليها نهباً لثرواتها، وهو مخطط دولي جديد تستعيض به عن النهج القديم في السيطرة على الأمم بعدما استنفذ اغراضه واستطاعت قوى النهوض الجديدة في الأمة من تلمّس الطريق لمواجهته وحققت خطوات مهمة في طريق النجاح، فابتدعت قوى الشر الدولي هذا الأسلوب الخبيث كاستراتيجية سريعة التنفيذ تحتاج مواجهتها إلى الكثير من الجهد وربما بحسب ظنّ أصحاب هذه الاستراتيجية أن هناك استحالة في مواجهتها لان قوى التخريب ستكون داخلية، فالفساد سريع الانتشار أضف إلى ذلك الضغوط الاقتصادية والسياسية والاغراءات المادية".

وتابع :"نعم إنه سلاح الدمار الشامل الجديد بديلاً عن سلاح الدمار الشامل المتعارف الذي منع من استعماله توازن القوى وامتلاكه من القوى الدولية المتصارعة، أما سلاح الفساد الأخلاقي فهو سلاح تتفرّد به قوى الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية"، معتبرا "إنّ الشعب اللبناني الذي ينتمي بجميع طوائفه ومذاهبه إلى القيم الايمانية مدعو إلى التوحد وعدم الانشغال بالصراعات المذهبية والطائفية المفتعلة لمصالح فئوية وزعامات حزبية، مدعوة إلى مواجهة الخطر الحقيقي الذي يتهددها والانخراط معاً في هذا المشروع الوجودي والخروج بأسرع وقت ممكن من الانقسامات الراهنة التي كادت ان تطيح بما تبقى وتلتقي على كلمة سواء وتلتقط الفرصة المتاحة للحوار تحت قبة البرلمان لانتخاب رئيس للجمهورية قبل فوات الأوان".