النائب سامي الجميل الذي تطوع لمنازلة نظيره جبران باسيل مدفوعا من... مختارا فرسه في السباق الانتخابي مجد بطرس حرب، مضحيا برأس سامر جورج سعاده خسر رهانه، واقليم حزبه الذي انقسم بينه وبين سعاده، حيث كانت الغلبة للأخير الذي حجب اصواته عن حرب الذي "شنكح"، فيما كان يأمل أن يتصدر لائحة الفائزين وأن يلتقط صورة مع رئيس الكتائب تحت عنوان: "شيخا المواجهة". لكن لقب "شيخا الخيبة" كان هو الطاغي.

ومنذ ذلك التاريخ أصر سامي الجميل أن يعيد إقليم البترون الكتائبي إلى بيت الطاعة بشتى المغريات، فلم يفلح، بذل المال، فكان حاله مع من قبض طوال الذي "اكل الطعم وعملها عالصنارة"، ولم تفلح الخدمات وهناك من يتقنها اكثر منه، ولا سلوك اقصى التطرف لأنه لا يستطيع أن يتجاوز "القوات اللبنانية"، ولا حالة المجتمع المدني والثورة التي تمثلها ليال ابو موسى. وهذه المرة أراد أن يقيم احتفالا يتخلله قسم يمين، فحاول حشد مجموعات لتعبئة نصف صالة كنيسة مار شربل في بلدة عبرين لهذه الغاية، لكن لم يوفق الا في تعبئة نصف عدد مقاعد نصف الصالة التي تتسع لألف كرسي، اي ٢٥٠ كرسيا. وفد القيادة الذي ضم الرئيس ونائبه الثاني والثالث والأمين العام ونائبه وعدد كبير من أعضاء المكتب السياسي ورؤساء المصالح، ومحازبين من إقليمي جبيل والكوره المجاورين كان كبيرا، دعوا انفسهم فحضروا بـ"البوسطه". وقد حرص الجميل على إبراز وجود كتائبيات محجّبات للدلالة على انفتاحه على الطوائف الاسلاميّة بدافع الرد على من يتهمه بالطائفية والمذهبية.

كان الوجود الكتائبي البتروني بحراسه القدماء والجدد هو الغائب الأكبر. فلا احد من الوجوه الحزبية المعروفة في المنطقة كان حاضرا، بإستثناء بعض الذين يفتقرون إلى حيثية تمثيلية وحضروا لا عن قناعة، بل ربما على سبيل عدم تغيير "العوايد" او نكاية بابن جورج سعاده، بدليل انهم لم يتمكنوا من توفير الحشد الذي وعدوا الشيخ سامي بتأمينه. فانكشفت احجامهم. اما مسألة قسم اليمين الذي قيل أن المشاركين فيه هم في حدود الاربعين، فتبين أن العدد مبالغ فيه وأن معظم من حلف لم يكونوا من المنطقة.

​​​​​​​مرة أخرى يتصرف سامي الجميل كـ"ناطح الصخرة" في إقليم البترون ومعه، وهو لم يستطع أن يكسر جورج سعاده في قبره كما كان يتمنى دائما، ولن يستطيع أن يكسر نجله سامر، رغم الحصار الذي يفرض عليه. ومن النكات المتداولة في "كواليس الصيفي" هل كان رئيس الحزب يتوقع أن يحضر المهرجان الالاف ليتوجه إلى عبرين على رأس وفد قيادي فضفاض من أكثر من ٤٠ شخصا هدروا "نصف ويك اندهم" على "ميني" احتفال تستطيع "أخوية" أصغر ضيعة في قضاء البترون حشد اكثر منه بكثير، ولكن في أعياد تطغى عليها التقوى، ولا علاقة لها باليمين المرفوعة ولاء لحزب أضاع بوصلته وتاريخه وناسه. في اي حال كان "مهرجان عفوا "ميني مهرجان" عبرين الكتائبي تحت عنوان "بتروني" بجمهور معظمه من خارج القضاء... ولم يبقَ للشيخ سامي الا القدر.