أذاعت أمانة الإعلام في رابطة قنوبين للرسالة والتراث، المنظمة لمؤتمر التراث المسيحي المشترك في الوادي المقدس، البيان الختامي للمؤتمر، وجاء فيه: "تحت شعار مؤتمر الدائم للتراث المسيحي المشترك في الوادي المقدس، "ليكونوا واحدا" يوحنا (17/22)، حضر البطريرك الكردينال بشارة الراعي، بطريرك انطاكية وسائر المشرق للموارنة، وشارك مار يوحنا العاشر اليازجي، بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، ممثلا بالمطران افرام كيرياكوس، ومار اغناطيوس افرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، ممثلا بالمطران ساويروس روجيه أخرس، ومار يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الأنطاكي، ممثلا بالمطران شارل مراد، ومار لويس ساكو، بطريرك بابل للكلدان، ممثلا بالمطران ميشال قصارجي، والبطريرك تاوضروس، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس، ممثلا بالقمص آندريه الأنطوني، شاركوا في الدورة الثانية من المؤتمر الدائم حول التراث المسيحي المشترك في الوادي المقدس، الذي نظمته رابطة قنوبين البطريركية للرسالة والتراث يومي الخميس والجمعة 7 و 8 أيلول 2023، في بيت الذاكرة والأعلام في موقع حديقة البطاركة، الديمان، بحضور النواب ميشال معوض، جورج عطالله، وليام طوق، طوني فرنجية، أديب عبد المسيح، جيمي جبور، ايلي مخلوف ممثلا النائبة ستريدا جعجع وممثل عن النائب جبران باسيل".

توقف رعاة المؤتمر، وسائر المشاركين، أمام واقع الكنائس الشرقية في لبنان والشرق الأوسط ومشهد التحولات السياسية والإقتصادية، التي تهدد بخلق شرق احادي بعد استهداف المسيحيين وجودا وحضورا ودورا، الذين يحفظون للشرق تعدديته الحضارية، وينقذونه مما أصاب العالم من مقولة صراع الحضارات. وحذروا من خطورة مخططات دولية تقضي على هذه التعددية، وتعزز صراع الحضارات. ودعوا الى مواجهتها بمزيد من الإيمان والرسوخ في أرض الشرق، في ظل أنظمة عادلة تضمن تنمية شاملة وحقوقا كاملة للإنسان.

كما استعرض رعاة المؤتمر ماضي الوادي المقدس وواقعه الحالي حاضرا والرؤية المستقبلية له. فأكدوا توق كنائسهم الى إحياء ذلك الماضي المشترك، واستعدادها لتبني آليات تطبيقية وخطوات عملية لترجمة توقها هذا. وتوقفوا عند غياب الدولة عن الوادي، وتخلفها عن أبسط واجباتها تجاه مواطنيها سكان الوادي الأصليين، الذين صنعوا مع آباء كنائسهم تراثه العظيم ، فصنف في لائحة التراث العالمي سنة 1998. وأسفوا لحال الإهمال والحرمان التي تشوب الوادي، وبخاصة ان مشروع تأهيل طريق الوادي قد تم تلزيمه، ولم ينفذ نتيجة هذا الإهمال الرسمي، وقصور الوعي عن أهمية الوادي.

جدد رعاة المؤتمر تأكيدهم على "ضرورة المحافظة على سكان الوادي الأصليين، وتوفير حقوقهم الطبيعية في الحياة، ترجمة لخطة تنمية مستدامة توفق بين حقوق البشر وبين موجبات حماية الحجر. وفي هذا السياق أبدى رعاة المؤتمر ارتياحهم لبشائر التجاوب الرسمي مع المطلب المزمن المتعلق بتأهيل درب وادي قنوبين، وفق الدراسة الهندسية المعتمدة رسميا. ويأملون النجاح لهذا التجاوب وترجمته عمليا. كما جدد رعاة المؤتمر مطالبتهم جميع المسؤولين ترجمة هذا اللقاء في مخطط استراتيجي طويل المدى يهدف الى المحافظة على ارث الوادي المقدس الروحي والثقافي الثمين. ولفتوا الى ان زمن الصراع ولى ونرى في هذا الوادي رهبانا نساكا يواصلون مسيرة القداسة المشتركة. ودعوا الى وعي حقيقة قنوبين بأنها خير مكان أنعش المسيحية، وتبقى ميراثا مسيحيا جامعا ورسالة انسانية تذكر الإنسان المعاصر "بالحاجة الى واحد"، وتذكرنا بالحاجة الماسة الى التلاقي، الذي يشهد له التراث المسيحي الغني المشترك كإرث حضاري لا يختص بكنيسة دون سواها".

ويتطلع المؤتمر الى "مواقف داخلية وخارجية تقود الى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، المدخل الوحيد لانتظام عمل المؤسسات الدستورية، ضامنة مستقبل لبنان الكيان والرسالة. كما تقود الى معالجة مشكلة التهجير والهجرة القسرية في لبنان وبلدان المنطقة، وأخطر تداعياتها النزوح السوري واللجوء الفلسطيني، اللذين يقتضيان تطبيقا للقرارات الدولية، بخصوص اللاجئين، وللقوانين المرعية بخصوص النازحين خدمة لسوريا وللبنان".