اشار النائب البريطاني المحافظ السير إيان دنكان سميث في مقالة له في صحيفة "ديلي إكسبرس" البريطانية، الى ان "قضية اعتقال شخص قيل إنه جاسوس يعمل لصالح الصين بصفة باحث داخل البرلمان البريطاني أحدث صدمة كبيرة".

واعتبر سميث أن الصين ترى أن المملكة المتحدة هي نقطة الضعف السهلة في حلف شمال الأطلسي، منتقدا الحكومة البريطانية التي عملت على التخفيف مما وصفه الخطر الذي تمثله الصين على بلاده.

واوضح دنكان سميث أن الشخص المعتقل يدعى باري غاردينر وكان يعمل كباحث منذ سنة تقريبا داخل البرلمان البريطاني، وهو ابن امرأة تدعى كريستين لي، التي تربطها علاقة ناشطة مع إدارة عمل الجبهة المتحدة التابعة للحزب الشيوعي الصيني، وأقام علاقات مع شخصيات مؤثرة في البرلمان لمنع أعضاء البرلمان الآخرين من التسبب في حصول مشاكل للنظام الصيني.

وذكر النائب المحافظ: "لقد تم التأكيد لنا بعد ذلك (الحادث التجسسي) على أنه سيتم تحسين أنظمة الأمن والوقاية، خاصة وأنني وآخرين فرضنا عقوبات على الحكومة الصينية ونواجه هجمات عبر الإنترنت". اضاف: "لهذا السبب كنت أشعر بقلق بالغ من تسلل جاسوس آخر". وسأل: "كم عدد الأشخاص الآخرين الذين يمارسون تجارتهم بالتجسس في ويستمنستر (مقر البرلمان البريطاني)".

وتابع هناك سؤالان يحتاجان إلى إجابة: "الأول، متى علم وزير الخارجية بالحادثة، وهل كان ذلك قبل زيارته للصين؟، وثانيا، ما هي إمكانية وصول هذا العميل إلى الأوراق الحساسة في لجنة الشؤون الخارجية؟". اضاف: "الآن، من المؤكد أن ذلك يدعو إلى التشكيك في السياسة الرسمية الضعيفة لحكومة المملكة المتحدة تجاه الصين، فالحكومة تقول الآن إن الصين تمثل "تحديا محددا في الوقت الراهن"، وإننا سنتعامل مع ذلك من خلال "البراغماتية القوية". واوضح "هذا أمر غير منطقي على الإطلاق".

واشار النائب المحافظ إلى أن الصين "اخترقت العديد من مؤسساتنا، وخاصة الجامعات والآن اخترقت برلماننا، ومع ذلك لا تزال الحكومة ترفض الإشارة إليها على أنها تهديد. ونتيجة لهذا فإن الصين تنظر إلينا الآن باعتبارنا نقطة الضعف السهلة في حلف شمال الأطلسي".

وشدد على انه "يبدو أن سياستنا تستلزم عدم إزعاج الصين. ومع ذلك، فإن اعتقال هذا الجاسوس يشكل صفعة في وجه سياسة المملكة المتحدة الضعيفة في التعامل مع الصين". وختم قائلا إن "حقيقة وجود جاسوس صيني في البرلمان هي لحظة للتفكير مرة أخرى في سياستنا تجاه الصين".